هزة أرضية في الجيش الإسرائيلي

فتحت استقالة قائد فرقة الجليل العميد غال هيرش، أمس الأول، جراء النتائج الأولية للجنة التحقيق في عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين في تموز الماضي الباب أمام تزايد الضغوط لدفع رئيس الأركان الجنرال دان حلوتس إلى الاستقالة.
ونقلت الصحف الإسرائيلية عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم إن الجيش يعيش حاليا في حالة هزة أرضية وبات من الضروري إعادة الاستقرار إليه. ويؤمن عدد من كبار الجنرالات السابقين أن الاستقرار يمكن أن يستعاد بإبعاد حلوتس عن سدة القيادة.
ورغم الانقسام في هيئة الأركان، قال ضابط كبير, لصحيفة يديعوت احرونوت أن على الجيش أن يفحص أيضا سلوك رئيس الأركان، وإذا تبين أنه لم يتصرف وفق الأصول فينبغي انتقاده. وقد بات على رئيس الأركان أن يبذل جهدا هائلا لمعالجة الوضع الناشئ في الجيش وقيادة المؤسسة، وهذا بالتأكيد وضع إشكالي وصعب.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير آخر قوله إن الجيش الإسرائيلي يعيش إحدى أكبر الأزمات في تاريخه، وإذا لم تقع هزة أرضية حقيقية، ولا يأخذ رئيس الأركان مسؤولية شخصية ويستقيل، فان الوضع فقط سيتفاقم. وأوضح ليس أمام رئيس الأركان خيار آخر، إنه ملزم بالانصراف، وكل يوم لا ينصرف فيه يلحق ضررا بالمؤسسة. لا حاجة للتذاكي. لم يسبق أن كان هناك أزمة كهذه في الجيش، إنها أكبر حتى من أزمة حرب يوم الغفران. قائد الفرقة استقال، قائد المنطقة استقال، وعلى رئيس الأركان أيضا أن يكون التالي في الدور. الحدث لم ينتهِ في قيادة المنطقة الشمالية، والإخفاقات هي إخفاقات هيئة الأركان التي يقف على رأسها. ليس واضحا لماذا يصر رئيس الاركان على البقاء في منصبه. إنه غير قادر على ترميم الجيش.
وأشارت يديعوت إلى أزمة ثقة حادة في الجيش بين القيادة العليا وبين القيادات الميدانية قادة الكتائب، قادة الألوية وقادة الفرق وهي أزمة لم يشهد الجيش الإسرائيلي لها مثيلا أبدا. وقال أحد الجنرالات لم يسبق أن كانت هناك أزمة قيادة على هذه الخطورة في الجيش الإسرائيلي. حتى في الفترات الأكثر شدة بعد الحروب لم يكن هناك انعدام تقدير، وانعدام ثقة في قيادة الجيش، وعلى رأسها رئيس الأركان. وأضاف أن الجيش عالق، وعملية الترميم بعد الحرب لا تنفذ كما ينبغي، والى أن يغيروا الرأس في الجهاز لا أعرف كيف سنخرج من هذا الوضع.
وحذر ضباط كبار من أن أزمة الثقة مع الجمهور لا تقل خطورة عن الأزمة داخل الجيش، ومن أن الوضع الحالي قد يؤثر على حافز الخدمة القتالية.
وعاد جنرالات سابقون كبار في الجيش الإسرائيلي عن صمتهم بخصوص نتائج الحرب، ودعوا الجنرال حلوتس للاستقالة. وقال رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق الجنرال أوري ساغي، في مقابلة مع إذاعة الجيش، إن أساس المسؤولية عن الإخفاقات العسكرية في الحرب تقع على كاهل رئيس الأركان. وأضاف أنه يشك في أن القيادة الحالية للجيش تستطيع ترميمه، وإيصاله إلى حيث يجب. والسؤال المطلوب الأساسي، والذي سألناه لحلوتس هو هل أنه يعتقد حقا، في ضوء كل ما جرى، أن بوسعه مواصلة إدارة الجيش.
أما قائد الجبهة الشمالية الأسبق الجنرال أفيغدور بن غال فاتهم حلوتس بالغطرسة والافتقار للقيادية. وأشار إلى أن على رئيس الاركان أن يستيقظ، ويفهم أنه لا يستطيع ترميم الجيش بعد الفشل. إن الشعب لا يريد قطع أعناق ولكنه يريد القدوة، يريد زعامة، مستقيمة ونزيهة، على خلفية خسارتنا الكبيرة في الحرب. ولو كان هناك نصر باهر، لتقزمت كل الأخطاء. واعتبر أن استقالة هيرش تمت بشكل محترم. وهي تناسب مقاتلا فشل في الحرب.
وبرغم قيام جنود الاحتياط المطالبين بتشكيل لجنة رسمية للتحقيق في ظروف الحرب بتفكيك خيمتهم الاحتجاجية الجمعة الماضي، إلا أنهم رحبوا باستقالة هيرش وأيدوا كلامه في أن المسؤولية لا تنتهي بالفرق، وإنما بالقادة. ووزعوا ملصقا جديدا يقول حلوتس، حان دورك.
إلى ذلك، (ا ب) ذكرت مجلة باماهاني الأسبوعية التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال سيعيد، كنتيجة لحرب لبنان، افتتاح مركز التدريب على حرب العصابات، خلال اشهر، على أسس وطرق حديثة. وأوضحت المجلة أن الجنود سيتدربون على استخدام تقنيات التمويه، والتحرك عبر استخدام نظام جي بي اس. وكان الجيش الإسرائيلي أغلق قاعدة الياكيم للتدريب بعد انسحابه من لبنان في العام .2000
ونقلت يديعوت عن النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريز قوله، خلال محاضرة أمام النادي الاقتصادي في القدس المحتلة، إن إسرائيل فقدت في لبنان جزءا من قدرتها على الردع. واعتبر ان روسيا لا تريد سلاحا نوويا في إيران، لأنه يمكن أن يصل إلى الشيشان، كما ان الولايات المتحدة والصين تخشيان من وجود سلاح نووي بأيدي دول ليست مسؤولة، وبأيدي منظمات إرهابية.

حلمي موسى

المصدر: السفير