نيزك سيقصف المريخ في 30 كانون الثاني القادم
بعد قرن من «قصف» الأرض بنيزك له قوة قنبلة ذرية طاقتها 15 مليون طن من مادة «تي ان تي»، وبعد أيام على خبر «نسف» كواكب في مجرة فضائية بحمم منطلقة من ثقب أسود هائل، يبدو أن الجار الأحمر مُرشح لـ ...»القصف الكوني» أيضاً. ويوشك النيزك «دبليو دي 2007» على ضرب المريخ، أقرب الكواكب السيّارة إلى الأرض، في 30 كانون الثاني (يناير) 2008. وأعاد الخبر إلى الأذهان الارتطام المثير بين مذنب «شوماكر - ليفي» وكوكب المشتري عام 1994. وولّد الارتطام طاقة فاقت مئات من القنابل النووية. وفاقم قوة الانفجار الكوني، ان المشتري (أكبر الكواكب السيّارة في النظام الشمسي) هو عملاق غازي، أي أنه يتألف أساساً من غازات الهيدروجين والهيليوم، قابل للتفجّر نووياً. حينها، قذف الانفجار الكثير من الكرات النارية الملتهبة في الفضاء، ووصف علماء «ناسا» ذلك الحدث بقولهم إن «المشتري ارتجّ كأنه جرس ضخم يقرع بمطرقة حديد ثقيلة». وفي 1996، اقترب نيزك مُشابه من الأرض، بحيث شوهد منها بالعين المجرّدة، وبدا كنقطة فضية ملتمعة ظهرت في السماء ليلاً ونهاراً.
ولا يعلم العلماء يقيناً الآثار التي قد يولّدها ارتطام «دبليو دي 2007» بالكوكب الأحمر، لكن النيزك الذي رجّ الأرض قبل قرن، أصاب غابات «السافانا» في سيبيريا فمحا 60 مليون شجرة. في المقابل، أعلن برنامج «الأجسام القريبة من الأرض» أن النيزك اتخذ مساراً تصادمياً مع المريخ، بحيث ارتفع احتمال تصادمه مع الكوكب الأحمر من نسبة 1 على 350 (كما أُعلن في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي) إلى نسبة 1 على 75. ووصف ستيف شيزلي وهو رائد فضاء يعمل لحساب البرنامج التابع لـ «مختبر الدفع النفّاث» في «باسادينا» بولاية كاليفورنيا، هذه النسبة بقوله إنها «غير مألوفة كلياً... وتشير الى خطورة عالية».
وجاء خبر النيزك المريخي بعد أيام قليلة على خبر آخر عن قصف «مجرة النجم المحتضرة»، بحمم ذرية تنطلق كإعصار نووي هائل من قلب ثقب أسود كثيف يجاورها. ويجتاح الإعصار الكوني بقواه النووية تلك المجرة، ناسفاً كل الكواكب التي يصادفها أثناء ارتطامه بتلك المجرّة التي تبعد عن الأرض 1.4 بليون سنة ضوئية.
ثقب أسود يجتاح مجرة، ونيزك يتجه الى قصف أقرب كوكب سيّار إلى الأرض: لعلها بداية مثيرة للسنة المُخصّصة للاحتفال بمرور نصف قرن على تأسيس «الوكالة الوطنية (الأميركية) للفضاء والطيران».
قبل نصف قرن، أصدر الرئيس دوايت أيزنهاور قراراً بإنشاء تلك الهيئة، في رد فعل على إطلاق الاتحاد السوفياتي القمر الاصطناعي الأول «سبوتنيك» عام 1957.
كما تأتي الأخبار المتواترة عن الاحداث الكونية العنيفة، بعد أسابيع على شهادة خبراء «ناسا» أمام الكونغرس عن الأخطار الكونية التي تُهدّد الأرض، خصوصاً الأجسام التي يزيد قطرها على 140 متراً، وتوصف بأنها «ذات خطورة كامنة». وجاءت الشهادة مطمئنة نسبياً، عكس الأخبار التي توالت لاحقاً.
أحمد مغربي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد