هيئة علماء السودان تهدد الترابي

07-06-2006

هيئة علماء السودان تهدد الترابي

يؤكد الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي أن لا مانع لديه في أن تؤول رئاسة السودان إلى مسيحي أو امرأة طالما كان من يتسلم المنصب عادلا ونزيها، معتبرا أن الشريعة حرفت عن معناها الحقيقي.

ويقول "إذا كان هناك مرشح مسيحي نزيه وقادر على مقاومة التأثير الفاسد للمنصب الحكومي، وكان نزيها ولن يستخدم نفوذه ضد الآخرين سانتخبه". ويضيف "كما أنه لا توجد لدي مشكلة في أن انتخب امرأة".
 
 ولكن الترابي يرى أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة حليفه السابق الرئيس عمر حسن البشير لن ينظم انتخابات حرة حتى يمكن لمثل هذا الخيار أن يتحقق، بالنظر إلى آخر انتخابات نظمت في سنة 2000.

ويقول "هل تسمي تلك انتخابات؟ ثلثا المقاعد انتخبت بالتزكية وأحيانا لم يستغرق الأمر أكثر من عشر دقائق لفرز أصوات منطقة باكملها".

 ويقول الترابي (74 عاما) إن "الناس لا يفهمون ما هي الشريعة. انهم يعتقدون أنها نظام قانوني، لكنها في الحقيقة نمط حياة".

ويضيف أن "المنع يفترض أن يطبق حسب الحالة، فالمسيحي على سبيل المثال يمكنه أن يتناول الكحول، لكن ليس عليه أن يفعل ذلك في العلن ولا أن يبيعه إلى المسلمين. هكذا هي الشريعة".

والشريعة الحقيقية بالنسبة له تعني أيضا الديموقراطية الحقيقية. "الشريعة تقول لنا إن الحكم يجب أن يكون للشعب. فلا تسلط في الإسلام ولامصادرة للسلطة، السلطة للشعب، وان أراد أن يعين من يحكمه يجب أن يكون منتخبا". 

ويقول الترابي الذي يتزعم حزب المؤتمر الشعبي المعارض، إنه مستاء من حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاق السلام الموقع مطلع 2005 بين الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبية والذي يستثني جنوب السودان من تطبيق الشريعة.

ويقول "كان الناس يعتقدون أن وجود المتمردين في السلطة سيعدل ميزان القوة، لكن هذا لم يحصل. انهم لا يكترثون لحكومة وطنية، انهم يركزون على الجنوب".

ويقول إن متمردي حركة العدل والمساواة الذين يقاتلون القوات الحكومية في إقليم دارفور غرب البلاد، وكذلك في الشرق يمثلون خيارا أفضل بالنسبة لمستقبل السودان. ويوضح الترابي "انهم ليسوا أقوياء على الأرض في دارفور، لكنهم أكثر ذكاء وأكثر وطنية. انهم يفكرون بالبلاد ككل".
 
ومع نفيه أي علاقة بحركة العدل والمساواة، خلافا لما يشاع عنه، يوضح الترابي أنه يتوقع أن تصعد هجماتها مع اقتراب مفاوضات السلام حول شرق السودان التي ستبدأ في اسمرة في 13 يونيو/حزيران، ويقول "إنهم يريدون أن يثبتوا قوتهم قبل المشاركة في المفاوضات، وإلا تم التعامل معهم بوصفهم ضعفاء. هذا طبيعي، البشر كلهم يتصرفون هكذا".

ولكن أفكار الترابي شبيهة بافكار حركة العدل والمساواة من حيث المنادة بالديمقراطية الإسلامية ورفض فكرة دولة الخلافة "كل شىء يجب أن يتم على أساس الشورى وأن تضمن الحرية للجميع، مسلمين وغير مسلمين. إذا هاجمك أحدهم شفهيا عليك بالرد شفهيا".

كما يعتبر الترابي أنه من الممكن للمسلمين أن يعتنقوا المسيحية "ان الله عز جلاله منحنا حرية الفكر. الماء يخضع لقانون التحول، فهو يتبخر عند درجة مائة، ويتجمد عند درجة الصفر. لقد منحنا بعض المساحة"، ويتابع "الله لم يرسل الانبياء ليفرضوا علينا أي شىء، نحن أحرار في أن نكون مسلمين أو نصبح غير مسلمين ونعود مسلمين".

والترابي الذي اتهم بالردة في وقت سابق من هذه السنة عندما قال إنه يمكن لامرأة مسلمة أن تتزوج من مسيحي أو يهودي وأن شهادتها تساوي شهادة الرجل المسلم، يقول "على النساء أن يكن شريكات لنا في القتال والفن والسياسة والحكم في كل شىء".

 

 

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...