ياسورية أنا التي رأيت: روعة الكنج تقدم كتاب الحب والحرب والسلام
الجمل : توقع الكاتبة السورية روعة الكنج كتابها " ياسورية أنا التي رأيت " في غاليري "ألف نون" بدمشق في الخامسة من مساء اليوم، والكتاب صادر عن دار التكوين بدمشق في 375 صفحة من القطع الوسط ، وقدم للكتاب الناقد نبيل صالح بقوله:
قادمة من كاليفورنيا وصلت إلينا في الوقت الذي كان فيه بعض السوريين يفرون إلى الخارج تاركين أمهم تحت خطر الإرهابيين.. لم يرضها عملها هناك مع بعض السوريين المخلصين بالدفاع عن سمعة الجيش والدولة السورية أمام أعضاء الكونغرس والمجموعات الأمريكية الفاعلة أول سنوات الحرب، فقررت توقيف عملها كأستاذة محاضرة وإخصائية اجتماعية والحضور إلى دمشق للمساهمة بشكل مباشر في دعم صمود السوريين برفقة أطفالها الثلاثة : وطن وآرام وقاسيون، منذ أواخر عام 2016 تابعت خلالها إنجاز ديوانها هذا "ياسورية: أنا التي رأيت" إضافة إلى رسالتها في الفلسفة وعلم النفس حول "الأنا والآخر في الفكر العربي المعاصر"
لاتقدم لنا روعة في كتابتها أجوبة للأسئلة الأزلية بقدر ما تعطينا الطريق إلينا، حيث تغدو الطريق إلى الهدف أكثر أهمية، فهي مايمنحنا التجربة التي تصقلنا وتجعلنا مانحن عليه، لأننا كلما وصلنا إلى الهدف نزهد فيه ونطلب غيره لنسلك طريقا جديدة وتجربة مختلفة تغني معرفتنا بأنفسنا والعالم من حولنا..
فالحياة كلها دروب وطرق، وأنت شيخ طريقتك تسافر منك إليك..كذلك تؤلف حكايتك الخاصة بعدما كنت ترتدي حكايات الآخرين الذين سبقوك إلى المعرفة وأنت ظننت أنك قبضت على تجربتهم بالكلمات والقشور التي خلفوها لك.. كذلك تسلمنا روعة، من نقطة الحبر، دروب الحب والحرب والسلام لنكمل رحلتنا المعرفية نحونا، فتقدم نحوك واستضئ بعقلك حيث لاضوء سواك..
وروعة تكتب على غير منوال، إذ يبدو أنها قد نجت من الوقوع في حفرة الكبار والدوران في أفلاكهم: لاصناعة أوتكلف أوتزويق كلمات ممزوجة بالإنشاء والجناس والطباق والقافية .. تبدأ من ذاكرة بيضاء لاشيّة فيها فتأتي جملتها بسيطة سهلة وغنية كدفقة ماء في حلق عطشان.. تكتب وقد خلعت عنها خوفها ورهبتها عارية أمام حبرها، متحررة من جاذبية الموروث وقيوده، لتغدو كائن الخفة المبتهج بخفقة جناحه في لجة الريح .. على قلق كأن الريح تحتي.. على حد تعبير جدنا المتنبي..
وأهمية ماتقدمت به روعة في مجازاتها الشعرية والنثرية عن حياة السوريين المتقلبين في أتون الحرب يكمن في كونه وثيقة روحية ورؤية فلسفية لتاريخ يمر من بين أصابعنا ولانحصي فيه سوى خسائرنا وخسائر أعدائنا، حيث تبدو الحرب وكأنها مجرد أرقام وإحصاء أيام وتواريخ ومعارك وغزوات وهزائم وانتصارات تقريرية عبر روايات مختلف عليها، بينما هنا تلتقط روعة في كتابتها الجديدة جذوة الحياة لشعب يراقص موته وحبه في الآن نفسه.. إنها لحظة سينمائية يميل أبطالها نحو غروبهم حيث أبهى ماتكون الشمس عندما تميل إلى الغروب.. إذاً فقد كانت عودة ابنة سورية مثمرة وغنية لها ولنا فلا تضيعوا متعة قراءتها.
إضافة تعليق جديد