نيويورك تايمز: أميركا رفضت خطة إسرائيلية لضرب إيران
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأميركي جورج بوش تملص من طلب سري لإسرائيل العام الماضي لشن هجوم على المجمع النووي الإيراني الرئيس.
ونقلت الصحيفة أمس السبت عن مسؤولين أميركيين وأجانب قولهم إن البيت الأبيض لم يستطع تحديد ما إذا كانت إسرائيل قررت شن الهجوم قبل اعتراض واشنطن أو ما إذا كان رئيس الوزراء إيهود أولمرت يحاول جعل بوش يتحرك بشكل أكثر حسما قبل تركه الرئاسة هذا الشهر.
وقصفت إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط موقع مفاعل نووي مشتبه به في سوريا في العام 2007.
وقالت الصحيفة إن تفاصيل البرنامج السري الأميركي الموسع وجهود إدارة بوش للتحدث مع إسرائيل بشأن مهاجمة إيران جاءت بعد مقابلات على مدى 15 شهرا مع مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين ومفتشين نوويين دوليين وخبراء من الخارج ومسؤولين أوروبيين وإسرائيليين.
وأضافت أنه لا أحد ممن تمت مقابلتهم أبدى استعداده للتحدث علانية. وأشارت إلى أنها حذفت تفاصيل كثيرة من الجهود السرية من تقريرها بناء على طلب مسؤولين كبار بالمخابرات والإدارة الأميركية.
وقالت إن هذه المقابلات أشارت أيضا إلى أنه "رغم اطلاع بوش بشكل مكثف على خيارات شن هجوم أميركي علني على المنشآت الإيرانية لم يصدر مطلقا تعليماته للبنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) بتجاوز التخطيط الطارئ حتى خلال السنة الأخيرة من رئاسته".
ولكن أشخاصا شاركوا في البرنامج السري قالوا إن بوش الذي يدرك أن العقوبات المالية ضد إيران غير كافية، لجأ إلى وكالة المخابرات المركزية الأميركية مجيزا محاولة أوسع موجهة للبنية الصناعية الإيرانية التي تدعم برامجها النووية.
وخلال رئاسة بوش التي تنتهي في 20 يناير/ كانون الثاني الحالي حاولت الولايات المتحدة تشديد عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران لوقف برنامجها النووي.
وقالت الصحيفة إن بعض مسؤولي إدارة بوش مازالوا متشككين في فرص نجاح البرنامج السري في ضوء ما وصفه أحدهم باقتراب إيران من تحقيق القدرة على إنتاج أسلحة نووية. وأضافت أن آخرين يرون أنه من غير الممكن إثناء إسرائيل عن مهاجمة ايران لو أنهم يستبعدون ثبات فعالية الجهود الأميركية.
وأضاف المصدر أن ما أزعج واشنطن خاصة في تعاملاتها مع إسرائيل طلبها الطيران فوق العراق للوصول إلى المجمع الإيراني الرئيس في نطنز، وهو طلب رفضه البيت الأبيض قطعيا. ولكن المناقشات والتوتر دفع واشنطن إلى زيادة مشاركتها في معلومات المخابرات مع إسرائيل، بما في ذلك الجهود الأميركية الجديدة الرامية الى تخريب البنية الأساسية النووية الإيرانية.
وقالت الصحيفة إن المقابلات التي أجرتها أشارت إلى أن مسؤولين برئاسة وزير الدفاع روبرت غيتس أقنعوا بوش بأنه من المرجح ألا يكون شن هجوم علني على إيران فعالا وسيؤدي إلى طرد المفتشين النوويين وجعل الجهود النووية الإيرانية تتوارى عن الأنظار بشكل أكبر.
وأضافت أن "بوش ومساعديه ناقشوا أيضا احتمال أن تثير أي ضربة جوية حربا أوسع في الشرق الأوسط ستتورط فيها حتما القوات الأميركية البالغ عددها 140 ألفا في العراق".
وقالت إن بوش اختار بدلا من ذلك زيادة العمل السري المكثف، مضيفة أن تلك العمليات وقضية ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على أي شيء أقل من شن هجوم تقليدي على إيران يمثل مشاكل مزعجة للرئيس المنتخب باراك أوباما.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد