فقراء الهند وحلم الزواج: التجميل هو الحلّ
في وقت من الأوقات، كانت جراحات التجميل حكراً على النخب الغنية في المجتمعات، والنساء منها تحديداً. إلا أن اللافت اليوم هو إقبال شريحة كبيرة من الطبقات المتوسطة والفقيرة، وحتى المعدمة، على إجراء هذه الجراحات بعد أن باتت، بمثابة أمل، شبه وحيد، في تحسين فرصها في الزواج والعمل.
في الهند، التي تعرف نساؤها بجمالهن، يعدّ الشكل الجميل المفتاح السحري للزواج. لذا يكافح الأهل للعثور على زوج لفتاتهم بالاستثمار في شكلها، ولا يرضون لابنهم بالمقابل بفتاة من دون معايير الجمال العالية. ويبدو الأهل مستعدين للتبرع بدمائهم والاعتماد على الصدقة واقتراض أموال من العائلة والأصدقاء أو اللجوء إلى عيادات خاصة غير مرخصة ورخيصة لإجراء الجراحة ـ الحلم.
ويثبت التقرير الأخير الذي صدر عن الجمعية الدولية لجراحة التجميل أن الهند تحتل المركز الرابع في عمليات التجميل في العالم، بعد الولايات المتحدة والبرازيل والصين، حيث يزور مركز التجميل الواحد من 5 إلى 6 أشخاص أسبوعياً.
أما معايير الجمال فيحددها نجوم بوليوود، الذين يسعى الهنود في الأحياء الفقيرة إلى التشبه بهم، على اعتبار أن شكلهم كان بطاقة عبورهم إلى عالم الثراء والشهرة. ويخبر أحد أطباء التجميل عن فتاة أتت وفي يدها أكثر من 200 صورة للممثلة البوليوودية آشوريا راي، وفي نيتها أن تحوّل أنفها إلى صورة مطابقة لأنف الفنانة.
واللافت في الموضوع، أن الجراحات التجميلية قد تحولت إلى شأن عائلي يتم رغما عن إرادة أصحاب العلاقة أحيانا الذين يشعرون بالظلم والإهانة. فالحماة المستقبلية لفتاة هندية «متوسطة الجمال» أرادت لابنها زوجة «رائعة الجمال»، لذا قررت، بعد ان أجرت فحصاً دقيقا للفتاة وهي عارية، أن تصطحبها إلى مركز التجميل. وبين «متوسطة» و«رائعة» مسافة طويلة يقطعها مبضع الجراح، إذ طلبت الحماة: تغيير شكل الجبهة والأنف والخدود والرقبة والذقن والصدر والخصر والأرداف...
أما والدة احدى الفتيات، فقد جهدت في جمع مبلغ 200 ألف روبية (3 آلاف يورو)، وهي تكلفة العملية في العيادات الرخيصة، كي تموّل مشروع تحويل ابنتها إلى فتاة «صالحة للزواج». وتقول «إنها صغيرة. لا تعرف ان الرجل، مهما كان بشعاً، يستطيع الزواج بالفتاة التي يريد. بينما على المرأة أن تبذل جهدها لتظهر بمظهر الزوجة المثالية».
(عن «لوكورييه انترناسيونال»)
إضافة تعليق جديد