واشنطن وبروكسل تكثفان اللقاءات مع القوى الانفصالية في شمال سورية
على خطا موقف واشنطن الذي يهول من خطر تنظيم داعش الإرهابي بهدف الإبقاء على قواتها المحتلة في شمال شرق سورية، حذرت فرنسا من أن التنظيم يستعيد قوته من جديد، في حين ذكرت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، أنه سيتم البدء بمحاكمة مسلحي التنظيم الأجانب بعد ثلاثة أشهر، في وقت واصلت كل من أميركا وبروكسل دعمها لهذه «الإدارة» عبر تكثيف اللقاءات معها وذلك في إطار مساعيهم لتنفيذ المشروع الانفصالي في المنطقة.
وناقش المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري، مع متزعم ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، مظلوم عبدي، الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية»، وتأثير الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على سورية على مناطق «الإدارة»، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وفي إشارة إلى مواصلة أميركا محاولاتها لتنفيذ المشروع الانفصالي في شمال شرق سورية عبر أداتها «قسد» وتكثيف اللقاءات معها، ذكرت المواقع، أن الاجتماع الذي تم في المنطقة تطرق إلى مبادرة عبدي، حول تقارب الأطراف الكردية، مشيرة إلى أن زيارة جيفري تهدف للتأكيد مجدداً على زيادة الجهود في المنطقة لمحاربة تنظيم داعش، وتكثيف الجهود لزيادة ما سمته «الأمان والاستقرار» في شمال شرقي سورية.
وذكرت المواقع أن رئيس لجنة التسليح في الكونغرس الأميركي رالف أبراهام، الذي يوجد أيضاً في المنطقة حالياً التقى أيضاً عبدي.على خط مواز، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أخرى، أن وفداً مما تسمى «الإدارة الذاتية» التقى في مبنى الخارجية في العاصمة بروكسيل، وفداً من الخارجية البلجيكية ممثلاً بكبير العاملين في الخارجية بيرنارد كوينتن، والمديرة العامة للشؤون الثنائية أنيك فان كالستر، ومدير التعاون القضائي الدولي ومساعدة البلجيكيين تينا شولرس ومسؤول ملف سورية والعراق وإيران ومستشار وزير الخارجية مارتن فيرفورت.
وأشارت المواقع، إلى أنه خلال الاجتماع تم تأكيد ضرورة التعاون المشترك والتنسيق لمواجهة مشكلة آلاف الدواعش وعائلاتهم الموجودين في مناطق الجزيرة والاتفاق على مواصلة عقد اجتماعات مشابهة، والتشاور حول العديد من الملفات التي تهم الطرفين.
في الأثناء، قال ما يسمى «الرئيس المشترك للجنة القانونية التحضيرية لمقاضاة داعش»، التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، خالد برجس علي، حسب موقع «باسنيوز» الكردي: إنه سيتم البدء بمحاكمة مسلحي داعش الأجانب خلال ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أنه «عقدنا الكثير من اللقاءات مع دول التحالف والمنظمات المعنية وشرحنا لهم الوضع، ومطالبنا في إقامة محكمة ذات طابع دولي لكن حتى هذا التاريخ لم يتحقق أي شيء على أرض الواقع، ولقاءاتنا مستمرة».
على خط مواز، زعمت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أن تنظيم داعش يستعيد قوته، «ما يحتم على الغربيين معاودة المعركة ضده»، وفق وكالة «أ ف ب».
وقالت بارلي: «الخريطة ليست الأرض، الخلافة أزيلت من واحدة، لكنها تحاول ترسيخ نفسها في الأخرى».
وفي تأكيد على تماهي باريس مع موقف واشنطن الرامي إلى الإبقاء على الاحتلال الأميركي في سورية، زعمت بارلي أن تنظيم داعش يبقى قوياً في سورية، وخصوصاً في المناطق التي تقع تحت سيطرة الدولة السورية.ورغم إعلانها قبل نحو عام «هزيمته»، تواصل الولايات المتحدة عبر أدواتها الإعلامية التهويل من خطر تنظيم داعش وتبث أنباء مناقضة للمنطق والعقل البشري وتزعم أن التنظيم اليوم عاد أقوى مما كان عليه في العام 2014 عند تشكيله، وذلك بهدف الإبقاء على احتلالها لمناطق في شمال شرق سورية ونهب ثرواتها.
وكالات
إضافة تعليق جديد