هجوم شامل لزعيم المعارضة على أردوغان: تـركـيـا تحـولـت إلـى طـفـل لـقـيـط
أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار اوغلو انه لن يجتمع مرة أخرى مع رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان.
جاء ذلك في سياق هجوم حاد شنّه كيليتشدار اوغلو على سياسة تركيا الخارجية في برنامج «المنطقة المحايدة» على قناة «سي ان ان تورك».
وحول موقف الحكومة التركية من سوريا بعد إسقاط الطائرة التركية في المياه الإقليمية السورية، قال كيليتشدار اوغلو إن «الذهاب إلى الحرب، واعتبار شعب عدوا وإرسال طائرات حربية ليس حلا. نحن نريد السلام في أرضنا. ويتطلب أن ينظر إلى السياسة تجاه سوريا من منظار العملية التاريخية. لقد ألغيت التأشيرات، واجتمع بصورة مشتركة مجلسا الوزراء وأقيمت مباراة وطنية مشتركة، وكان الشعب مسرورا جدا من كل ذلك».
وأضاف «لكن المشهد تحول في يوم واحد. إن السياسة الخارجية ليست مجالا للخداع. ولم تقوموا (لأردوغان) بأي شيء عندما أدخلت رؤوس جنودنا في الأكياس في العراق. لقد قتل بسبب غزة تسعة من مواطنينا في المياه الدولية، ونقّب القبارصة الروم عن النفط والغاز الطبيعي في شرق المتوسط. وقلتم عن كل ذلك انه سبب للحرب، لكنكم لم تفعلوا أي شيء. عندما تقولون كلاما كبيرا عليكم أن تطبقوه. أنا لا أقول بالحرب مع جيراننا ولن أقول».
وتابع كيليتشدار اوغلو إن «تأسيس السياسة الخارجية على قاعدة الخداع هو سياسة خارجية خاطئة. هذه السياسة الخاطئة تلحق الضرر بمكانة تركيا في الشرق الأوسط. في لقائنا مع رئيس الحكومة لم يُؤخذ رأينا في الموضوع السوري. عرض علينا فقط خرائط. لو كنا مكان رئيس الحكومة لما كانت سياستنا السورية هكذا. ولم نكن لنمر بهذا المشهد، ولكانت العلاقات مع سوريا كما كانت قبل العام 2009. وكان يمكن منع قضية مرمرة من الوقوع بالطرق القانونية. وعندنا مركز للهلال الأحمر التركي في غزة، ويمكن تقديم المساعدة عبره. فلماذا ترتضون أن تكونوا أداة لمثل هذا التحريض؟، ولماذا لم تحتجوا لدى الأميركيين على حادثة الكيس؟. لم يكن عندكم حتى الجرأة على فعل ذلك».
وقال «بالأمس تحدث رئيس الحكومة أمام نواب حزبه وتابعه كل العالم. فماذا عرض؟ عرض عجزا كاملا عن الحركة. ماذا يفعل الناتو هناك؟ حتى لو لم نكن عضوا في الناتو لكان سيتحدث (الناتو) بالطريقة ذاتها. إن العجز الذي عند رئيس الحكومة يحزنني. إنني أدعو رئيس الحكومة إلى أن يصحح كلماته الخاطئة. نعرف جيدا أن الأسد يتبع سياسات غير ديموقراطية في بلده، لكن يجب ألا ننسى التوازنات في الشرق الأوسط. سوريا ليست بمفردها. توجد روسيا داخل هذه المعادلة. تقول (أردوغان) بذهاب الأسد، لكن من سيأتي بعده إلى السلطة؟. أي بلد عربي جاء الربيع فيه بالديموقراطية؟ قبل عشر سنوات لم يكن احد يفتح فمه إذا مرت طائرة تركية في أجواء بلد عربي. كان يوجد احترام. لقد تحولت تركيا من قوة في الشرق الأوسط إلى طفل لقيط. لقد فقدت تأثيرها».
وقال كيليتشدار اوغلو إن «رئيس الحكومة عرض عليهم في اللقاء صورة واحدة، في سياق القول إن الطائرة ضربت من دون إنذار»، مضيفا انه «يجب إبقاء القنوات الديبلوماسية مفتوحة مع سوريا». وحذّر من الحرب مع سوريا لأنه يجب أن يتخذ القرار في البرلمان، وقال «نحن لا نريد أن تدخل تركيا الحرب، ولا أن تغرق في مستنقع الشرق الأوسط».
واتهم كيليتشدار اوغلو اردوغان بأنه قناع للقوى الغربية في الشرق الأوسط. وخاطبه قائلا «انك أداة بيد القوى الغربية، والأداة تعني انك تعمل لمصلحة الآخرين وحسابهم». وأضاف «إننا لم ندعم يوما الأسد ولكننا ضد سياسة تركيا تجاه سوريا. عندما أسست سلطة حزب العدالة والتنمية العلاقات مع سوريا من كان غير الأسد على رأس السلطة في دمشق؟. لم نعترض يومها بل أيدنا وكنا مسرورين». وأضاف «إنهم يقولون عن تأسيس لعبة في الشرق الأوسط. عن اية لعبة يتحدثون؟ لقد نصبوا رادار الدرع الصاروخي ضد روسيا وإيران. قالوا انها قاعدة اطلسية لكنهم كانوا يكـذبون لأنها كانـت أميركية، ومن بعدها تحولت الى أطلسية».
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد