مصدر خليجي: حصلنا على تأكيد اميركي بنقل السلطة وعدم عودة صالح الى اليمن
يتواصل بث المعلومات المتضاربة حول عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى بلاده، او بقائه النهائي في السعودية فضلا عن احتمالات حل الازمة بتوقيع السلطة والمعارضة على المبادرة الخليجية، او على نسخة معدّلة منها.
وكشف دبلوماسي رفيع يعمل لدى إحدى سفارات دول الخليج في صنعاء لـ«أخبار اليوم» اليمنية أن «دول الخليج تلقت تأكيدات من الجانب الأميركي أن صالح بعث بخطاب للبيت الأبيض، أكد فيه موافقته الصريحة لنقل السلطة إلى نائبه، وكذلك قراره في عدم الرغبة بالعودة إلى اليمن وهو ما لقي ترحيباً من جانب البيت الأبيض»، مضيفاً إن رد الاخير كان «بالترحيب وبالمطالبة بالنقل الفوري للسلطة من دون تأخير وفق المبادرة الخليجية».
في المقابل، نقلت مصادر إعلامية عن مصادر مطلعة أن كلاً من مستشار الرئيس اليمني عبد الكريم الإرياني، ووزير الخارجية أبو بكر القربي، والأمين العام للحزب الحاكم سلطان البركاني، والأمين العام المساعد للحزب الحاكم أحمد بن دغر، توجهوا مساء امس الاول إلى العاصمة السعودية، «في محاولة جديدة من بقايا النظام والحزب الحاكم لإقناع المملكة بالقبول بإدخال تعديلات على المبادرة الخليجية الرامية لنقل السلطة في البلاد» بحسب ما ذكر موقع «الصحوة نت».
ويأتي ذلك بعد فشل الارياني نفسه في تحقيق ذلك في زيارة شخصية الى الرياض مؤخرا، كما تأتي مساعي الحزب الحاكم تزامناً مع تصعيد اميركا موقفها تجاه الازمة اليمنية وكذلك مجلس الأمن الذي اعرب عن قلقه البالغ حيال تدهور الأوضاع السيــاسية والأمنية والاقتصادية في اليمن. وذكر راديو « سوا» الأميركي امس، ان مجلس الامن اكد أهمية المبادرة الخليجية المتضمنة انتقالا سلميا للسلطة.
واعتبر الدبلوماسي الخليجي للصحيفة اليمنية بأن «التصريحات المنسوبة لمصادر أميركية، بأن الرئيس قد اتخذ قراراً بعدم العودة إلى اليمن، كان مبنيا على تأكيد الرئيس نفسه لذلك في رسالته التي وجهها للبيت الأبيض»، مؤكداً بأن مسألة نقل السلطة الفوري أمر يحظى بدعم جميع دول الخليج بما في ذلك السعودية وأن أي تعديل على المبادرة الخليجية قد قوبل بالرفض التام من قبل الدول الخليجية. ولفت المسؤول الى ان فرص الحل السياسي وفق المبادرة، والتي ضمنت للرئيس وأسرته وأقاربه عدم المساءلة، يتضاءل نجاحها وأن المواقف الدولية التي باتت تظهر أكثر تشدداً حيال التأخير في إجراءات نقل السلطة، من شأنها أن تأخذ مساراً تصعيديا. وشدد الدبلوماسي الخليجي على أن التنسيق بين دول الخليج والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي مستمر بوتيرة عالية على قاعدة النقل الفوري للســلطة باعتبارها «المخرج الوحيد للأزمة اليمنية سواء وفق آليات مبادرة الخليج أو المبادرة التي خرج بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر».
وكانت الولايات المتحدة أعربت في وقت سابق عن استغرابها من «عدم توقيع الرئيس اليمني على المبادرة لحل الأزمة السياسية في اليمن». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي ان «القضية في اليمن هي المضي قدماً في المرحلة الانتقالية الديموقراطية على غرار الاتفاقية التي طرحها مجلس التعاون الخليجي، والتي قال الرئيس اليمني مراراً أنه يدعمها». وأضافت نولاند «أعتقد أن السؤال الأهم هو: لماذا يجد الرئيس صالح صعوبة في توقيع الاتفاقية لتمكين بلده من المضي قدماً»، مشيرة الى أن المسار الديموقراطي في اليمن يجب ألا يكون رهينة لأحد ويحتاج إلى الاستمرار، «ولقد شجعنا نائب الرئيس اليمني على مواصلة محادثاته مع المعارضة، والقيام بما يلزم وهو توقيع اتفاق مجلس التعاون».
وعبّر «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) على لسان الناطق باسمه محمد قحطان في تصريح لـ«الصحوة نت» عن «شكره وتقديره للتطور الإيجابي النسبي للمواقف الدولية الاخيرة الصادرة عن الولايات المتحــدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والموقفين الروسي والسعودي»، في وقت تناقلت وسائل إعلامية أنباء تفيد بأن السلطات الألمانية تدرس تجميد أرصدة أموال وأسهم صالح في المصارف والشركات الألمانية والتي قُدرت بحوالى 30 مليادر دولار.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد