وزير التربية السوري: اللغة الروسية حاجة تربوية أساسية

12-01-2014

وزير التربية السوري: اللغة الروسية حاجة تربوية أساسية

التحدي لم يكن فقط في مواجهة الازمة من حيث الإصرارعلى فتح المدارس ومتابعة التدريس وسط الظروف المحدقة بالطلاب والمدرسين فقط , العملية التعليمية تأخذ حيزا أوسع, أما ما قيل عنه "نكايات سياسية" فلم يعد مجاله مسموح أمام حاجات تربوية, خسائر كبيرة حقا, ولكن التعويض بالعمل والجد.

الدكتور هزوان الوز وزير التربية السوري في لقاء له مع الموقع الالكتروني لقناة المنار, تحدث موضحا جوانب عدة خاصة ما يتعلق بإدخال اللغة الروسية إلى المناهج التعليمية السورية, إضافة لجوانب اخرى مرتبطة بقطاع التربية والتعليم. وفيما النص الحرفي للمقابلة كاملة.

السؤال الأول: ما الأسباب التي استدعت إدخال اللغة الروسية كمادة دراسية في مناهج الطلاب ؟

ج 1/إن الغاية من  إدخال اللغة الروسية في المناهج الدراسية تستند إلى  حاجة تربوية أساسية هدفها توسيع مصادر المعرفة وتنوعها التعرّف بالآخر والاطلاع على ثقافته وحضارته وصولا إلى  بناء علاقة بين الشعوب ترتكز على الاحترام المتبادل ، فضلا عن  الحوار بين الحضارات لا صراعها.

ومن هذا المنطلق كان قرارنا تلبية لطموح الوزارة في تطوير منظومتها التربوية وإعداد الأطر البشرية التي تعد مقوماً أساسياً من مقومات التنمية البشرية مما يسهم في تحقيق الأمن الثقافي والمعرفي.

وستكون اللغة الروسية في مدارسنا لغة ثانية يمكن أن يختار الطالب بينها وبين الفرنسية ومستقبلاً سيكون اختيارها من بين عدد أوسع من اللغات مثل الألمانية والاسبانية.

وننوه أنه حالياً في بعض مدارس جمهورية روسيا الاتحادية يختار بعض طلبتها اللغة العربية ضمن لغات عدة كلغة ثانية ويدرسونها.

السؤال الثاني:لماذا اللغة الروسية في هذا التوقيت بالذات ، علما أن الظروف السياسية تسمح للبعض بوضع تحليل سياسي يقضي بأجندة سياسية خاصة أنها اختيارية  مع اللغة الفرنسية ؟

ج 2/. أؤكد أن  إدخال اللغة الروسية  في المقام الأول حاجة تربوية محضة ، أمّا أنَّ المستقبل سيمكننا من تعاون ثقافي، وهذا أمر نسعى إليه مع كل الشعوب التي تريد تعاوناً مبنياً على الاحترام وتحقيق المصالح المشتركة .


وأما سبب اختيار هذا التوقيت؛ فقد جاء  استكمالاً للتطوير الحاصل في المنظومة التعليمية،فبعد المناهج الحديثة وصدور المراسيم المتزامنة معها كإحداث المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية ،ومركز القياس والتقويم التربوي،وأخذاً بعين الاعتبار التغيير الإيجابي المتوخى من المناهج الحديثة، كان قرار التوسع في تعليم اللغات ليحقق هذا التغيير.
وأوضح أنه لم يأتِ نتيجة ظروف سياسية ، وخير دليل على ذلك  عزمنا على تدريس اللغة الألمانية والاسبانية مستقباً.

السؤال الثالث: كيف ستكون آلية التعامل مع تدريس هذه اللغة من حيث المدرسين وتوزيع الخطة الدراسية له ومن أي مرحلة  ؟

أؤكد أن الأطر التدريسية لتدريس هذه اللغة متوافرة ، والعلاقة التي كانت قائمة بين الاتحاد السوفيتي وسورية احد العوامل المهمة في ذلك وكل من يُكلف بتدريس هذه المادة سنعمل على تعزيز تأهيله لذلك عند توافر الكفاية العلمية لديه ، و أشير إلى أن ما يقارب 50 % من أساتذة جامعاتنا أنهوا دراساتهم العليا في الاتحاد السوفيتي سابقاً.

أما بالنسبة لتوزيع الخطة الدراسية ، ومن أي مرحلة ؛ أؤكد  أن هناك اهتماما بجميع اللغات الموجودة بمناهجنا، ومن هنا كان توجه وزارة التربية في العام القادم نحو إعادة تدريس اللغة الروسية لغة ثانية لمن يرغب في دراستها في عدد من المدارس في بعض المحافظات السورية،  حيث يدرس التلميذ في مدارسنا اللغة الانكليزية منذ الصف الأول في التعليم الأساسي ، وسيختار إحدى اللغتين ( الفرنسية أو الروسية ) كلغة ثانية بدءاً من الصف السابع .

علما أن  اللجان المختصة وضعت مفردات المنهاج، ويتم تأليف الكتب لمن سيختارون دراسة اللغة الروسية اعتباراً من العام القادم.

 السؤال الرابع : ما هي الأوضاع اليوم في ظل الأزمة الشرسة التي تتعرض لها البلاد من حيث الأضرار والخسائر في قطاع التربية من حيث الجانب البشري من جهة والمادي من الناحية الأخرى ؟

ج 4/ تم تخريب ما يزيد على 3000 مدرسة، بعضها يحتاج إلى إعادة تأهيل بالكامل، وتم تحويل 1007 مدارس أخرى إلى مراكز إيواء للمهجرين من بيوتهم ومدنهم، فضلاً عن استشهاد ما يزيد عن 400 معلم وطالب في القطاع التربوي، إضافة إلى عدد من المخطوفين والمحتجزين المعرضين للتعذيب والإرهاب على أيدي عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة، إلى جانب تدمير العديد من الآليات والتجهيزات التعليمية ليصل تقدير أضرار هذا القطاع وحده إلى أكثر من 100 مليار ليرة سورية ، وبالرغم من ذلك بلغت نسبة الدوام في مدارس القطر بين 70-72 % للطلاب و 90 % للكادر الإداري والتدريسي.

السؤال الخامس:اليوم أنتم أمام تحد كبير جدا خاصة التأثير الذي تعرض له الطالب السوري نتيجة الظروف ، كيف ستتعاملون مع هذه التحديات ؟

ج 5/ لقد اتخذنا في وزارتنا وبالتعاون مع الفريق الحكومي ومع المنظمات الدولية إجراءات لمواجهة الآثار السيئة للحرب التي تشن على بلادي وسعي التكفيريين وداعمي الإرهاب لتحويل التلاميذ من مدارسهم إلى معاقل التكفير والقتل والجهل والإجرام . لكننا نعمل بدأب وعلى أكثر من صعيد بدءاً من المنهاج إلى إعادة تأهيل المعلم للتواصل مع ذوي الطلاب والتعاون مع الوزارات ذات الصلة لإعادة هؤلاء الأبناء إلى جادة الصواب وتحصين الآخرين ضد كل ما يسعى لتحقيقه الأعداء.

يندرج في هذا الإطار المحاولات الحثيثة لإعادة العملية التربوية إلى أفضل ما كانت عليه (كإعادة تأهيل المدارس، إيجاد بدائل لمدارس الإيواء، تقديم برامج تربوية تعليمية ثقافية توعوية, إضافة إلى دورات الدعم النفسي والاجتماعي للأطر الإدارية والتدريسية بالتعاون مع المنظمات الدولية ، إقامة دورات مناهج مكثفة للتلاميذ المنقطعين، تقديم مساعدات ومستلزمات دراسية للتلاميذ المحتاجين..).

خليل موسى

المصدر: المنار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...