مصر: اغتيال مسؤول ملف «الإخوان» في «الأمن الوطني»

19-11-2013

مصر: اغتيال مسؤول ملف «الإخوان» في «الأمن الوطني»

اغتال مسلحون يشتبه في انهم إسلاميون، ليل امس الأول، مسؤول ملف «الإخوان» والجماعات المتشددة في «جهاز الأمن الوطني» (مباحث أمن الدولة سابقاً) المقدم محمد مبروك، وهو أحد الضباط المنخرطين في ملفات امنية حساسة، وذلك في حادث أثار المخاوف من احتمال ان استهداف مسؤولين امنيين في ظل المعركة المفتوحة بين السلطات الانتقالية وتيار الإسلام السياسي بعد عزل الرئيس المعزول محمد مرسي.
وذكرت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، انه أثناء توجه المقدم محمد مبروك محمد أبو خطاب إلى مقر عمله، حوالي العاشرة والنصف مساء، ومروره بسيارته في شارع نجاتي في مدينة نصر، أطلق مجهولون يستقلون سيارة أعيرة نارية تجاهه، ما أدى إلى وفاته.انتشار مكثف للجيش المصري في ميدان التحرير امس (رويترز)
من جهته، نعى الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور المقدم محمد مبروك الذي «اغتالته العناصر الإرهابية، مساء الأحد، شهيدًا للواجب والوطن». وشدد منصور على أن «مصر لن تنسى شهداءها الأبرار الذين لم يبخلوا بحياتهم في سبيل الدفاع عنها وطنًا وهوية»، مؤكداً ان «مصر ستنتصر على الإرهاب، وأن دماء وأرواح رجال الشرطة وما يبذلونه من تضحيات في سبيل الذود والدفاع عن الوطن، إنما تزيدنا تصميماً وعزيمة في حربنا ضد الإرهاب».
وأفادت مصادر أمنية مصرية بأن مجهولين استهدفوا المقدم مبروك، وهو مسؤول نشاط جماعة «الإخوان المسلمين» في جهاز الأمن الوطني، عقب نزوله من مسكنه بمدينة نصر واستقلاله سيارته، حيث طاردوه حتى تمكنوا من استيقافه، وأطلقوا عليه 14 طلقة، استقرت سبع منها فى جسده.
وأفادت التحريات بأن الجناة رصدوا تحركات المقدم مبروك، وحددوا مكان التصفية في شارع نجاتي سراج بالقرب من «السراج مول»، وقد تم تشكيل فريق بحث للتوصل إلى الجناة، فيما عاينت النيابة موقع الحادث، وتولت التحقيق.
وبحسب المعلومات، فإنّ المقدم مبروك من مواليد العام 1974، وقد تخرج من كلية الشرطة، والتحق بجهاز مباحث أمن الدولة في العام 1999، وظل يخدم في الجهاز حتى «ثورة 25 يناير»، ثم التحق بقطاع الأمن الوطني في الجيزة، قبل أن يتم نقله إلى المقر الرئيسي لهذا الجهاز الأمني، الذي انشئ بعد حل جهاز مباحث أمن الدولة، وقد تولى مسؤولية ملف الجماعات المتطرفة.
وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى في وزارة الداخلية عن ان المقدم مبروك ساهم في إلقاء القبض على معظم قيادات جماعة الإخوان، في أعقاب «ثورة 30 يونيو».
وأضافت أن مبروك قدّم أول قضية لتخابر الرئيس المعزول محمد مرسي مع حركة حماس، كما أعد تقريراً عن واقعة اقتحام السجون وهروب السجناء أثناء «ثورة 25 يناير»، وهي القضية المتهم بها مرسي و34 قيادياً في «الإخوان».
واشارت المصادر إلى أن مبروك كان له دور كبير في إلقاء القبض على «خلية مدينة نصر» الإرهابية، والتحقيق في معظم القضايا الخاصة بأعضاء الإخوان مؤخراً، وكان يعد مذكرة التحريات حول مرسي.
وبحسب صحيفة «المصري اليوم» فإن التحريات الأولية التى تسلمتها نيابة أمن الدولة العليا بشأن تحقيقات مقتل المقدم مبروك تفيد بأن «الجناة أرادوا الانتقام من الشهيد لأسباب سياسية تتعلق بجمعه معلومات وتحريات عن مدى تورط عدد من قيادات جماعة الإخوان، وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسى، في قضيتي الهروب من سجن وادي النطرون والتخابر مع حركة حماس».
وأفادت التحريات بأن «منفذي الحادث رصدوا تحركات الضحية قبل يومين، وذلك من خلال شهادة بعض الشهود الذين أكدوا أنهم لاحظوا عبور سيارة شبيهة بالتي نفذت الحادث من أمام منزل الشهيد في أوقات مختلفة، وكانت تقف في كل مرة أمام كشك في الشارع وينزل منها أحد الأشخاص يشتري بعض المتعلقات، في الوقت الذي كان ينظر فيه شخص آخر إلى أعلى، حيث شقة الشهيد ومدخل العمارة التي كان يقطن بها».
وأفادت مصادر أمنية بأن أربعة أشخاص ملثمين شاركوا في تنفيذ عملية اغتيال الضابط، وكرروا ما حدث في حادث كنيسة العذراء في منطقة الوراق، حيث قال عدد من الشهود إن سيارة تعطلت في وسط الشارع، وهذا ما ساعد المتهمين على الفرار من مكان الحادث. ولم تتوصل التحريات إلى أي معلومات عن بيانات السيارة. فيما أكدت مصادر أن أحد الأشخاص الذين أطلقوا النار على الضابط كان بحوزته سلاح قناصة.
وبحسب ما نشرت «المصري اليوم»، فإن «ضباط التحريات توصلوا إلى معلومات، جار التأكد من مدى علاقتها بالحادث، حيث أبلغ ضابطان من قطاع سجن برج العرب، المحتجز به الرئيس المعزول، بأنهما سمعا مرسي، أثناء الزيارة التي جمعته بمحاميه قبل أسبوع تقريباً، وهو يسأل عن أسماء ضباط في قطاع الأمن الوطني، وقد قال للمحامين غاضبا: «هوه الضابط (...) والضابط (...) رجعوا ثاني للأمن الوطني»، وقد طلبت المصادر عدم نشر اسمي الضابطين حفاظا على حياتهما.
وأكدت وزارة الداخلية، في بيان، أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها في ملاحقة وضبط الجناة، فيما ترددت معلومات عن القاء القبض على اثنين من المتورطين في جريمة الاغتيال.
وذكرت صحيفة «الوطن» أن اجتماعات تتم على مستوى عالٍ بين جهازي الأمن الوطني والمخابرات الحربية للتحقيق في قضية المقدم مبروك.
ونقلت الصحيفة عن مصادر امنية قولها إن نائب المرشد العام لـ«الإخوان» خيرت الشاطر، أعد قائمة اغتيالات منذ فترة كبيرة بأسماء 45 ضابطا في الأمن الوطني، وأن مبروك كان على القائمة، وأن هناك قائمة اغتيالات أخرى موسعة تشمل ضباطا آخرين في أجهزة سيادية مختلفة، يتم تعقبهم لاستهدافهم، على رأسهم الضباط الذين يعملون على ملفات التطرف الديني والجماعات الجهادية في سيناء.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...