هدنة تلوح في الأفق اليمني
عاد الحديث عن «تفاؤل» بشأن احتمال التوصل إلى هدنة إنسانية في اليمن. هذا التفاؤل أعرب عنه الوسيط الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعدما أقرَّ بأن البلاد باتت على بعد خطوة من حدوث مجاعة، في وقت تستمر المفاوضات في العاصمة العُمانية مسقط للغاية نفسها.
وفيما حذَّر المبعوث الأممي إلى اليمن، يوم أمس، من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد، أشار إلى أنَّ «اليمن بات على مقربة خطوة واحدة من حدوث المجاعة»، كاشفاً عزمه التوجه إلى الرياض الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من المشاورات، على أن يتوجَّه بعدها إلى العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال ولد الشيخ أحمد، في تصريحات أدلى بها عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، إنَّه «متفائل للغاية بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة، وذلك لعدة أسباب في مقدمتها أنَّ انعقاد مشاورات جنيف، ووصول ممثلي أطراف الأزمة، ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في تلك المشاورات يعدُّ إنجازاً في حد ذاته».
مصادر ديبلوماسية حضرت الجلسة، أفادت بأنَّ ولد الشيخ أحمد أطلع أعضاء المجلس على نتائج المشاورات التي عقدت في جنيف، خلال الفترة بين 15 و19 حزيران الحالي.
وجدد المبعوث الأممي الدعوة إلى جميع الأطراف اليمنيين، بضرورة تطبيق هدنة إنسانية، ووقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان، لافتاً إلى أنَّ «أطراف الصراع يتحملون مسؤولية أخلاقية، إزاء تطبيق الهدنة قبل انتهاء الشهر المبارك». وأضاف «بالرغم من كل الصعوبات التي وجدناها، إلَّا أنَّ جميع الأطراف أكدوا أنَّ الأمم المتحدة، هي من تدير الحوار من أجل التوصل إلى حلّ».
ونفى أن يكون قد عرض على أعضاء مجلس الأمن، في جلسة المشاورات المغلقة، مبادئ بشأن حلّ الأزمة اليمنية، موضحاً «لم أعرض مبادئ، ولكن قدَّمت لهم عدة نقاط حول أفكارنا لحل الأزمة، وهدفنا وقف إطلاق النار، وانسحاب جماعة الحوثي من المدن».
إلّا أن المصادر الديبلوماسية التي واكبت الجلسة، أكَّدت أنَّ ولد الشيخ قدَّم في إفادته أمام أعضاء المجلس خطوطاً عريضة ومجموعة من النقاط بشأن التوصل إلى حلّ للأزمة.
وتشمل تلك النقاط: «الحاجة إلى وقف إطلاق النار، وانسحاب منظم لقوات الحوثي من المدن، وآلية للرصد والتحقق، والاتفاق على احترام القانون الدولي الإنساني وعدم إعاقة عمليات نشر المساعدات الإنسانية، والالتزام بالانخراط في محادثات تتوسط فيها الأمم المتحدة».
من جهته، أكَّد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك أنَّ مكتب الأمين العام سيقوم بدراسة طلب المبعوث الخاص إلى اليمن بشأن نشر مراقبين أمميين في البلاد، وهو ما كان قد طالب به وفد الرياض خلال مؤتمر جنيف.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مصدر أمني يمني قوله إنَّ المفاوضات في العاصمة العُمانية بين وفد «أنصار الله» وقوى «الحراك الجنوبي» الانفصالي، تسعى بدورها للتوصل إلى هدنة.
في المقابل، كان طيران «التحالف» الذي تقوده السعودية يشن أعنف غاراته منذ بداية شهر رمضان، مستهدفاً مناطق صعدة في الشمال، ومنطقة حجة الحدودية مع السعودية، والحديدة (غرب) والبيضاء (وسط) والضالع ولحج وعدن في جنوب البلاد.
وتمكَّنت الميليشيات المسلحة من السيطرة على معبر الوديعة الحدودي مع السعودية في محافظة حضرموت، أمس الأول، بينما لا يزال الجيش واللجان يسيطرون على ثلاثة معابر أخرى مع المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية - «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إنَّ «مسلحين من عناصر القاعدة ومرتزقة العدو السعودي يهاجمون منفذ الوديعة في حضرموت».
وشنت طائرات «التحالف» سلسلة غارات جوية على مطار الحديدة غرب اليــمن، مستــهدفة محطة التموين، وفق ما أفادت «سبأ».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد