هل بدأت مرحلة الحسم النهائي؟
ينفذ الجيش السوري حملة عسكرية واسعة النطاق لسحق من يصفهم النظام السوري بالمسلحين المتمردين، في مدينة "حماة"، أسفرت عن مقتل أكثر من مئة مسلح، فضلا عن عشرات الجرحى والمصابين في مواجهات بين المناهضين للحكومة، وقوات الأمن في أنحاء مختلفة من المدينة وفق ما ذكرت وسائل إعلام غربية.
وفي وقت ذكر فيه هاربون من المدينة أن الجيش السوري المدعوم بالدبابات ينفذ هجوما واسع النطاق على مدينة "حماة" التي شكلت محور الأحداث خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهو يقوم بعمليات دهم لمراكز المسلحين، فضلاً عن اعتقالات بالجملة لا توفر أحداً من المشبوهين أو الضالعين في الأحداث، خصوصاً بعد أن نصب المسلحون حواجز مسلحة على مداخل المدينة، ورفعوا المتاريس في الأحياء والشوارع، أعرب زوار العاصمة السورية عن اعتقادهم بأن الجيش السوري عازم على تطهير المدينة عشية شهر رمضان وقبل أن يعمد المعارضون إلى تنفيذ تهديداتهم بالخروج كل يوم بعد الصلاة طيلة شهر رمضان بغية إنهاك الحكومة والجيش على حد سواء.
وفي إطار جولة العنف التي تعتبر الأعنف منذ اندلاع الأحداث في سوريا قبل أكثر من أربعة أشهر، يرجح هؤلاء الزوار أن يكرر الجيش السوري مشهد جسر الشغور عينه، حيث أنه لن ينهي حملته قبل القضاء نهائياً على المسلحين، خصوصاً بعد أن تحولت الاعتراضات من مجرد احتجاجات ومظاهرات مشروعة يمكن أن يقبل بها النظام إلى حرب طائفية ومذهبية بكل معنى الكلمة، وذلك في ظل تحضيرات يقوم بها الاسلاميون بحسب التعبير لإعلان عصيان كامل يمهد لإعلان الانفصال الكامل عن الدولة السورية وبالتالي تشكيل مجلس انتقالي والعبور من خلاله إلى مرحلة إسقاط النظام. إلا أن حسابات حقل الثوار أو المتمردين إذا جاز التعبير قد لا تنطبق على معايير الحكومة السورية ولا الرئيس بشار الأسد الذي أعطى الضوء الأخضر للضرب بيد من حديد على الرغم من الموقف الغربي المتشدد في ما يخص القمع العسكري.
وبعيداً عن الأعمال العسكرية التي تشتد مع مرور الوقت بعد أن بدأ الجيش السوري باقتحام مدينة حماة، سجلت بورصة المواقف الغربية المستنكرة لممارسات النظام السوري ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرتها، بحيث دخل على الخط كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وصف أعمال العنف بسوريا بالمروعة وتعهد بزيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى الموقف البريطاني مروراً بالنصائح التركية وليس انتهاء بدعوة إيطاليا مجلس الأمن للانعقاد بصورة عاجلة للبحث في الأحداث والتطورات السورية.
غير أن مصادر إعلامية سورية أعربت عن اعتقادها بأن النظام السوري ما كان ليخطو مثل هذه الخطوة الخطيرة لولا استناده إلى الموقف الروسي والصيني الرافض للتدخل بالشأن السوري الداخلي خصوصاً بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى حرب بكل معنى الكلمة، وهي أي الحرب لن تتوقف مع رحيل الرئيس بشار الأسد ونظامه، بل ستستمر أسوة بباقي الدول التي أسقطت أنظمتها من دون تحضير البدائل سلفاً.
وفي هذا السياق يرى مراقبون أن الرئيس السوري قد يحسم المعركة لمصلحته قبل أن يتمكن الغرب من ممارسة المزيد من الضغوط، خصوصاً أن عنف المعركة وما يرافقها من اقتحامات يوحي بأن نظام الأسد لن يتوانى عن تكرار مشهد العام 1982 حيث حسم والده الأمور في حمص وحماه بشكل نهائي خلال أيام معدودة. وبالتالي فان الأسد الابن يراهن على سرعة الحسم، وعلى الوقت الذي قد يلعب لمصلحته في حال نجح في إعادة فرض الأمن في المناطق المتوترة، وبالتالي فرض شروطه على مسار اللعبة الإقليمية.
أنطوان الحايك
المصدر: النشرة اللبنانية
التعليقات
المجد والغار..
الله يحمي الجيش
بانتظار الحسم السريع والقضاء
إن من يطالب بالضرب بيد من
الله اكبر
هاي هي الحرية ؟؟
ليكن الحسم
يا ريت لو كان هالحكي صحيح
إضافة تعليق جديد