مصر تغلق حدودها مع اسرائيل منعاً لهروب مفجري "دهب"
أغلقت مصر حدودها مع إسرائيل لمنع هروب المشتبه في تورطهم بالهجمات. في وقت أعلنت فيه إسرائيل حالة التأهب القصوى في ميناء إيلات تحسبا لهجوم مماثل.
وقد تضاربت الأنباء بشأن عدد القتلى والجرحى، فقد أعلنت مصادر أمنية مصرية مقتل نحو 30 شخصا وجرح 150 آخرين . بينما أعلن بيان رسمي لوزارة الداخلية مقتل 10 وجرح 100 مصري وأجنبي تم نقلهم إلى المستشفيات في دهب وشرم الشيخ. وصرح محافظ جنوب سيناء اللواء محمد هاني متولي أن القتلى ستة مصريين وأربعة أجانب. من جانبه ذكر التلفزيون المصري أن الانفجارات الثلاثة المتزامنة ناتجة عن قنابل فجرت عن بعد وليس عمليات انتحارية. وتحدث شهود عيان عن تناثر أشلاء الجثث في مناطق الهجمات المزدحمة بالمطاعم والمحلات التجارية.
وأشار بيان صدر عن وزارة الداخلية ،أن الانفجار ا وقع في الساعة السابعة والربع مساء يوم أمس الأثنين، ولم يحدد بيان وزارة الداخلية المصرية ما إذا كانت الانفجارات ناجمة عن عمل إرهابي أم لا،
ونقلت مصادر صحفية أن أحد الانفجارات وقع في فندق "المشربية"، فيما وقع انفجار آخر في السوق القديمة في منتجع ذهب السياحي الواقع على الساحل الغربي لخليج العقبة.وكان شهود عيان أكدوا أنهم شاهدوا تصاعد الدخان من منطقة السوق القديم في وسط المدينة السياحية. وقال الشهود إن المنطقة كانت مكتظة بالسياح والسكان الذين يقضون إجازاتهم هذه الأيام التي تتزامن مع عطلة عيد الفصح الشرقي.
وتشهد مصر حالة تأهب أمني قصوى خاصة في المطارات والفنادق الكبرى، بعد أن قامت أجهزة الأمن بتطويق جميع مداخل ومخارج دهب مع إقامة حواجز أمنية في الطرق الرئيسية.
علماً أن المنتجعات السياحية المصرية تزدحم في مثل هذا الوقت من العام من أجل الاحتفال بعيد شم النسيم،
وتقع دهب على بعد 100 كلم شمال مدينة شرم الشيخ التي شهدت في تموز الماضي تفجيرات قتل فيها نحو 70 وجرح العشرات.
السفير الإسرائيلي بالقاهرة شلومو كوهين قال في تصريحات للتلفزيون الإسرائيلي إنه ليس لديه معلومات عن وجود ضحايا إسرائيليين، لكنه أشار إلى تحذيرات حكومية مؤخرا للإسرائيليين من عدم التوجه لسيناء!!
فيما أفادت مصادر الشرطة أن مئات السياح الإسرائيليين سارعوا إلى إنهاء إجازاتهم في صحراء سيناء بمصر والعودة إلى إسرائيل. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الوزير شاؤول موفاز عرض على القاهرة إرسال فرق إغاثة وأطباء. وفي اتصال هاتفي قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف إيهود أولمرت تعازيه للرئيس المصري حسني مبارك والذي بدوره توعد المسؤولين عن تفجيرات دهب بالعقاب ، واصفاً التفجيرات بـ "العمل الإرهابي الآثم". و في تصريحات له نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن المسؤولين عنها سينالون جزاءهم بقوة القانون. كما أكد "تصميم شعب مصر على ملاحقة قوى الإرهاب التي تهدد أبناءه في أرواحهم وأرزاقهم وتستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن".
الرئيس جورج بوش لم يفوت الفرصة للتنديد بشدة بالهجمات واعتبرها عملا "ينم عن كراهية".
وجاءت هجمات منتج دهب بعد أيام من قيام وزارة الداخلية المصرية بإلقاء القبض على 22 شخصا بتهمة تشكيل خلية تدعى "الطائفة المنصورة". والتي اتهمتها السلطة المصرية بالتخطيط لسلسلة تفجيرات ضد منشآت سياحية.
ويرى مراقبون مصريون أن بعض هذه الهجمات قد يكون ردا انتقاميا على أسلوب تعامل أجهزة الأمن المصرية مع سكان شبه جزيرة سيناء منذ تفجيرات طابا في تشرين الأول 2004، وما أعقبها من حملات اعتقالات موسعة أثارت سخطا على السلطات. بالإضافة إلى وجود ثغرات في الوضع الأمني بشبه جزيرة سيناء بسبب قيود معاهدة كامب ديفيد عام 1978. كما يعتقد مسؤولون أن عدداً من المواطنين البدو في شبه جزيرة سيناء لهم صلات مع تنظيم القاعدة وراء تلك الهجمات.
ومنذ عام 2004 شهدت مصر سلسلة من التفجيرات استهدفت أماكن سياحية في سيناء ، أولها تفجيرات فندق طابا شرق سيناء في تشرين الأول 2004، وأسفر عن مقتل 34 شخصا. و معظمهم من السياح الإسرائيليين.
كما انفجرت قنبلة يوم 7 نيسان 2005 في منطقة الأزهر السياحية بالقاهرة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة سياح فرنسيين وأميركي إضافة إلى المهاجم وإصابة 19 شخصا بينهم 7 سياح. وبعد ذلك بنحو ثلاثة أسابيع شهدت العاصمة هجوما آخر استهدف حافلة للسياح في منطقة السيدة عائشة، أسفر عن وقوع قتيلتين هما منفذتا العملية. وقد جاء ذلك الهجوم بعد نحو ساعتين من انفجار قنبلة وسط القاهرة قرب المتحف المصري، أدى إلى سقوط قتيل وثمانية جرحى هم إسرائيليان وإيطالي وروسي وأربعة مصريين. وبعد نحو ثلاثة أشهر من تلك الهجمات هزت سلسلة انفجارات مدينة شرم الشيخ في تموز الماضي، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
وتواصلت يوم أمس الاثنين سلسلة التفجيرات في سيناء بوقوع ثلاثة تفجيرات متزامنة في منتجع دهب السياحي على ساحل خليج العقبة جنوب سيناء، أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصا وجرح 150 آخرين.
وكالات ـ الجمل
إضافة تعليق جديد