معارك ضارية بين القوات التركية وحزب العمال
تصاعدت حدة المواجهات العسكرية بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وأدت إلى مقتل العشرات من الطرفين، وسقوط مروحية هجومية. ودعا المتمردون الشبان الأكراد في تركيا إلى القيام بأعمال عنف في المدن، ردا على العملية البرية.
وشنت تركيا هجومها البري الكبير، الذي أطلقت عليه اسم «شمس»، عبر الحدود الخميس الماضي، بعد حملة من القصف الجوي لأهداف تابعة لحزب العمال في المنطقة الجبلية النائية شمال العراق.
واندلعت معارك ضارية ووجها لوجه بين القوات التركية والمتمردين، خلال اليوم الرابع للهجوم الأرضي. وأعلن الجيش التركي، في بيان، تحطم مروحية، من دون تحديد السبب. وكان مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال احمد دنيس أعلن أن المقاتلين اســقطوا مروحية من طراز «كوبــرا» خــلال معركة في منطــقة تشـامسكو، قرب الحدود.
وأوضح الجيش التركي، في بيان، أن 8 جنود أتراك، و33 من متمردي حزب الزعيم عبد الله أوجلان قــتلوا أمس، ما يرفع عدد القتلى منذ الخــميس الماضي إلى ,112 والجنود إلى .15 واتهم الأكراد بتفخــيخ الجثث من اجل كسب الوقت للفرار.
إلا أن دنيس أعلن إن اثنين من المتمردين قتلا وأصيب ثمانية، فيما قتل المتمردون 47 جنديا تركيا منذ بدء الهجوم، مشيرا إلى أن القوات التركية حاولت السيطرة على قرية يحتفظ فيها المتمردون بجثث 15 جنديا، إلا انه تم صدهم.
وذكرت وسائل إعلام تركية إن القوات التركية الخاصة قامت بإنزال جوي في شمال العراق. وقال مصدر عسكري تركي «القصف متواصل برا وجوا، والاشتباكات تزداد ضراوة»، مضيفا أن 25 دبابة أخرى أرسلت إلى المنطقة. وأوضح أن لواءين، يتألفان من نحو ثمانية آلاف جندي، يشاركان في هذه العملية.
وفي طهران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي الحسيني أن إيران عززت حدودها مع العراق. وقال «نعتقد أن رأي الحكومة العراقية يجب أن يقدر، برغم أننا نعتقد أيضا انه يتعين على الإرهابيين أن يوقفوا عملياتهم الإرهابية هناك».
وقال القائد العسكري في حزب العمال باهوز اردال ان «على الشبان الأكراد في المدن الكبيرة تقديم ردهم على العمليات العسكرية. مقاتلو كردستان ليسوا 10 آلاف فقط، بل إن عددهم مئات الآلاف. إنهم في كل مكان... في كل المدن التركية». وأضاف «نحن لسنا ضد الشعب التركي، ولكن هذا هو منطق الحرب»، مطابقا ذلك بالمقاومة العراقية لقوات الاحتلال الأميركية في العراق. واتهم واشنطن باداء دور ناشط في الهجوم التركي.
وقال المتحدث باســم البشمركة جبار ياور إن «القــوات في حال تأهب، وســتدافع عن نفسها إذا توغلت القوات التركية في مناطق تخضع لسيطرة حكومة إقليم كردستان»، فيما حث المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أنقرة على احترام سيادة العراق، وسحــب قواتها «في أسرع وقت»، محـذرا من أن العملية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، في استراليا، إن الحملة العسكرية لن تحل مشكلات تركيا مع المتمردين. وأضاف «على أنقرة تحسين الاتصال مع بغداد بشأن كل من العملية الحالية والجهود الأخرى ضد حزب العمال».
وفي النجف، أعلن رئيس الهيئة السياسية لمكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر رفضه «أي تدخل عسكري»، داعيا إلى حل الأزمة بالطرق السلمية.
وأعلن نائب قائد قوات الاحتلال الاميركي في بغداد الجنرال مايك ميلانو، أمس الأول، أن القوات الاميركية والعراقية لن تهاجم ميليشيا «جيش المهدي» إذا التزمت بوقف إطلاق النار الذي جدده زعيمها مقتدى الصدر، موضحا انه سيتم «استهداف فقط أولئك الذين يرتكبون أعمالا إجرامية وإرهابية».
ميدانيا، أعلن الاحتلال الاميركــي مقتل جندي، وإصابة ثلاثــة، في انفجــار عبوة شمال بغداد. كما قــتل اخر خلال معركة مع المقاومة جنوب العاصمة.
وقتل 40 عراقيا، وأصيب ,60 من الزوار الشيعة المتوجهين إلى كربلاء، بتفجير انتحاري في استراحة بمجمع حطين السكني قرب الإسكندرية. ويعد هذا هو الهجوم الثاني ضد الزوار الشيعة امس، فقد تعــرض الزوار لهجوم بالقنابل وإطلاق نار في حي الدورة في بغداد، أدى إلى مقتل ,3 وإصابة .36
وقتل خلال اليومين الماضيين 10 عراقيين، وأصيب ,21 في انفجارات وهجمات في الموصل والحويجــة وكركـــوك والعمارة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد