مقاتلو الكردستاني في حماية البرزاني
جدد رئيس إقليم كردستان العراق تعهده بعدم تسليم أي مسؤول من حزب العمال الكردستاني إلى السلطات التركية "مهما كلف الثمن", في حين انتقدت أنقرة الموقف الأوروبي من التعامل مع أزمة بلادها مع الأكراد.
وقال مسعود البارزاني في مقابلة مع الجزيرة إنه لن يسمح لحزب العمال أن يتخذ من إقليم كردستان العراق مسرحا لعمل مسلح ضد أنقرة, متوعدا بطرد أي مسؤول في الحزب إذا خالف ذلك. كما تعهد بمنع نشوب أي اقتتال كردي, والحفاظ على الوحدة الوطنية في الإقليم.
وحول قرار برلمان كردستان العراق الدفاع عن النفس إزاء أي عملية تركية محتملة, قال "إذا دخلوا إلى قرانا وتدخلوا في شؤوننا فسندافع عن أنفسنا"، نافيا وجود قوات تابعة للإقليم على الحدود مع تركيا.
وكان البارزاني طالب في وقت سابق حزب العمال بعدم اعتماد العنف والكفاح المسلح منهاجا للعمل, "لأن الطريق الصحيح للنضال في المرحلة الحالية يجب أن يستند إلى العمل السياسي والفكري والإعلامي والدبلوماسي".
من جهة أخرى انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الموقف الأوروبي من أزمة بلاده مع حزب العمال الكردستاني, متعهدا بشن عملية عسكرية "عند الضرورة" دون أخذ رأي أحد.
وقال في مؤتمر صحفي بإسطنبول "نريد أن نرى الأصدقاء الغربيين إلى جوارنا في حربنا ضد الإرهاب.. من يتغاضون عن الإرهاب متعاونون معه".
وفيما يتعلق بتأثير زيارته إلى الولايات المتحدة المقررة يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل على الأزمة الحالية، قال أردوغان -الذي يواجه ضغوطا شعبية متزايدة للجم حزب العمال عسكريا- "لا أعرف ما سيحدث قبل رحلة أميركا.. نحن في وضع حساس طوال الوقت".
وكان رئيس أركان الجيش يشار بويوكانيت قد أعلن في وقت سابق أن الجيش سيرجئ أي عملية عسكرية ضد مقاتلي الحزب المختبئين في شمال العراق، إلى حين انتهاء لقاء أردوغان والرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن، مشددا على أهمية هذه الزيارة.
على الصعيد السياسي غادر الوفد العراقي الذي ترأسه وزير الدفاع عبد القادر جاسم وضم عسكريين أميركيين أنقرة السبت، بعد "فشله" في إقناع تركيا بالمقترحات التي حملها لإنهاء الأزمة.
ورغم أن أنقرة أقرت بنوايا بغداد السلمية لحل الأزمة فقد رفضت الاقتراحات واصفة إياها بأنها غير عملية وتحتاج إلى زمن طويل لتطبيقها، في حين ترى تركيا أن الوقت ليس في صالحها.
وشملت المقترحات العراقية قطع الإمدادات عن حزب العمال والحد من تحركاته وإغلاق مكاتبه، في حين سلم الأتراك المسؤولين العراقيين قائمة بـ153 متمردا كرديا.
ميدانيا واصل الجيش التركي تعزيزاته على الحدود مع العراق، وواصلت الطائرات التركية عمليات الاستكشاف لمواقع مقاتلي حزب العمال في الجبال الواقعة شمال العراق.
كما قام جنود بعمليات واسعة لنزع الألغام من الطرق التي سيسلكها الجيش التركي عند بدء الهجوم المحتمل.
وقال جميل جيجك نائب رئيس الوزراء التركي إن الجيش شن الجمعة 24 عملية محدودة شمال العراق ضد مقاتلي الحزب، دون حدوث توغل بري شامل.
وقد حشدت تركيا أكثر من 100 ألف جندي استعدادا لهجوم وشيك يستهدف نحو ثلاثة آلاف مقاتل كردي يختبئون في شمال العراق.
وفي ملف الأسرى الأتراك أكد حزب العمال إمكانية الإفراج سريعا عن الجنود الثمانية الذين اعتقلهم الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة أنباء الفرات الموالية للأكراد عن مراد كرايليان أحد كبار قادة الحزب قوله "أعتقد أن المشكلة ستحل في فترة زمنية غير طويلة"، مبديا استعداد الحزب لبحث المسألة مع "أي وفد يمكن أن يتقدم للتفاوض".
وكان مسؤولون في الحزب قد أكدوا الجمعة أن الجنود الثمانية موجودون في تركيا وليس في العراق، مشددين على رغبتهم في الحوار مع أنقرة بعيدا عن السلاح.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد