ودائع المصارف السورية زادت 30 بالمئة عن السحوبات
قال وزير المالية الدكتور محمد الجليلاتي إن الاقتصاد السوري قوي وسليم وأن الأموال الاحتياطية في سورية تغطي احتياجاتها من المستوردات لأكثر من سنتين موضحا أنه لدى الحكومة ما لا يقل عن 18 مليار دولار من احتياطيات القطع الأجنبي وهي تعتمد على مواردها الذاتية في مجال الأمن الغذائي.
وأوضح الوزير الجليلاتي خلال مشاركته في اجتماع الهيئة العامة لسوق دمشق للأوراق المالية أن الودائع في المصارف السورية زادت في الأيام الأخيرة بحوالي 30 بالمئة عن السحوبات نتيجة عدد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ومن أبرزها رفع معدلات الفائدة على الودائع بالليرات السورية والسماح للمواطنين السوريين بشراء ما يرغبون من القطع الأجنبي مقابل دفع القيمة بالليرة السورية.
وأضاف الوزير الجليلاتي.. يجب أن تحقق السوق أهدافها في جذب الاستثمارات الأجنبية والتوسع في إقامة الشركات المساهمة التي تساعد في توسيع قاعدة الملكية وجذب رؤوس الأموال الأجنبية وتأمين المناخ المناسب والجيد لاستثمار مدخرات المواطنين مشيرا إلى أن سوق دمشق للأوراق المالية التي ابتدأت بعدد محدود من الشركات تتوسع تدريجيا وأن هبوط الأسعار وصعودها يرتبط بشكل أساسي بقانون العرض والطلب ويتأثر بالسلوك والعامل النفسي للمستثمر سواء كان بائعا أو مشتريا إضافة إلى التحليل الأساسي والفني موضحا أن التحليل الأساسي يتشكل من عدة أمور أبرزها الوضع الاقتصادي والمالي والإقليمي للشركة المدرجة إضافة إلى الوضع الاقتصادي للدولة التي توجد فيها الشركة والوضع الاقتصادي العام على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
ولفت الوزير الجليلاتي إلى أن الأزمات الاقتصادية العالمية أو الإقليمية تؤثر دائما وتظهر بشكل واضح في أسواق الأوراق المالية وأن انخفاض الأسعار في الآونة الأخيرة داخل السوق كان نتيجة عدد من العوامل أبرزها تعديل رؤوس أموال المصارف خلال مدة ثلاثة أعوام وهذا ما تطلب زيادة رؤوس أموال المصارف بحدود 100 مليار ليرة سورية الأمر الذي انعكس على المساهمين وتحديدا على صغار المساهمين مؤكدا ان هناك محاولة جدية قيد الدراسة حاليا لتمديد هذه المدة.
وأشار الوزير الجليلاتي إلى الدور الأساسي الذي لعبه المضاربون في تخفيض الأسعار في المرحلة الراهنة داعيا المستثمرين إلى عدم التخلي عما يملكون من أسهم عندما تقترب القيمة السوقية للسهم من القيمة الدفترية وإلى عدم الاندفاع وراء الإشاعات والإدعاءات التي يقوم بها بعض المضاربين لدفع الناس لبيع أسهمهم لاقتناص الفرص والقيام بجمع هذه الأسهم.
بدوره قال الدكتور راتب الشلاح رئيس مجلس الإدارة في سوق دمشق للأوراق المالية إنه منذ انطلاقة السوق عملنا على توفير كافة القواعد والمستلزمات وتوفير الخبرات والكفاءات واستقدام أنظمة الكترونية متطورة وتوفير تقانات حديثة وسعينا إلى أن تكون هذه السوق محكومة بآلية عمل محددة ميزاتها الشفافية والإفصاح وتعزيز الكفاءة وفيها من القواعد والأحكام والإجراءات ما يجعلها تتصف بكل ما يعني مفهوم الحوكمة من معنى ودقة وبالتالي الجودة.
وأضاف الشلاح.. أن من أهداف السوق تشجيع الكثير من الشركات الفردية والعائلية أن تتحول إلى شركات مساهمة وبالتالي إدراج أسهمها فيها وذلك لزيادة حجم التداول وتنويع أدوات الاستثمار موضحا ان سوق دمشق تأخذ على عاتقها تنمية الوعي الاستثماري وحماية المستثمرين مع محاولاتها الجادة والدؤوبة لتهيئة السبل أمام توظيف الأموال بما يعود بالنفع المشترك على الاقتصاد الوطني والمستثمرين على حد سواء.
وبعد ذلك تم إطلاع الهيئة العامة للسوق على تقرير مجلس الإدارة عن أعمال السوق خلال عام 2010 وخطته المستقبلية وعلى تقرير مفتش الحسابات عن ميزانية السوق وحساباتها الختامية وأوضاعها المالية للفترة الواقعة ما بين 1-1-2010 و31-12-2010 إضافة إلى مشروع موازنة السوق للعام 2011 والموافقة عليه ومناقشة تقرير مفتش الإدارة ومفتش الحسابات والموافقة عليهما وإبراء ذمة أعضاء مجلس الإدارة للفترة الواقعة ما بين 1-1-2010 و31-12-2010 وانتخاب مفتش حسابات للسنة المالية 2011 وتحديد تعويضاته.
من جهة أخرى أفاد تقرير صادر عن مصرف سورية المركزي استقرار سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية عند مستوى 69ر47 خلال تداولات الأسبوع للشهر الثاني على التوالي.
في حين افتتح اليورو تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة عند مستوى 63ر67 ليرة وأنهاها عند مستوى 35ر68 ليرة أي بارتفاع بلغ اثنين وسبعين قرشاً بمعدل 05ر1 بالمئة.
كما سجل اليورو ارتفاعاً في جلسة بداية الأسبوع وتابع مسيرته التصاعدية خلال الأسبوع نتيجة جو التفاؤل الذي ساد الأسواق العالمية بإيجاد حل لأزمة الديون السيادية اليونانية تخللها بعض الاختلالات مع عودة التخبط حول آلية حل هذه الأزمة وعدم موافقة صندوق النقد الدولي على تقديم حزمة المساعدات خلال الشهر الجاري في حين شهدت جلسة نهاية الأسبوع ارتفاعاً حاداً لليورو بالتزامن مع الموافقة على تقديم المساعدات لليونان خلال الشهر.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لمصرف سورية المركزي للأسبوع الماضي فإن الليرة حافظت على استقرارها أمام الدولار نتيجة استمرار "المركزي" بتطبيق الإجراءات والقرارات الفاعلة التي اتخذها بداية الأزمة لدعم استقرار سعر صرف الليرة لتجنب تراجعها منها قرار رئاسة مجلس الوزراء الذي يسمح بموجبه للسوريين بشراء عملات أجنبية بما لا يتجاوز 10 آلاف دولار وفق ضوابط حددها القرار بما يضمن تلبية احتياجاتهم من القطع الأجنبي ودخولها في القنوات السليمة ومنع المضاربة على الليرة.
وكذلك قرار رئاسة مجلس الوزراء رقم 5936 لعام 2011 والقاضي بالسماح بالادخار بالدولار بالإضافة الى رفع الفائدة على الودائع بالليرة والسماح لشركات ومكاتب الصرافة بشراء الدولار من "المركزي" لتلبية احتياجاتها من القطع الأجنبي مع تشديد الرقابة عليها لضمان تطبيق التعليمات والالتزام بنشرة أسعار الصرف.
أما في السوق المحلية فقد ساد جو من الاستقرار والارتياح وسط المتداولين مع ارتفاع مشتريات المصارف العاملة من "المركزي" ارتفاعاً طفيفاً إلى مستوى 108 ملايين دولار مقارنة بـ 107 ملايين دولار الأسبوع الماضي مقتربة من أدنى مستوياتها خلال شهرين ونصف وذلك مع عودة الاستقرار النسبي للسوق المحلية.
ويظهر تحليل مراكز القطع الأجنبي للمصارف المرخصة ارتفاعاً طفيفاً في نسبة المراكز المدينة بالدولار إلى إجمالي المراكز المدينة مقيمة بالدولار "من جميع العملات الأجنبية" إلى مستوى 36ر96 بالمئة مقارنة بـ 22ر96 بالمئة للأسبوع السابق.
بينما انخفضت نسبة المراكز الدائنة بالدولار إلى إجمالي المراكز الدائنة مقيمة بالدولار "من جميع العملات الأجنبية" نهاية الأسبوع إلى مستوى 33ر1 بالمئة مقارنة بـ 51ر2 بالمئة في الأسبوع الأسبق.
وتجدر الإشارة هنا إلى تركز بقية مراكز القطع الأجنبي الدائنة لدى المصارف المحلية المرخصة بشكل رئيس في العملات العربية.
ولا تزال السوق المحلية تشهد تحفظاً في تعامل المستثمرين باليورو مقارنة مع الدولار بالتزامن مع ما يشهده اليورو من تقلبات واستمرار التشكيك العالمي بقدرته على منافسة الدولار كعملة عالمية حيث لا تزال المصارف المرخصة تحتفظ بمراكز ضئيلة باليورو لا تتجاوز واحد بالمئة من إجمالي المراكز الدائنة.
سانا
إضافة تعليق جديد