مناقشة شبابية علنية للعادة السرية

26-03-2007

مناقشة شبابية علنية للعادة السرية

الجمل ـ تحقيق ـ عامر مطر*:   تخرج من الجامعة وأنهى خدمة العلم أيضاً، ليتفرغ للفقر واليأس من الزواج بفتاة أحلامه، حتى كاد ينساها تدريجياً كلما اعتاد أكثر على ملئ فراغه وتلبية حاجته بعادة سرية ، كان الحمام مكانها الملائم ، في فعل انعزالي يستعين عليه بوسائل متنوعة لتحريك الشهوة أولها الخيال ..
تقول الإحصائيات أن أكثر من 2،2 مليون سوري تحت خط الفقر ، المحدد أدناه بقيمة الإنفاق اللازمة لحصول الفرد على احتياجاته الأساسية من الغذاء، والتي يبلغ متوسطها (1458ل.س) شهرياً، وأعلاها (2052ل.س)، ذلك حسب آخر دراسة عن الفقر في سوريا عام 2004م، لفريق مكافحة الفقر لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ومن يعيش تحت هذا الخط من الفقر أبعد الناس عن التفكير بالزواج، والعادة السرية، بحسب نبيل (طالب علم اجتماع سنة رابعة) :كما الماء والطعام يحتاجهما كل إنسان طبيعي وفي ظروف مادية تحول دون الزواج، يضطر الشاب إليها خاصة في لحظات لا أجيد التعبير عنها.  وأكثر ما يُذهل يقول نبيل : أنه كل مرة وإثر الانتهاء من الاستمناء يتعهد لنفسه بعدم العودة اليها، لكنه سرعان ما يجد نفسه يمارسها ثانية وثالثلة ورابعة .. دون إرادة، ومع أنها عادة سيئة ومخجلة برأي نبيل إلا أنها تفرض نفسها كحاجة ملحة وضاغطة، لا حل لها إلا الزواج .
لكن وكما يبدو أن هذا الحل يزداد صعوبة  وفق مؤشر معدل عمر الذكر المتزوج كان 25 سنة عام 1970  لكنه ارتفع إلى 29 سنة عام 2000م، وزاد عن 30 سنة اليوم.
خضر (26 سنة يحدد أسباب المشكلة بالفقر والاضطهاد الاجتماعي والأسري اللذان يذهبان بالإنسان إلى أبعد من ذلك،  وهذا يظهر بوضوح على صفحات صحف الحوادث التي تعكس تنامي الجرائم والانتهاكات المشينة، وقد تمكن خضر من السيطرة على رغباته من خلال الصلاة والزهد طالما أن الزواج شبه مستحيل ، ونصح الشباب بالصلاة والصيام وملأ الفراغ بأي عمل مفيد .
لكن كيف يملأ هذا الفراغ بعمل مفيد ، ما هو هذا العمل في ظل غياب وزارة للشباب تهتم بهم وتعنى بحل مشاكلهم وتحثهم على الابداع الى جانب تقلّص دور المنظمات المعنية (اتحاد الطلبة- اتحاد الشبيبة) ناهيك عن مشكلة البطالة المتفاقمة حيث ازداد عدد العاطلين عن العمل ويشكل الشباب نسبة 75% منها، فبعد أن كان عددهم في عام 2000م حسب الإحصاءات الرسمية (478ألفاً)، ارتفع العدد إلى (637 ألفاً) عام 2002م. وأشارت أرقام هيئة مكافحة البطالة أن العدد تجاوز (800 ألف)، بينما أكدت دراسات أن العدد تجاوز المليون عام 2006م، إذ تقدم إلى مكاتب التشغيل أكثر من مليون ومائة ألف عاطل عن العمل ما بين 2001- 2004،  وقد خلق ذلك مساحات كبيرة من الفراغ لدى الشباب من الصعب ملأها. إذ لا بد من للشعور بالإحباط للسيطرة ، واللجوء الى العزلة موطن الإسرار و الأفكار والعادات السرية .إسماعيل (سنة ثالثة تربية): خلال الفصل الدراسي ننشغل بالدراسة عن التفكير بالنفس وحاجاتها،لكن  في عطلتا الربيع والصيف أوقات الفراغ والضجر قد تدفع نحو ممارسة عادات سيئة لقتل الضجر ويتابع اسماعيل :أعان الله من لا يدرس لا يعمل، ومَن تخرّج ولم يجد عملاً ولا زوجة له ترضى بوضعه يستحق الشفقة.
دعوات اسماعيل  سيصيب (61800) خريج مسجّل في مكاتب التشغيل عين منهم (6600) خريج فقط.

لكن ثمة من يرى في حجم البطالة بين أوساط الشباب والفراغ القاتل  بيئة للاستثمار إعلامي وإعلاني وحتى فني  في استغلال مشين للغرائز المكبوتة، فيتدفق سيلاً  من صور التلفزيونية والسينمائية لنساء المثيرات اللعوبات مذيعات مطربات وراقصات وعارضات أزياء يتبارين على إظهار المفاتن وجذب المشاهد الأعزل، كان ذلك ما علّل به بعض الشبان ممارستهم للعادة السرية، إذ تحدّث حيدرة (25 سنة) عن ذلك قائلاً: أكذب إن نفيت القيام بها، رغم اعتبارها تصرفاً يخص المراهقة، يتجاوزها الشباب الواعي، فالحاجة للجنس أهم أسبابها ، تزيد منها ضغط الإثارة في التلفزيون والشارع والمواقع الاباحية في الانترتيت.
42 مليون أصابهم الإيدز ليقتل 20 مليون إنسان حسب تقرير (اليونيسيف)، ونصيب العالم العربي منه 500 ألف مصاب، لتبين الدراسات أن 80% من حالات الإيدز مصدرها أفلام إباحية وأشخاص تعرضوا لها..
ريبر (17 سنة)  يقول أنه لا يمارس العادة إلا عند رؤية ما يثير غرائزه سواء في الشارع أو في التلفزيون من الفيديو كليب والأفلام إباحية التي باتت في متناول اليد .
 أحد مجرمي الاغتصاب في أوروبا قبيل إعدامه يلقي اللوم على المواد الأباحية بقوله:أنا وأمثالي لم نولد وحوشاً، نحن أبناؤكم وأزواجكم، تربينا في بيوت محافظة، لكن المواد الإباحية يمكن أن تمد يدها داخل أي منزل، فتخطف أولادكم.
تغيب الثقافة الجنسية عن المؤسسات التربوية السورية قد يؤدي إلى آثار و سعيد يروي قصته: في الثالث الثانوي العلمي يوجد درس في كتاب العلوم يتحدث عن التكاثر عند الإنسان، وكم كنا متحمسين للمعرفة الجنسية، لكن المعلمة كانت تغيب حين يحين وقت هذه الدروس "الحساسة".
أما منير فيقول: لو عرفت مضار العادة السرية الصحيّة وحكم الدين فيها لما مارستها أبداً.
الدراسات والأبحاث العلمية بيّنت عدّة انعكاسات ضارة للإدمان على العادة السرية، وأولها تناقص القدرة الجنسية من حيث قوة الانتصاب وعدد مرات الجماع وسرعة القذف، وكذلك تقلص الرغبة في الجماع وعدم الاستمتاع، وهذا العجز لا يبدو ملحوظاً للشاب في عنفوان شبابه، لكن مع تقدم السن تبدأ الأعراض بالظهور شيئاً فشيئاً.
كما قد تسبب إنهاكاً كاملاً لقوى الجسم، ولاسيما للأجهزة العصبية والعضلية، ومشاكل آلام الظهر والمفاصل والركبتين، إضافة إلى الرعشة وضعف البصر. وتقول إحدى الدراسات الطبية: (إن عملية قذف واحدة تعادل مجهود من ركض ركضاً متواصلاً لمسافة عدة كيلو مترات). في حين تُفقد القدرة على التركيز وتنقص قدرات الحفظ والفهم والاستيعاب.
وقد تخلّف الإحساس الدائم بالحسرة، كونها عادة لها لذة وقتية (لمدة ثوان) دون إضافة ما هو جديد للممارس.أيضاً تولّد الرغبة الدائمة في النوم أو النوم غير المنتظم وضياع الوقت ما بين ممارستها وبين النوم لتعويض مجهودها.
من الجانب الديني يقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام: (سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة –وذكر منهم- الناكح يده).الحديث ضعّفه الألباني، وهو في سلسلة الأحاديث الضعيفة.وفي حديث آخر رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن مالك قال: (يجيء الناجم يده يوم القيامة ويده حبلي).وصحّ عن ابن عمر أنه سُئل عن الاستنماء فقال: ذاك ناكح نفسه.ووردت آثار أخرى عن الصحابة في تحريم هذا الأمر:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما الاستمناء فالأصل فيه التحريم عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين في مذهب أحمد وكذلك يعزر من فعله، وفي القول الآخر هو مكروه غير محرّم، وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره، مثل أن يخشى الزنا فلا يُعصم منه إلا به، ومثل أن يخاف إن لم يفعله يمرض، وهذا قول أحمد وغيره، وأما بدون الضرورة فما علمت أحداً رخّص فيه.- وممن أفتى بحرمته من العلماء المعاصرين: ابن باز، وبان عثمين، والألباني.

 

* طالب إعلام

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...