من أجل كمشة من الليرات
كل مواطن سوري متهم حتى يثبت العكس: هذي هي حكمة القائمين على صالة ركاب ميناء اللاذقية وليس بيروت.. بدءاً من العنصر علي، ومروراً بالرقيب علي، وانتهاء بالملازم أول.. علي، جميعهم يصرخون في وجوه الركاب كي يقفوا بالرتل.. مئتان وخمسون راكباً وقفوا بالرتل بانتظار إيعاز العنصر علي لهم بالاستراحة، والصف لا يتقدم والتكييف معطل وكذلك الكمبيوترات وأخلاق العناصر الذين يتجولون بين السيدات فيغازلون الجميلات ويصرخون على من تجاوزن سن الجمال لكي يندفسن في الصف، والصف لا يتقدم، كوزاراتنا، بينما اللافتة على باب الميناء تقول: اللاذقية ترحب بوالي مرسين لتدشين خط نقل الركاب البحري السريع. وهو فعلاً سريع لولا أن الراكب ينتظر لثلاث ساعات فقط، هي نفس المدة التي يقضيها للوصول إلى مرسين.. ولم نكتشف السبب حتى عدنا من ميناء مرسين إلى نفس الصالة ونفس الانتظار ليتبين أن القائمين على أعناق القانون والمسافرين يخلقون هذه الفوضى من أجل 200 ليرة رشوة يدفعها كل من يريد الحصول على تأشيرة دون الوقوف بالرتل!؟
شخصياً، وباعتباري كنت منتحلاً صفة سائح، لم أنزعج كثيراً، لمعرفتي بأن العسكر لا يصنعون سياحة مدنية. غير أن ما أزعجني حقاً هو قيام الجميع، عناصر وضباطاً برمي أعقاب سجائرهم على أرض الصالة الرخامية قبل سحقها تحت أحذيتهم كما كانوا يسحقون مستقبل السياحة في بلادي..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد