موسكو ترفض دخول المراقبين الأوروبيين إلى المنطقة الأمنية في جورجيا
رفضت روسيا أمس السماح للمراقبين الأوروبيين بدخول المنطقة الامنية في محيط اوسيتيا الجنوبية على الفور، فيما حذر الرئيس الأمريكي جورج بوش روسيا من “ترهيب” جارتيها الديمقراطيتين ليتوانيا واوكرانيا اللتين التقى الاثنين رئيسيهما في البيت الابيض، واكد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أن روسيا قادرة على حماية مصالحها الوطنية وأمن مواطنيها.
وقال في لقاء مع عدد من الضباط الروس الكبار في الكرملين امس، إن “الأحداث الأخيرة في القوقاز تلزم القيادة الروسية بتعزيز أمن البلاد، والانطلاق في ذلك من تقييمات واقعية للتهديدات المحتملة”. وأضاف أن المعايير الأساسية لبناء القوات المسلحة الروسية حتى عام 2020 التي أقرها في شهر سبتمبر/ايلول الماضي تستند إلى تلك المواقف. وأشار الى أن الأحداث التي جرت في القوقاز مؤخرا أكدت قدرة روسيا على حماية مصالحها الوطنية وأمن مواطنيها.
وأكد ميدفيديف أن جهاز الأمن الفيدرالي “كي.جي.بي” سابقاً أحبط حوالي 120 نشاطاً لمنظمات إرهابية ومتطرفة هذا العام.
وقال إن “الكفاح ضد العصابات المسلحة التي تسعى لزعزعة استقرار الوضع في البلاد، وخصوصاً في شمال القوقاز، لايزال محط تركيز من قبل قوات الأمن”.
من ناحية ثانية، نقلت وكالة انترفاكس عن اللفتانت كولونيل فيتالي مانوشكو رئيس القسم الصحافي لقوات السلام الروسية بأوسيتيا الجنوبية ان المراقبين سيقومون بمهمة المراقبة “حتى الحدود الجنوبية للمنطقة الامنية، بحسب الاتفاق المبرم بين الجانبين. واضاف ان مشاورات اخرى ستجري لاحقا بشأن مهمة مراقبي الاتحاد الاوروبي. وكان الاتفاق ابرم امس بين قائد قوات حفظ السلام الروسية في اوسيتيا الجنوبية الجنرال مارات كولاشميتوف وممثلين عن الاتحاد الاوروبي. وكان نائب رئيس الأركان الروسي اناتولي نوغوفيتسين اكد الاثنين، ان الاتحاد الأوروبي يطلب ارسال اكثر من 200 مراقب الى جورجيا لأنه “يتخوف من فقدان السيطرة” على المنطقة. وذكرت وكالة نوفوستي للانباء ان نحو 20 عضوا في البعثة الدبلوماسية الروسية في تبليسي برئاسة السفير فالنيتين كوفالينكو عادوا أمس الى موسكو.
ومن جهته، اعرب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عن “تفاؤله” الثلاثاء حيال امتثال كل الاطراف لخطة السلام التي يفترض ان تؤدي الى انسحاب القوات الروسية من جورجيا. وقال اثناء زيارة الى تبيليسي عشية اطلاق البعثة الاوروبية لمراقبة وقف اطلاق النار الروسي الجورجي المبرم في اغسطس/آب في جمهورية اوسيتيا الجنوبية “اني متفائل حيال امتثال كل الاطراف لبنود الاتفاق كما فعلنا”.
إلى ذلك، اكد الرئيس الامريكي في لقاء على حدة مع كل من رئيسي الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين دعم الولايات المتحدة لهما في مواجهة القوة المتصاعدة للكرملين الذي قال محللون انه يمكن ان يلتفت الى دول مجاورة اخرى بعد نزاعه مع جورجيا في آب/اغسطس. وخلال لقاء مع نظيره الليتواني فالداس ادامكوس، قال بوش انه يحق للدول المجاورة لروسيا مثل جورجيا، ان تعيش “من دون ان تخشى ترهيبا”. كما اكد دعم واشنطن لانضمام كييف الى الحلف الاطلسي رغم اعتراضات موسكو التي تنتقد ايضا دعم واشنطن لانضمام جورجيا الى الحلف.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد