نصر الله: من يعش وهم سقوط الدولة السورية عليه اقتلاع هذا الوهم من رأسه
دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذين لا يزالون يعيشون وهم سقوط الدولة السورية إلى اقتلاع هذا الوهم من رأسهم وقال:" إن المعطيات الميدانية والسياسية والإقليمية والدولية تؤكد أن الأمور في سورية وصلت إلى مكان لم تتحقق فيه أحلام الكثيرين الذين كانوا يبنونها على واقع معين".
كما طالب نصر الله في كلمة له أمس بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بمعالجة كل الأزمات في المنطقة عبر الحوار وقال:" من الطبيعي وجود خلافات وأزمات ولكن الأخطر عدم معرفتنا كيفية التعامل مع هذه الأزمات فلا يمكن لأحد أن يدمر بلده لأجل حقوق أو إصلاحات بل يجب أن تبقى دولة لنطالبها بحقوق وإصلاحات وهذا لا يمكن أن يحصل دون حوار ونقاش ولتكن أي مواجهة سلمية فقط".
وأضاف:" يجب أن نصغي لبعضنا البعض وأن نعالج مسائلنا بهذه الطريقة المعقولة أفضل من أن نذهب إلى الصدام الذي ندمر فيه شعوبنا وبلادنا بينما إسرائيل والولايات المتحدة تتفرجان علينا" محذرا من خطورة فقدان زمام المبادرة في معالجة الأزمات.
وبين نصر الله أن كل الصراعات والأزمات والحروب التي مرت على المنطقة ومنها ما يجري اليوم هي نزاعات سياسية ترتبط بالسلطة والسيطرة والمال وليس لها أي علاقة بالدين كما يحاول الغرب وبعض النظم العربية الترويج له لافتا إلى أن بعض الأنظمة العربية التي لا تسال عن قضية فلسطين وشعبها تحاول تحويل الأزمات في المنطقة إلى نزاعات طائفية.
وقال نصرالله:" إن المطلوب منا إبقاء نظرتنا إلى أي نزاع سياسية لا دينية ويجب أن نتجنب التعبئة المذهبية والدينية لأن البعض قد يستطيعون إخراج المارد الطائفي من القمقم ولكن لا يستطيعون إعادته إليه فيجب أن نكون حذرين إزاء ذلك".
وتعليقا على نتائج الانتخابات الإسرائيلية أكد نصر الله أن أهم رد على تلك الانتخابات هو التمسك بخيار المقاومة وقال:" إذا استطعنا أن نجد قوة ردع فهذا ما يحمي وغير ذلك لا معنى له وأهم رد على الانتخابات الإسرائيلية هو الدعوة إلى مزيد من التمسك بالمقاومة.. ويجب أن نتعاون جميعا ليكون الفلسطيني قويا ولتبقى المقاومة قوية وتزداد قوة في لبنان من أجل تفكيك كل الألغام في محيطنا العربي".
ودعا نصر الله إلى عدم الانخداع بكلمة يسار ويمين إسرائيلي فهما وجهان لعملة واحدة وقال:" يجب ألا ننخدع بتسميات اليمين واليسار الإسرائيلي ففي العديد من القضايا ومن بينها القدس ومصادرة الحقوق الفلسطينية لا يختلف إسرائيلي عن آخر وضمانة الحقوق الفلسطينية هي المصالحة الوطنية وتماسك الشعب الفلسطيني وتمسكه بالمقاومة وضمانة لبنان أيا يكن الحاكم في إسرائيل هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة فقوتنا الوطنية هي التي تحمي لبنان".
وحول الوضع اللبناني أوضح نصر الله أن لبنان قد يكون البلد الأكثر تأثرا بما يجري في المنطقة لافتا إلى أن التطورات في المنطقة أضافت تعقيدا على النقاش والنظرة اللبنانية إلى قانون الانتخاب وقال:" ربما بالنسبة للبعض الجدال القائم هو إعادة تأسيس لبنان والكثيرون في لبنان يناقشون قانون الانتخاب بشكل تأسيس وهذا حقهم.. نتيجة حساسية وخطورة المرحلة".
ودعا نصر الله اللبنانيين إلى مناقشة قانون انتخابات عادل وألا يراهنوا على ما سيحدث في سورية قائلا:" أدعو إلى مناقشة قانون الانتخاب على أساس أن يكون منصفا وعادلا وأن يزيلوا من رؤوسهم انتظار ما يجري في سورية وخصوصا من كان ينتظر أن تسقط دمشق وتغييرا دراماتيكيا ومن كان ينتظر تحولا يستقوي فيه على بقية اللبنانيين فالمعطيات الميدانية والسياسية والدولية تؤكد أن الأمور وصلت إلى مكان لم تتحقق فيه أحلام كثيرين كانوا يبنون أحلاما على أمور معينة".
وقد بدأ الامين العام لحزب الله كلمته بالحديث عن المعاني السامية لمولد النبي محمد رسول الله "ص" مبرزا سيرته الدينية العطرة في نشر الرسالة السماوية السمحة وتعاليم الدين ومكارم الأخلاق.
وقال نصر الله:" إن أهم الجوانب التي يجب التذكير بها اليوم هي أن رسول الله رسول الإسلام أعاد البشرية منذ ذلك الزمن إلى الأساس الإنساني الأول وأعلى من شأن هذا الجانب الإنساني".
كما تحدث نصر الله عن شخصية الرسول الأكرم قائلا:" إن شخصية رسول الله "ص" العظيمة يشهد لها حتى اليوم مفكرون مسيحيون ومسلمون وفلاسفة ولا أعتقد انه يوجد شخصية توفر لها هذا المستوى من الإجماع على التعظيم".
وأضاف نصر الله:" إن أخصام الرسول "ص" لم يجدوا منقصة ولا عيباً واحداً في شخصيته" لافتا إلى أن المعيار الأول لشخصية الرسول الأكرم لما تملكه من مميزات وملكات وقدرات شخصية والمعيار الثاني عمل هذه الشخصية وإنجازاتها على صعيد الإنسانية.
وأشار نصر الله إلى الحملة المغرضة ضد الإسلام والإساءة للمسلمين داعيا المسلمين إلى التعريف بنبيهم للعالم أجمع موضحا أن ما حصل من إساءة للرسول تقف وراءه جهات تهدف إلى إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين أنفسهم.
وقال نصر الله:" للأسف في هذه الايام هناك حملة مدروسة للإساءة إلى الرسول والطعن في دينه ودعوته وهذا من أهم تحديات الأمة" موضحا أن هناك أمورا تنسب إلى رسول الله ظلما وعدوانا ويجب أن توضح وأن يتم تعريف العالم بهذه الشخصية الاستثنائية.
إضافة تعليق جديد