واشنطن وطهران تختمان حوارهما و26 قتيلا بمفخخة الحلة
كشفت الولايات المتحدة أن مباحثاتها مع إيران التي اختتمت في بغداد أمس شهدت نقاشات صاخبة، مشيرة بالتحديد إلى الأوقات التي اتهمت فيها واشنطن طهران بنشر ما سمته الإرهاب في الشرق الأوسط وإذكاء الفتنة الطائفية في العراق.
وقال السفير الأميركي راين كروكر متحدثا هاتفيا إلى صحفيين في واشنطن إن حدة المحادثات ارتفعت عندما اتهم إيران بتقديم دعم مباشر بالأسلحة والتدريب للمسلحين في العراق، وأكد أن واشنطن تملك "الدليل على ذلك".
وقال كروكر ان السفير الإيراني حسن كاظمي قمي اعترض على هذا الاتهام، مضيفا أنه قدم لكاظمي "ملخصا مقتضبا للأدلة" مع التأكيد في الوقت نفسه على أن "واشنطن على علم بما تفعله إيران في العراق وتطالب بوقف ذلك".
وكان السفير الأميركي أعلن قبل ذلك تشكيل لجنة أميركية إيرانية عراقية مشتركة لتحسين الوضع الأمني هناك، معتبرا أن "الحكم على ما تقوم به طهران سيكون بناء على ما سيجري على الأرض".
وفي المقابل قال السفير الإيراني إن بلاده تدعم جهود العراق في إرساء الأمن، مضيفا أن العراقيين ضحية لما سماه الإرهاب ووجود القوات الأجنبية على أراضيهم. وأشار إلى أنه طلب من الجانب الأميركي خلال اللقاء الإفراج عن خمسة دبلوماسيين إيرانيين محتجزين لدى القوات الأميركية.
واللقاء بين السفيرين هو الثاني على هذا المستوى بين البلدين منذ قطع العلاقات الدبلوماسية عام 1980، إثر احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية بطهران.
في هذه الأثناء يعد قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفد بتراوس خطة لعمليات عسكرية تحدد صيف 2009 هدفا يتحقق فيه مستوى من الأمن قادر على الصمود في أنحاء العراق، من دون أن يحدد حجم القوات المطلوب بقاؤها في العراق ولا تلك التي سيتم سحبها.
ورفض العقيد ستيفن بويلان المتحدث باسم بتراوس مناقشة مستوى القوات كما تتوقعه خطة الحملة، ولم يقل ما إذا كان هناك خطط لانسحاب محتمل إذا غير الرئيس جورج بوش إستراتيجيته أم لا.
وسارعت وزارة الدفاع الأميركية إلى القول على لسان المتحدث باسمها بريان وايتمان إن هذه الخطة مجرد وثيقة تخطيط، مشيرا إلى أن القرارات بشأن المدة التي ستبقاها القوات في العراق لن تتخذ قبل أن يقدم بتراوس تقرير حالة في سبتمبر/ أيلول القادم بشأن الحملة الأمنية الحالية التي تركز على بغداد.
وتأتي الخطة التي تحدثت عنها أولا صحيفة نيويورك تايمز في وقت يضغط فيه الديمقراطيون بالكونغرس الأميركي من أجل تغيير في الإستراتيجية يؤدي إلى الانسحاب، ولكن إدارة بوش طالبت بمزيد من الوقت لنشر الأمن في العراق حتى يستطيع الساسة العراقيون تحقيق تقدم بشأن نقاط مرحلية مهمة تعتبرها واشنطن حاسمة لتحقيق استقرار طويل الأمد.
ميدانيا قتل 26 عراقيا وجرح نحو 70 آخرين في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف سوقا مزدحما ومستشفى مجاورا له في مدينة الحلة جنوب بغداد.
كما قتل سبعة عراقيين وجرح آخرون في هجمات متفرقة أخرى، في وقت أعلنت فيه الشرطة العثور على 24 جثة في العاصمة.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن قواتها قتلت تسعة ممن وصفتهم بالإرهابيين في بغداد خلال عمليات نفذتها في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وبدوره أعلن الجيش الأميركي في بيان اعتقال عشرين مسلحا خلال مداهمات نفذتها قواته أمس الثلاثاء في مدن شمال بغداد استهدفت تنظيم القاعدة في العراق.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد