‏«وحش» التلفزيون يفترس الأطفال

15-03-2009

‏«وحش» التلفزيون يفترس الأطفال

أكدت العديد من الدراسات الأمريكية أن الطفل اليوم أصبح يشاهد أكثر من 200 ألف ‏فعل عنف و16 الف جريمة قتل على التلفزيون قبل بلوغه الثامنة عشرة، ومن هذه ‏الدراسات واحدة شملت أكثر من 700 عائلة، واستغرقت نحو 17 عاما في مراقبة ‏هذه العينة. إدمان التلفزيون يهيمن على الجميع

وقد اتضح من خلالها ان للتلفزيون علاقة وثيقة في تعميم ثقافة العنف ‏لدى الشباب، حيث أظهرت الأرقام انه مع ارتفاع عدد الساعات، التي يخصصها ‏الفرد للتلفزيون يرتفع ميله الى العدوانية. ففي حين اقتصرت نسبة الذين ارتكبوا ‏اعمالا عدائية على 5.7 في المائة في صفوف الشباب، الذين تتراوح اعمارهم بين ‏‏16 و22 سنة والذين دأبوا منذ طفولتهم على مشاهدة التلفزيون أقل من ساعة يوميا، ‏ارتفعت النسبة نفسها الى 22.5 لدى الذين يشاهدون التلفزيون بين ساعة وثلاث ‏ساعات يوميا.

أما الذين يتسمرون أكثر من 3 ساعات يوميا امام الشاشة من الفئة ‏نفسها فنسبة العنيفين منهم تصل الى 28.8 في المائة. لكن العدوانية ليست الاثر ‏السلبي الوحيد الذي يلحقه التلفزيون بالاطفال والشباب، فقد توصلت الدراسات الى ‏ان الاطفال الذين يواظبون على التسمر أكثر من 4 ساعات يوميا امام الشاشة هم ‏أكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالكسل والبدانة والبرو وغير ذلك.‏

كما تؤكد دراسة نشرتها جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية شملت مائة ‏طفل في عمر ما قبل المدرسة ممن أخضعوا للمراقبة قبل مشاهدة التلفزيون وبعدها. ‏ففيما شاهد بعضهم رسوماً متحركة تحتوي على مشاهد عنف وعدائية، شاهد البعض ‏الآخر برامج لا تحتوي أي شكل من أشكال العنف.

وقد أظهرت الدراسة أيضا فوارق ‏واضحة ما بين الفئتين، فالأطفال الذين شاهدوا مناظر عنيفة كانوا أكثر عرضة ‏للنزاع في ما بينهم أثناء اللعب، وأقل طاعة للمسؤولين عنهم، كما كانوا بالكاد ‏يصبرون للحصول على ما يبغونه من ألعاب أو حلويات وغيرها.‏

عداء طويل الأمد‏
أظهرت دراسة جديدة أيضاً أن ممارسة الأطفال لألعاب الكمبيوتر العنيفة تؤثر في ‏الجزء التنفيذي في المخ. هذا الجزء من المخ يدعم التركيز الذهني في الوظائف ‏الصعبة والقدرة على التخطيط وتجاهل الإزعاج واستخدام التجارب الماضية للتحكم ‏في التصرفات.

وبينت دراسة أخرى أن مشاهدة العنف التلفزيوني في عمر الثماني ‏سنوات هي أدق مؤشر للعنف بعد 22 سنة! ووُجد أن الرجال الذين كانوا مدمنين ‏لمشاهد العنف التلفزيوني أثناء الطفولة هم أكثر احتمالاً بمرتين لأن يضربوا ‏زوجاتهم مستقبلاً وبثلاث مرات لن تقبض عليهم الشرطة لجنحة ما في العشرينيات ‏من أعمارهم.

ووُجد أن النساء من الطراز ذاته هن أكثر احتمالاً بمرتين من النساء ‏الأخريات ليضربن أزواجهن وبأربع مرات ويشتركن في مصارعة أو عنف جسدي ‏مع أي كان.‏

وقد لاحظ الباحث جوزفسون أن الأطفال العدوانيين يظهرون عدوانا أكثر من غيرهم ‏بعد مشاهدتهم للعنف التلفزيوني، وبخاصة عندما يتعرضون لمواقف مثيرة مسببة ‏للعدوان، أي عند استفزازهم أو إهانتهم مثلا، وهم يختلفون في هذا عن الأطفال غير ‏العدوانيين الذين يميلون إلى قمع سلوكهم العدواني حيث يتسمون بانخفاض في ‏مستوى عدوانهم.

وفي هذا الاتجاه أجرى الباحث سيلفيرن ويلامسون دراسة عن آثار ألعاب الفيديو ‏المتصفة بالعنف على العدوان، وافترض أن تعريض الأطفال من سن 4 إلى 6 ‏سنوات لألعاب الفيديو المتصفة بالعنف يؤدي إلى ازدياد العدوان لديهم، ولم يجد ‏الباحثون أي اختلاف بين ألعاب الفيديو والتلفزيون في هذا الصدد، فكان الأطفال ‏أكثر عدوانية، سواء بعد ممارستهم لألعاب الفيديو الخاصة بالعنف أو تعرضهم ‏لمشاهد العنف التلفزيوني، وتشبه هذه النتائج السلوك الذي يعقب كثرة مشاهدة ‏الأطفال للعنف في أفلام الكارتون بالتلفزيون.‏

‏ ويتنوع مستوى الإثارة مع طبيعة نوع الألعاب، ويحدث هذا مثلا فيما إذا كان الفرد ‏يلعب ضد شخص آخر بدلا من اللعب ضد الآلة نفسها، وفيما إذا كانت الألعاب يمكن ‏استخدامها لموازنة مستويات الإثارة، أي انخفاض الدافع نحو العنف وهو ما يعرف ‏بالتنفيس الانفعالي.

‏وفي تقرير متعمق لخمس وثلاثين دراسة بحثية أجريت على 4612 شخصًا كانت ‏أعمارهم تقل عن 18 سنة، تؤكد الفرضية التي تفيد بأن التعرض لألعاب الفيديو ‏خطر على الأطفال والمراهقين بمن في ذلك الأفراد الذين هم في المرحلة الجامعية. ‏

وقد تحول المراهقون ذوو الميول العدوانية إلى أشخاص يحبون العنف والقتال بعد ‏أن مارسوا ألعاب الفيديو الخاصة بالعنف فترة من الزمن، وكان ميلهم إلى العراك ‏والتحدي أضعاف زملائهم الذين لم يمارسوا هذه الألعاب.

وقد ارتبط التعرض ‏لمشاهد العنف سواء في ألعاب الفيديو أو في التلفزيون وفي كل من الجنسين سلبيا ‏بالسلوك المقبول اجتماعيا، كما ارتبط هذا التعرض إيجابيا بالتهيؤ المعرفي العدواني ‏الذي هو العامل الرئيسي الخاص بالآثار طويلة الأمد لمشاهد العنف، وارتبط ‏التعرض لمشاهد العنف كذلك إيجابيا بالإثارة الفيزيولوجية التي تصحب الرغبة في ‏العدوان.‏

ووجد الباحث أندرسون ودل أن ألعاب الفيديو الخاصة بالعنف ترتبط إيجابيا بالسلوك ‏العدواني والجنوح وبخاصة عند الأفراد ذوي الشخصيات العدوانية من الرجال، كما ‏ارتبط الوقت المستغرق في ممارسة ألعاب الفيديو سلبا بالتحصيل الدراسي.

أي أنه ‏كلما ازدادت ساعات ممارسة ألعاب الفيديو انخفض مستوى التحصيل الدراسي عند ‏التلميذ، كما أن هذا يؤدي أيضا إلى أن تصبح هذه الألعاب أكثر خطورة في توليد ‏العنف عند الأطفال من مشاهد العنف في السينما والتلفزيون، وبخاصة كلما كان ‏العنف في ألعاب الفيديو مجسما ومشابها للواقع.‏

‏ويرى دارسون في هذا الموضوع أن هناك آثارا عدوانية تتولد عند اللاعبين سواء ‏كانت ألعابهم لفترات قصيرة أو طويلة، فهذه الألعاب تعلم النشء أن الحلول المتسمة ‏بالعنف هي أفضل الحلول للمشكلات وهذا أثر معرفي لهذه الألعاب، فهي على المدى ‏القصير قد تفجر الأفكار العدوانية عند الفرد.

أما على المدى الطويل فهي تشكل عنده ‏مايعرف بالقائمة المعرفية للتصرفات العدوانية التي توجهه نحو العنف في مواقف ‏الصراع. وقد لاحظ الباحثون أن استمرار التعرض لمضمون وسائل الإعلام ذات ‏الطابع العدواني يؤدي إلى مايعرف بـ "التكوينات العقلية العدوانية" مما يزيد من ‏عداء الفرد وكراهيته للآخرين.

وقد نبه الباحث جريفسز إلى أن الأولاد الذين ‏يفضلون ألعاب الفيديو الخاصة بالعنف ربما يكونون ذوي طابع عدواني، وبخاصة ‏أنه قد اتضح هذا في بعض الدراسات حيث قدرهم زملاؤهم بأنهم أكثر عدوانية من ‏غيرهم.

وعموما فإن التعرض المتكرر لهذه الألعاب يؤدي إلى آثار سلبية خبيثة ‏طويلة الأمد، وإطلاق الشخص لردود أفعاله العدوانية، وعدم إمكانه منعها أو كفها.

‏كما تشير بعض الدلائل إلى ازدياد حجم الأثر الناتج عن هذه الألعاب مع ازدياد ‏السن، فليس هناك انخفاض في هذا الأثر مع ازدياد السن كما يتوقع البعض. لهذا ‏ينبغي أن ننظر لهذه "الألعاب" ليس كمجرد ألعاب، بل مدارس يدخلها الصغار ‏وبعض الكبار بمحض إرادتهم، وموافقة ذويهم أو على الأقل عدم ممانعتهم، لكنهم ‏يتخرجون منها على نحو مغاير لما بدأوا به. ‏

وفي دراسة أخرى قامت بها جامعة "كولومبيا البريطانية" من بداية السبعينيات ‏تناولت نسبة العدائية لدى طلاّب الصفّين الإبتدائي الأول والثاني من مدينتين ‏كنديتين، الأولى كانت تتوافر فيها أجهزة التلفزيون، أما الثانية فلم يكن قد وصل إليها ‏بعد الإرسال التلفزيوني نظراً لموقعها الجبلي. وكانت النتيجة مستوى عالٍ من ‏العدائية لطلاب المدينة الأولى. ولكن ما إن وصل التلفزيون إلى المدينة الجبلية في ‏فترة لاحقة حتى ارتفعت نسبة العدائية لدى أطفالها بمعدل 160في المئة.‏

المراحل الأكثر خطورة
جامعة ميشيغين الأميركية قامت بدورها بدراسة حول نتائج العنف التلفزيوني، ‏رافقت خلالها 800 طفل من سن الثامنة وحتى الثلاثين من العمر.‏

بدأت الدراسة في الستينيات، وتبيّن خلالها أن الأطفال الذين شاهدوا العنف ‏التلفزيوني لساعات طويلة كانوا أكثر عدائية في قاعة الصف وفي ساحة اللعب أيضاً.
‏بعد مضي 11 عاماً ومن ثم 22 عاماً، تبيّن أن هؤلاء الأطفال العدائيين الذين تحوّلوا ‏الى بالغين في سن التاسعة عشرة ومن ثم في الثلاثين قد ارتفع لديهم مستوى العدائية ‏التي شملت العنف المنزلي ومخالفات السير وردّات الفعل العنيفة تجاه الآخرين ‏بشكل عام.

من هنا يشدّد عدد من علماء النفس على أن الأطفال ما بين السادسة والثامنة من ‏العمر هم في مرحلة دقيقة وحساسة جداً من مراحل نموّهم، فخلال هذه الفترة ‏يكتسبون العادات والتصرفات الإجتماعية التي ترافقهم طوال حياتهم. وهنا تكمن ‏أهمية حمايتهم من مشاهد العنف بكل ما تحمله من آثار سلبية.‏

وفي هذا الإطار قام أحد الباحثين في جامعة واشنطن ويدعى براندون سنتروال، ‏بإحصاء شمل عدداً من المساجين الذكور ممن ارتكبوا جرائم عنيفة، وقد اعترف ‏حوالي ثلث هؤلاء أنهم اعتمدوا في جرائمهم تقنيات شاهدوها على شاشة التلفزيون ‏وحفرت في مخيلتهم منذ الصغر.‏

ويؤكد علماء النفس أن ما يساهم في التأثير السلبي للعنف التلفزيوني هي الرسائل ‏المضلّلة التي يبعث بها الإعلام الى عقول الأطفال عبر مختلف صور العنف.

من بين ‏تلك الرسائل نذكر ما يلي:‏
‏- تبرير أعمال العنف: بما أن معظم العنف التلفزيوني الذي نشاهده عبر الشاشة ‏الصغيرة يرتكبه "البطل" أو "الرجل الصالح"، فهو دائماً مبرّر ومسموح به. وقد ‏يذهب النص الى أبعد من ذلك بحيث يعتبر العنف عملاً بطولياً يستحق التقدير.‏

‏- إيهام الطفل بأن العنف جزء طبيعي من حياتنا اليومية، وفي هذا الإطار يروي أحد ‏الباحثين أن طفلة في الرابعة من عمرها علمت بوفاة والد صديقتها، فكان السؤال ‏الأول الذي طرحته: "من قتله؟" مفترضة بذلك أن العنف هو السبب الطبيعي للموت.‏

‏- تصوير العنف بصورة مضحكة، لا سيما في الرسوم المتحركة حيث نسمع قهقهة ‏الأطفال حينما تبدأ عمليات الضرب والصراخ والمكائد بين الشخصيات التلفزيونية ‏التي يحبّونها.‏

‏- إفلات المجرم من العقاب: في دراسة قامت بها شركة "ميديا سكوب" الأميركية ‏خلال التسعينيات، تبيّن أن 73 في المئة من مشاهد العنف التلفزيوني تتجاهل تماماً ‏موضوع عقاب المجرم.‏

ويشير الإختصائيون في علم النفس التربوي الى أن الطريق الأسهل قد يكون في منع ‏الأطفال من مشاهدة صور العنف التلفزيوني، إلا أنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن هذا ‏الحل شبه مستحيل، طالما أن العنف يدخل في غالبية الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ‏وفي نشرات الأخبار التي تحتوي على مشاهد دمار حقيقية ومناظر دماء تقدمها ‏القنوات لمشاهديها من دون ان تكلف نفسها عناء التحذير من بشاعة هذه المشاهد، ‏والتي بدون شك تترك اثراً بشكل او بآخر في نفسية المشاهد، سواء كان طفلاً او ‏راشداً رجلاً او امراة، هذا الاثر قد يكون نشاطاً عنيفاً يتضرر منه المجتمع مستقبلاً.

‏وفي هذا الشأن يقول أخصائي الامراض النفسية الدكتور فهد اليحيا "ثمة إجماع عام ‏بين الباحثين ان لهذه المشاهد ،اي مشاهد العنف التلفزيونية، اثرا سلبيا على نفسية ‏المشاهد وكذلك على شخصيته خصوصاً الاطفال لانهم في طور تشكل الشخصية".‏

ويستدل الدكتور بدراسة اجراها الدكتور فيكتور كلاين من جامعة يوتا الاميركية التي ‏تؤكد ان الاطفال يميلون إلى السلوك العدواني إذا ما اكثروا من مشاهدة الاحداث ‏العنيفة.‏

بينما يذهب الدكتور عبد الله باخشوين استاذ علم الاجتماع إلى ان الطفل الذي يتعود ‏على مشاهدة العنف بشكل مستمر، يحتاج إلى مرحلة تأهيل ليكون فرداً صالحاً في ‏مجتمعه.‏

وحذرت دراسة اجتماعية أعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة في الأردن حول ‏البرامج الموجهة للاطفال من اثار العنف المتلفز على شخصياتهم ومستقبلهم وعلى ‏امن واستقرار مجتمعاتهم.‏

واعتبرت الباحثتان اماني تفاحة ولارا حسين ان العنف "تجاوز للسوية في السلوك ‏ينعكس سلبا على أمن المجتمعات واستقرار وفرص التنمية والازدهار الاقتصادي".

‏وأكدتا ان "للعنف المتلفز تأثيرات كثيرة على شخصية الطفل ومستقبله" وأضافتا أن ‏‏"الطفل المشاهد للتلفاز دون رقابة أو انتقائية يصبح اقل احساسا بآلام الآخرين ‏ومعاناتهم واكثر رهبة وخشية للمجتمع المحيط به وأشد ميلا الى ممارسة السلوك ‏العدواني ويزيد استعداده لارتكاب التصرفات المؤذية".‏

وتفيد الدراسة المعنونة "مواد وبرامج الأطفال في القنوات الفضائية العربية" أن ‏ذروة المشاهدة في الفترة المسائية تعرض خلالها مشاهد عنيفة بمعدل خمسة مشاهد ‏في الساعة "وهذا يعني أن الطفل في عمر 11 عاما يكون قد شاهد نحو 20 ألف ‏مشهد قتل أو موت واكثر من 80 ألف مشهد اعتداء".‏

وأكدت دراسة اجرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" ‏لمعدلات مشاهدة الاطفال العرب للتلفزيون أن الطفل وقبل أن يبلغ الـ18 من عمره ‏يقضي أمام شاشة التلفاز 22 ألف ساعة مقابل 14 ألف ساعة يقضيها في المدرسة ‏خلال المرحلة نفسها مشيرة الى انه مع بدء القرن ال21ـ زاد المعدل العالمي لمشاهدة ‏الطفل للتلفزيون من ثلاث ساعات و20 دقيقة يوميا الى خمس ساعات و50 دقيقة ‏نتيجة الانتشار الواسع للفضائيات التلفزيونية.‏

وتؤكد الدراسة أن مشاهدة الأطفال لبرامج التلفزيون لفترات غير محددة ودون رقابة ‏وانتقائية "تفرز سلوكات ابرزها السلبية والأنانية وعدم التعاون مع الآخرين وعدم ‏الاحساس بمشاعرهم بل والسخرية منهم الى جانب التقليد الاعمى للآخرين في ‏الملبس والمأكل والمشرب والسلوك الاجتماعي وتطوير نمط حياة استهلاكي".‏

كما تؤدي مشاهدة الاطفال برامج التلفزيون بإفراط ودون ضوابط الى تأثيرات سلبية ‏عليهم تتمثل بالعجز عن ضبط النفس واللجوء الى العنف بدل التفاوض والافتقار الى ‏الأمان والشعور الدائم بالخوف والقلق وترسيخ صور نمطية في عقل الطفل حول ‏المرأة والرجل والمسنين والطفل وأصحاب المهن والمسؤولين ورجال الأمن ‏وغيرهم اضافة الى قتل روح الانتاج والابداع لدى الاطفال.‏

لكن الدراسة لا تغفل عن اثار التلفزيون الايجابية على الاطفال باعتباره "ثنائي ‏التأثير" فهو من جهة اخرى يحفز الطفل لادراك مفاهيمه وتصوراته وطموحاته ‏ويعزز لديه قيم الاستقلال في الرأي والرغبة في الحوار والميل الى التفكير النقدي ‏وانتهاز فرص التعلم الذاتي كما يوسع مدارك الطفل وينمي خياله ويرفع مستواه ‏الثقافي والعلمي".‏

كما ان مشاهدة التلفزيون باعتدال "تزيد قدرة الأطفال على الاستيعاب والتذكر ‏لاعتمادها على حاستي السمع والبصر ولجاذبيتها في الحركة والصورة" طبقا ‏للدراسة.‏

وتضمنت الدراسة تحليلا لفرضية تأثيرات التلفاز على نمو دماغ الطفل وأولها ‏تخفيف حفز نصف الدماغ الأيسر المسؤول عن نظام اللغة والقراءة والتفكير التحليلي ‏وثانيها تقليل الأهلية الذهنية وقوة الانتباه عبر خفض مستوى التواصل بين نصفي ‏الدماغ وثالثها اعاقة نمو النظام الضابط للانتباه والتنظيم والدوافع السلوكية.‏

وفيما يتعلق بالنمو الجسدي قالت الدراسة ان الاطفال الذين يشاهدون التلفاز ‏ويتصفحون الانترنت اكثر من نظرائهم يميلون عادة الى البدانة وقلة الحركة "مما ‏يؤكد فرضية وجود علاقة عكسية بين زمن المشاهدة والنمو البدني المتوازن للطفل".‏

وحثت المعنيين على تبسيط اللغة في البرامج والمسلسلات الموجهة للأطفال لافتة ‏الانتباه الى "الحاجة الى اشراف فريق متخصص في علم تربية الأطفال على اعداد ‏البرامج الموجهة لهم كي يضع الفريق الأنظمة العامة للنص ليلائم ثقافة الطفل.‏

يمينة حمدي

المصدر: العرب أون لاين


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...