وفد الجمهورية العربية السورية بموسكو يدعو الجميع للحوار في دمشق
عقدت اليوم عدة جلسات ضمن اللقاء التشاوري الذي بدأ في موسكو بين وفد الجمهورية العربية السورية وشخصيات من المعارضة، حيث وقف المجتمعون في بداية الجلسة الأولى دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية من عسكريين ومدنيين بطلب من الوفد السوري الذي انتقد عدم ذكر شخصيات المعارضة في مداخلاتها لإسرائيل ودورها الأساسي في المشهد السياسي إضافة إلى تركيا والسعودية وقطر فيما أكد رئيس وفد الجمهورية الدكتور بشار الجعفري أن هذا اللقاء التشاوري ينبغي ألا يكون حدثا دعائيا وأن من يرد أن يشارك في الحوار السوري السوري دون تدخلات أجنبية فأهلا به في دمشق.
فقد انتقد وفد الجمهورية العربية السورية عدم ذكر شخصيات المعارضة في مداخلاتها لإسرائيل ودورها الأساسي في المشهد السياسي. كما انتقد عدم ذكرها أيضاً للدور التركي والقطري والسعودي والأميركي.
وردا على إحدى شخصيات المعارضة حول دعم “المعارضة المعتدلة” قال الوفد “نحن مع المعتدلين طبعا لكن ليس ما يسمى /المعارضة المعتدلة المسلحة/ التي تتبناها أمريكا فكل من يحمل سلاحا خارج إطار الدولة فهو إرهابي”.
وأضاف وفد الجمهورية العربية السورية: لمن يريد أن يشارك في الحوار السوري السوري دون تدخلات أجنبية فأهلا به في دمشق.
وكانت الجلسة الأولى من اللقاء بدأت صباح اليوم ووقف المجتمعون في بدايتها دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية من عسكريين ومدنيين بطلب من وفد الجمهورية العربية السورية وبعدها ألقى الدكتور بشار الجعفري رئيس الوفد كلمته التي أكد فيها أن هذا اللقاء التشاوري ينبغي ألا يكون حدثا دعائيا بل يجب أن يكون منبرا جادا يعكس هدف هذا اللقاء الذي يأتي في ظل الكثير من المعاناة والخسائر والتحديات التي يواجهها وطننا العزيز.
وقال الجعفري إن الحكومة السورية بذلت منذ بدء الأزمة كل ما يلزم لحماية المواطنين والوطن وانفتحت على الحوار مع الجميع ونهضت بمسؤولياتها الدستورية فبادرت بإصدار وتعديل العديد من التشريعات والقوانين منها قانون الاحزاب الذي رسم الحياة السياسية وسمح بتشكيل الأحزاب بما يضمن التعددية السياسية وكذلك قانون جديد للإدارة المحلية وآخر للاعلام ودعت جميع أطياف المجتمع لاعداد مشروع دستور جديد للبلاد وافقت عليه غالبية الشعب السوري عن طريق الاستفتاء الشعبي.
وأضاف الجعفري: وعلاوة على ذلك استجابت الحكومة السورية لكل المبادرات العربية والدولية وتعاونت معها بشكل بناء وشفاف بدءا من بعثة الفريق الدابي ومرورا بمهمة الجنرال مود والمبعوثين الامميين كوفي عنان والأخضر الابراهيمي إلا ان هذه المبادرات لم تنجح حتى الآن في إطفاء نار الأزمة بفعل تدخل بعض الدول في الإقليم وخارجه الراغبة بمصادرة القرار السوري المستقل وعملت وما زالت تعمل على اجندة مختلفة لتقويض مكونات الدولة السورية ومؤسساتها المختلفة.
وأشار الجعفري إلى أن التدخل الاقليمي والدولي غير المسبوق في الحرب على سورية قد افرز تصعيدا خطيرا في استخدام الإرهاب وسيلة وسلاحا سياسيا.. ونقلت الحرب الارهابية على سورية أشد عتاة المتسترين على وجود الارهاب في المنطقة عموما وفي سورية بوجه خاص من حالة الانكار المطلق إلى حالة الإقرار الكامل بوجود ارهاب دولي يحظى بدعم اولئك المتسترين وذلك عندما ارتد هذا الإرهاب عليهم وبات يهدد مجتمعاتهم بشكل مباشر فكان الإرهابي جهاديا في سورية عندما كان يقتل ابناءنا واضحى نفس الجهادي إرهابيا في عواصم الغرب عندما قتل أبناءهم هم.
وقال الجعفري ومما يدعو للأسف أن الشعب السوري قد دفع ثمنا باهظا ومازال من أرواح أبنائه وحضارته وثروته الثقافية وبنيته التحتية ومكتسباته التنموية قبل أن تظهر حقيقة وجود حرب إرهابية على سورية يشنها مرتزقة قدموا من ثلاث وثمانين دولة وبالتالي فإن محاربة التنظيمات الإرهابية ومكافحة الإرهاب والفكر الإرهابي التكفيري هو هدف وواجب كل سوري كأولوية في خارطة طريق إنهاء الأزمة فالإرهاب إرهاب لا فرق في هذا المجال بين إرهابي متطرف وإرهابي معتدل فمن يحمل السلاح خارج إطار الدولة هو بلغة القانون إرهابي.
وأوضح الجعفري أن خير دليل على صحة ما نقول هو ما قام به ما يسمى “جيش الإسلام” ضد المدنيين في العاصمة دمشق خلال اليومين الماضيين عبر قيامه باطلاق عشرات الصواريخ والقذائف بشكل عشوائي أودت بأرواح مواطنين مدنيين ابرياء داخل منازلهم وفي مكان عملهم وجرحت عشرات آخرين متسائلا .. هل يمكن توصيفه إلا إرهابا ينطبق عليه ما جاء في قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وكذلك ما ينطبق على “داعش والنصرة”وغيرها من اذرع القاعدة.
وبين الجعفري أن هذا الإرهاب الذي قام به ما يسمى “جيش الإسلام” ينسجم مع ما تقوم به مجموعات ارهابية مسلحة تنتمي إلى تنظيم القاعدة الإرهابي تحت مسميات مختلفة كـ” داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية وأحرار الشام” وتنظيمات إرهابية أخرى تحظى بدعم مالي ولوجستي واستخباراتي وعسكري وبشري بشكل مباشر وغير مباشر سري وعلني من تركيا والسعودية وقطر وبعض الدول والكيانات الأخرى في الإقليم وخارجه بهدف إفشال جهود الحكومة السورية للخروج من الأزمة.
وأكد الجعفري أن صمود جيشنا الباسل في وجه الإرهاب ووقوف الشعب خلفه دفع “اسرائيل” إلى التدخل العسكري العلني والمباشر إلى جانب المجموعات الإرهابية المسخرة من قبل مشغليها لاستهداف مؤسسة الجيش وإضعاف قدراته.
وشدد الجعفري على أن الحكومة السورية حريصة كل الحرص على سلامة مواطنيها كافة وتولي اهتماما كبيرا بآلية المصالحات الوطنية والتي ينتج عنها تسوية أوضاع آلاف المواطنين وكذلك اصدرت العديد من قوانين العفو التي اسقطت الحق العام عن آلاف آخرين.
وقال الجعفري إن الحكومة السورية دعت على صعيد آخر أبناءها المهجرين الذين اجبروا على مغادرة سورية بسبب تفشي الإرهاب والمتواجدين في دول الجوار إلى العودة إلى حضن الوطن وأبدت استعدادها لتأمين مكان اقامتهم وتقديم العون لهم.
وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية وانطلاقا من واجباتها ومسؤولياتها الدستورية عملت على تلبية الاحتياجات الانسانية في أرجاء سورية دون أي تمييز ومع تزايد الاحتياجات الإنسانية نتيجة لتصاعد الاعمال الارهابية اعتمدت الحكومة السورية العديد من الآليات والمبادرات الجديدة لتسهيل وصول المساعدات لمحتاجيها كما رحبت بكل الجهود الصادقة الرامية لمساعدتها في تخفيف هذا العبء الانساني عن شعبنا بما في ذلك التعاون مع الأمم المتحدة واشراك وكالاتها العاملة في المجال الإنساني وغيرها من المنظمات الانسانية سواء منها الوطنية او الدولية في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية.
وقال الجعفري لا بد من الاشارة هنا إلى أن الحكومة السورية قد تابعت هذا التعاون مع الامم المتحدة بتوقيع خطة الاستجابة الإنسانية السابعة للعام 2015 بتاريخ 17-12-2014 وتتحمل الحكومة السورية الجزء الاكبر والذي يصل الى 75 بالمئة من حجم المساعدات الإنسانية الموزعة في سورية.
وأكد الجعفري أن العلاقات المشبوهة التي تربط بعض أطراف المعارضة مع منظمات تدعي انها تقوم بدور إنساني أو أنها تقوم بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين انما هي علاقات تقوم في كثير من الأحيان مع منظمات هدفها إيصال الأسلحة والمتفجرات والقتلة إلى سورية مشيرا إلى أن هذه المنظمات تمارس كل أشكال الفساد والرشاوى بمعرفة بعض من يدعي مكافحة الفساد والإرهاب حيث أصبحت الكثير من المعونات التي يدعي البعض ارسالها إلى الشعب السوري عبر الحدود لا تصل إلا إلى أيادي “داعش وجبهة النصرة” والمجموعات الإرهابية الأخرى التابعة للقاعدة وفي أحسن الأحوال فإننا نؤكد أن عمل بعض المنظمات عبر تركيا أو الأردن يهدف إلى بناء هياكل قد تؤدي في نهاية المطاف الى تهديد وحدة أرض وشعب سورية.
وأضاف الجعفري إنه بدلا من طرح هذا الموضوع في أطر غير مناسبة نعتقد انه من الضروري ان تقوم كل المعارضات الوطنية بدعم الجهد الهائل الذي تقوم به الحكومة السورية لتقديم المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها وعدم تسييس هذا الموضوع الإنساني كما تفعل الدول والأطراف والمنظمات المعادية للسوريين جميعا والتي تستخدم موضوع الاغاثة الانسانية المهم للضغط سياسيا على الحكومة السورية بغية التأثير على صمودها وقرارها السياسي.
وأكد الجعفري أنه بات معروفا أن المساعدات التي ترسلها تركيا والسعودية إلى الإرهابيين هي عبارة عن أسلحة ومعدات لقتل السوريين وتشهد على ذلك الشاحنات التي ضبطتها الحكومة التركية وكذلك الأسلحة التي ترسلها السعودية إلى “جبهة النصرة” عبر الحدود الأردنية.
وقال الجعفري إن الحكومة السورية تؤكد في هذا الصدد على أنه لا يمكن تحسين الوضع الإنساني من دون إعطاء الأولوية لمعالجة الأسباب الرئيسية لنشوء الأزمة الانسانية وهي الإرهاب المدعوم خارجيا ونقص التمويل والعقوبات القسرية احادية الجانب التي فرضتها بعض الدول على الشعب السوري واستهداف المجموعات الإرهابية لقوافل المساعدات الانسانية والسطو عليها.
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية تنظر إلى المعارضة الوطنية كشريك في عملية الحوار السوري/ السوري وبالتالي لابد من تضافر جهودنا جميعا حكومة ومعارضة بما يحقق عودة الأمن والآمان والاستقرار لكل ربوع بلدنا الحبيب.
وأضاف الجعفري ان مشاركة وفدنا في هذا الاجتماع استنادا إلى مضمون رسالة الدعوة الروسية لتبادل الافكار والاراء حول ما يمكن أن يكون أساسا لأي حوار سوري سوري يعقد في دمشق يؤكد على الثوابت الوطنية المتمثلة باحترام السيادة الوطنية ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية واحترام إرادة الشعب السوري وسيادة القانون والحفاظ على مؤسسات الدولة والعمل على تطويرها واعتبار الجيش والقوات المسلحة رمزا للوحدة الوطنية وقرارها الوطني المستقل والنضال من اجل تحرير الجولان كاملا.
وكان الجعفري تقدم في بداية كلمته بالشكر للأصدقاء الروس ممثلين بوزارة الخارجية الروسية ومعهد الاستشراق ممثلا بشخص البروفيسور فيتالي نعومكن وفريق عمله لاستضافة هذا اللقاء التمهيدي التشاوري بين وفد حكومة الجمهورية العربية السورية وشخصيات معارضة متنوعة تشارك في هذا اللقاء بهدف مناقشة آفاق إقامة حوار سوري /سوري شامل ومفتوح في دمشق.
إلى ذلك قال مراسل سانا في موسكو إن جزءاً من المعارضة قدم ورقة تحمل بنودا لوفد الجمهورية العربية السورية ونشب خلاف بينهم حول عدم الاتفاق فيما بينهم حول الورقة.
إضافة تعليق جديد