مكاتب الاستخدام في السعودية تبتز نصف مليون طالب عمل
في بلد الحرمين الشريفين والذهب الأسود، مئات العاطلين عن العمل، من الذين يصطفون (هم أيضاً) في طوابير أمام مراكز الاستخدام، بسير ذاتية وآمال يائسة، والأدهى من ذلك أن هؤلاء يتكبدون ابتزاز مكاتب الاستخدام هذه بغية العثور على وظيفة تسدّ الحاجة.
ويؤكد التحقيق الذي نشره موقع »عربية نت« الإلكتروني أمس، أن »مكاتب الإستخدام الأهلية« في السعودية تحولت إلى دكاكين تجارية، حيث تصل بعض شروط توفير فرص العمل إلى اقتطاع نصف راتب طالب الوظيفة طيلة الأشهر الثلاثة الأولى، ناهيك عن رسوم تقديم الطلب الحتمية، وضحاياها هم في الغالب من خريجي الثانوية العامة.
من جهتهم، ينفي مسؤولو تلك المكاتب هذه الاتهامات، معتبرين أن معظم طالبي العمل من الشباب يبالغون في شروطهم الوظيفية، رغم عدم تمتعهم بخبرات جيدة. وما بين شكاوى الباحثين عن العمل ودفاع مسؤولي المكاتب، تقف وزارة العمل السعودية التي منحت التراخيص لتلك المكاتب وتتولى مراقبتها والاشراف عليها موقف الحياد، قائلة إنها لا تتدخل في الاتفاقات بين الطرفين.
ووفقا لمصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، بلغ عدد العاطلين عن العمل في السعودية في العام الماضي أكثر من ٤٨٠ ألفا، ما يمثل قرابة ستة في المئة من إجمالي حجم القوى العاملة، ويشكل الذكور نحو ٦١ في المئة منهم.
من جهة أخرى، فإن ٥٥ مكتباً من نحو ٨٠ مكتب توظيف أهلي مرخصا لها، لم تقم بتجديد ترخيصها، كما لا تتوافر إحصاءات بشأن نشاط هذه المكاتب التي يقع معظمها في الرياض، من مثل عدد السعوديين الذين أمنت لهم الوظائف مثلاً.
بين من تعرضوا لابتزاز هذه المكاتب، الشاب مشعل الرافعي، خريج الثانوية العامة، الذي رضي بأن يدفع رواتبه الثلاثة الأولى في عمل أمّنه له أحد تلك المكاتب كموظف استقبال في فندق في جدة، علما بأن الراتب لا يتجاوز ٢٥٠٠ ريال (٦٦٦ دولاراً). أضاف الرافعي »لم يكتفِ المكتب بذلك، بل اشترط عليّ دفع كل الرواتب كشرط جزائي في حال تركي العمل قبل انقضاء الأشهر الثلاثة الأولى.
ومثل الرافعي، رضي عثمان فيصل بدفع راتب شهرين واقتطاع ٢٥ في المئة من رواتبه الثلاثة الأولى، وذلك لوظيفة موظف استقبال في مستوصفٍ خاص براتب لا يتجاوز ٢٥٠٠ ريال أيضاً. بدوره، دفع محمد الصقر ٢٠٠ ريال (٥٣ دولاراً) مقابل »تسويق« سيرته الذاتية، فضلاً عن ١٥٠٠ ريال (٤٠٠ دولار) فور التوظيف.
وقدر مدير مكتب للتوظيف في الرياض، رفض نشر اسمه، عدد طلبات التوظيف التي تتلقاها المكاتب سنوياً، بأكثر من ٢٠ ألف طلب، تتقاضى عنها رسوما تصل إلى ٩ ملايين ريال (٢,٤ مليون دولار)، ولا تتجاوز نسبة التوظيف لديها ١٠ في المئة من إجمالي الطلبات التي تتلقاها.
(»عربية نت«)
إضافة تعليق جديد