مصر: متظاهرون يحتشدون أمام الخارجية المصرية احتجاجا على زيارة كيري
دعا وزير الخارجية الأميركي مختلف القوى السياسية في مصر إلى "حلول وسط ذات مغزى حول الأمور الأكثر أهمية للشعب المصري" بالتوازي مع تظاهر مئات المصريين أمام مقر وزارة الخارجية احتجاجا على زيارته وتنديدا بسياسات الولايات المتحدة.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في القاهرة أمس إنه يزور مصر "كصديق لها وليس لمجموعة أو أشخاص معينين وليس للتدخل وإنما للاستماع ومن أجل دعم الديمقراطية والشعب المصري لتحقيق القوة الاقتصادية والاستمرار في عملية السلام".
وزعم كيري أن بلاده لا تتدخل في شؤون مصر وهي مستمرة بدعمها سياسيا واقتصاديا كحليف وصديق طويل الأمد بغض النظر عن أي حكومة تكون داعيا المصريين بجميع أطيافهم إلى الالتفات لتحقيق نجاح اقتصادي.
وقال كيري إن "الممارسة الديمقراطية الصحيحة تتم من خلال عملية تحاور وتشاور مستمرة بين القادة السياسيين ومجموعات المجتمع المدني كما يحصل في الولايات المتحدة" شاكرا الرئيس محمد مرسي على دوره في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة واستضافة المعارضة السورية وقبوله بمراقبة دولية على الانتخابات القادمة.
من جهته وصف وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو نظيره الأمريكي بـ "صديق مصر" معبرا عن تفاؤله "بقدرته على دفع الأمور في المنطقة بالاتجاه الصحيح".
وكانت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة أعلنت مقاطعة الانتخابات التشريعية ووصفت الدعوة إليها بغير الدستورية فيما رفض القيادي في الجبهة ورئيس التيار الشعبي حمدين صباحي مقابلة كيري.
وأبدى صباحي في تصريحات صحفية مخاوفه من وجود اتجاه لدى واشنطن للضغط على المعارضة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي دعا اليها مرسي في 22 نيسان مشيرا إلى أن المعارضة تأخذ قرارها بصورة مستقلة ولا تستجيب لأي ضغوط خارجية لأنها معارضة وطنية.
من جهتها أعلنت الجمعية الوطنية للتغيير تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية المصرية مساء أمس احتجاجا على زيارة كيري لمصر.
وقال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان عضو الجمعية الوطنية للتغيير في تصريحات صحفية إن وقفتهم أمام وزارة الخارجية لن تكون خارج نطاق السلمية والتعبير بشكل حضاري عن رفضهم لزيارة كيري.
وكانت الجمعية عبرت في بيان سابق عن رفضها لزيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر اعتراضا على التدخل الأمريكي السافر في الشأن الداخلي المصري عبر دعوة وزارة الخارجية الأمريكية المعارضة المصرية ممثلة في جبهة الإنقاذ الوطني إلى تغيير قرارها القاضي بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
وقال أحمد النقر المتحدث الإعلامي باسم الجمعية انه ليس من حق أمريكا أو أي دولة أخرى إسداء النصائح للمصريين أو التدخل بأي صورة من الصور في الشأن الداخلي المصري سواء فيما يتعلق بالانتخابات أو الحوار بين السلطة والمعارضة.
في سياق متصل احتشد متظاهرون مصريون من شباب الأحزاب والحركات الثورية أمام وزارة الخارجية المصرية احتجاجا على زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مصر وتنديدا بسياسات الولايات المتحدة.
وأضرم المتظاهرون النيران في صور كيري وداسوها بالأقدام في حين افترش بعضهم الأرض أمام البوابة الرئيسية للوزارة في كورنيش النيل.
وشكل عدد من المتظاهرين سلسلة بشرية على الجزيرة الوسطى لطريق الكورنيش رافعين لافتات ترفض وتندد بزيارة كيري لمصر وأخرى باللغتين الإنكليزية والعربية تندد بسياسة الولايات المتحدة وتطالب بقطع العلاقات معها ورددوا هتافات تعبر عن عدائهم للولايات المتحدة وإسرائيل.
كما ندد المتظاهرون بتحالف الأخوان مع الولايات المتحدة مطالبين بالقصاص لشهدائهم ومحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين.
ووصل المتظاهرون إلى محيط مقر وزارة الخارجية في مسيرة من ميدان طلعت حرب يقودها الناشط كمال خليل ومعه مجموعة من شباب الجبهة الوطنية للتغيير و6 أبريل وحركة كفاية.
إلى ذلك أصيب شخصان بجروح إثر الهجوم الذي شنه مجهولون على مظاهرة انطلقت أمس بميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية للتنديد باستخدام العنف المفرط من قبل قوات الامن بالمنصورة أمس الأول حيث فوجئ المتظاهرون باشخاص يطلقون عليهم طلقات الخرطوش ويحملون الأسلحة البيضاء.
ونقل موقع صحيفة (اليوم السابع) المصرية عن شهود عيان بالمظاهرة قولهم إن شخصين أصيبا بجروح نتيجة الهجوم الذي حصل وان قوات الامن عملت على فض المظاهرة بالقوة وملاحقة المتظاهرين بالشوارع الجانبية.
من جهة أخرى أطلقت قوات أمن الشرقية الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة أمام منزل الرئيس محمد مرسى بالزقازيق دون وقوع إصابات بينما حاول العشرات من المتظاهرين اختراق الحاجز الأمني للتنديد بسياسيات الرئيس فمنعتهم الشرطة ونشبت الاشتباكات.
وفي ذات السياق ألقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين المتواجدين قرب محيط مبنى مديرية الامن ومبنى الديوان العام لمحافظة الدقهلية فيما تجمع المئات من المتظاهرين بميدان السادس من أيلول وسط المدينة وقاموا بإلقاء الأحجار وزجاجات المولوتوف على المبنى الفرعي لمديرية الأمن بالميدان.
وتمركزت عدة تشكيلات من قوات الأمن المركزى حول المبنى لحمايته من محاولات الاقتحام وذلك بعد انتهاء مراسم تشييع جنازة متظاهر لقي مصرعه في مواجهات مماثلة في الساعات الأولى من صباح أمس وفي ذات الميدان.
من جانبه أكد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن مقره في محافظة الدقهلية تعرض لاقتحام مساء أمس من جانب قوات الأمن التي حطمت أبواب المقر والاثاث واعتقلت الشباب الموجودين داخله.
وأعلن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في بيان رفضه وإدانته للجرائم والاعتداءات التي تقوم بها أجهزة الأمن والتي تخالف قانون الاحزاب الذي يمنع أجهزة الأمن من دخول مقرات الأحزاب مطالبا وزير العدل بانتداب قاض لإجراء تحقيق عاجل في هذا الحادث.
ورأى الحزب أن ما حدث على مدى الأيام الماضية في الدقهلية وبورسعيد جرائم تستوجب إقالة وزير الداخلية ومحاسبته معتبرا أن النظام الحاكم يتحمل مسؤولية ما يجري من أعمال قمع وقتل للشباب بطريقة وحشية.
وأوضحت منى عزت المتحدث الرسمي للحزب أن قوات الأمن قامت أيضا بتحطيم الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية الموجودة في المستشفى الميداني التي كان يستضيفها الحزب.
وفي بورسعيد أضرم محتجون النيران في إدارة شرطة النجدة عقب إصابة خمسة مواطنين بإصابات مختلفة بين كسور وكدمات في مختلف أنحاء الجسم جراء صدمهم بسيارة تابعة لإدارة النجدة في الوقت الذي سمع فيه دوي إنفجارات من السيارات المتواجدة داخل إدارة النجدة التي أتت النيران عليها جميعاً.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن سيارة مسرعة تابعة للشرطة اطلق افرادها النار في الهواء واخترقت المسيرة التي كانت متوجهة لاعلان بدء العصيان المدني وصدمت متظاهرين في تقاطع شارع الثلاثيني مع شارع محمد علي.
وكان عدد ضحايا المواجهات التي اندلعت بين قوات الامن المصرية والمتظاهرين في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية في دلتا النيل ارتفع أمس الأول إلى أربعة قتلى وأكثر من عشرة مصابين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد