هل تفجر زوبعة الخطيب الائتلاف السوري المعارض ؟

09-02-2013

هل تفجر زوبعة الخطيب الائتلاف السوري المعارض ؟

الى أين يتجه الائتلاف الوطني السوري المعارض بعد دعوة رئيسه معاذ الخطيب للحوار، إلى الانقسام أم إلى لملمة الخلافات والاستستلام مرة اخرى إلى الضغوط الخارجية، كما حصل عند تأسيسه.

فهذا الائتلاف الذي تشكل في الدوحة على توازنات هشة، تركية وقطرية وأوروبية تحت المظلة الأميركية، وعلى قاعدة عدم الحوار مع الحكومة السورية، تصدع هيكله وتشتت خياراته عند اول اختبار لوحدته، بعدما ابدت واشنطن رغبتها السير بالتسوية مع موسكو، بعكس ما تأمله العديد من الجهات، إقليمية كانت أم أطرافاً معارضة.

اتجاه الإدارة الأميركية في المرحلة الحالية نحو التفاوض مع موسكو في الأزمة السورية، انعكس على مواقف معاذ الخطيب، مبديا استعداده للحوار مع الحكومة السورية، متجاهلاً بيان تأسيس الائتلاف الذي يتزعمه، ما وضعه في تماس مع الحلفاء وخصوصا رئيس المجلس الوطني جورج صبرا وعدد من الشخصيات داخل الائتلاف يتقدمهم قيادات في الاخوان المسلمين.

قدري جميل: أميركا توزع الأدوار والجميع ينتظر دوره للالتحاق بركب التسوية

وفي هذا الإطار، نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل، لفت إلى أن هناك من أدرك هذه العملية باكرا "منذ عام"، وهناك من أدركها الآن، وهناك من سيدركها غدا، ولفت في مقابلة مع موقع المنار الالكتروني إلى أن هذا الأمر هو ما يفسر التمايز الموجود في اوساط المعارضة المتشددة الرافضة للحوار.

وشدد جميل على أنه سنشهد تدحرجاً مستمرا باتجاه الحوار، وأكد على أن يرفض الحوار سيخرج من الحياة السياسية نهائيا.

ولان الحوار فرضه أولا انجازات الجيش العربي السوري، والتوازنات السياسية الداخلية، والخارجية المتمثلة في مواقف القوى الغربية الأساسية وعلى رأسها واشنطن، بدا نائب رئيس الحكومة السورية متفائلاً ازاء نتائج الحوار، غير أنه كان حذرا في نفس الوقت، حيث أكد أن الصراع على طاولة الحوار لن يكون أسهل من الصراع بالأشكال الأخرى، وقال إن الحوار لن يكون عصا سحرية لإيقاف العنف، ورأى ان النقيضين "يسيران بخطين متوازيين لكن متعاكسين، اذا انطلق الحوار، سيبدأ مستوى العنف بالانخفاض، وكلما انخفض مستوى العنف سيرتفع مستوى الحوار وصولا إلى أن يصبح الحوار في النقطة العليا والعنف صفر".

فشل الرهان عن الدعم الخارجي دفع بالمعارضين إلى تبني الحوار

وانقسم اعضاء الائتلاف، بين مؤيد لدعوة الخطيب، يعتبر انها "تحظى بتأييد شعبي في سورية"، وبين معارض لها يقول إن "مبادرة الحوار مع النظام إنما هي قرار فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجر التشاور بشأنه".

غير أن متابعين للشأن السوري يشيرون إلى أن تصريح الخطيب لا يمكن عزله عن مواقف الدول الغربية، التي "خذلت المعارضة"، وقننت مؤخراً الدعم المالي والعسكري لها، بعدما كانت تهدد منذ عام تقريباً بالتدخل على غرار ما حدث في ليبيا.

وفي حديثه للموقع، دعا قدري جميل إلى الاهتمام بالدور الأميركي، حيث أنه "اللاعب الأكبر والأساسي"، وشدد على أن الاطراف الاقليمية تنتظر دورها للإنضمام إلى قائمة المؤيدين، وقال إن المعلم الكبير ويقصد به الولايات المتحدة يقوم بتوزيع الأدوار "من أجل ممارسة الضغط على الطرف الآخر، الذي يرفض التدخل الخارجي والحصول منه على أكبر تنازلات ممكنة"، وتابع ان كل الأطراف ستسعى من خلال الحوار إلى تنفيذ نفس أهدافها السياسية.

مصير الائتلاف الوطني المعارض

ويرتبط مصير الائتلاف السوري بالدور الذي انيط له منذ البداية، حيث رشحت المعلومات وقتها إلى ان واشنطن تريد منه خوض غمار التفاوض مع موسكو، وبالتالي فإن معاذ الخطيب لا يخرج عن المهام التي اوكلت له من البداية، وبحال سقوط التسوية، فإن شخصيات أخرى مستعدة لتولي قيادة المرحلة، وتعتبر بعض الأصوات ان ما يجري داخل الائتلاف من بيانات وردود مضادة ما هو إلا تبادل ادوار.

ومع تطور الحراك السياسي في سورية، يرى جميل أن هذه العملية ستشهد مستجدات كثيرة في القوى الموجودة، وتوقع تغيرات مختلفة، فقسم من المحسوبين على الخارج "سيتبخرون، وقسم آخر اذا التحق بالمسار السلمي، يمكن ان يجد بنياناً حقيقياً في الفضاء الجديد الذي سيشكل في سورية، ومن هنا فإن "قوى ستتجذر وقوى ستولد، وهذه العملية السياسية شاملة ولن تحيّد احد"، وستعيد فرز القوى بين قوى حقيقية وأخرى لا تتمتع بالدعم الشعبي.

نص المقابلة الكاملة مع نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل، حول العدوان الاسرائيلي على جمرايا وغيرها من المواضيع، يُنشر صباح الاثنين المقبل، على موقع المنار الالكتروني.

أحمد فرحات

المصدر: المنار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...