مجموعة الثماني تفوّض روسيا القيام بوساطة لحل الأزمة الليبية
اتفق قادة مجموعة الثماني، خلال قمتهم في مدينة دوفيل الفرنسية أمس، على تفويض روسيا القيام بمهمة وساطة لحل الأزمة الليبية من خلال تنحي الرئيس معمر القذافي، فيما شددت بريطانيا على أن العمليات العسكرية في ليبيا دخلت «مرحلة جديدة»، وذلك بعدما وافقت لندن وباريس إشراك طوافات هجومية من طراز «أباتشي» في المعارك ضد القوات الموالية للنظام الليبي.
واعتبر قادة مجموعة الثماني، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان، في بيان مشترك، أنه «ليس أمام القذافي أي مستقبل في ليبيا حرة وديموقراطية. ويجب أن يرحل». وشددوا على ان الجرائم التي اقترفها القذافي وقواته «لن تمر من دون عقاب»، متعهدين بدعم «انتقال سياسي يجسد رغبة الشعب الليبي».
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما «لقد اتفقنا على أننا أحرزنا تقدما في حملتنا في ليبيا، لكن الوفاء بتفويض الأمم المتحدة لحماية المدنيين لا يمكن إنجازه عندما يبقى القذافي في ليبيا، ويوجه قواته في عمليات عدوانية ضد الشعب الليبي»، مضيفاً «نحن متفقون في إصرارنا على إنجاز المهمة».
وأعلن الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، في ختام قمة مجموعة الثماني، انه سيرسل موفدا إلى بنغازي، بعدما عرض على شركائه القيام بوساطة في النزاع الليبي. وقال ميدفيديف «عرضت وساطتنا على شركائنا، والجميع يرون أن الأمر سيكون مفيدا»، مشيراً إلى أن الممثل الروسي الأعلى لشؤون أفريقيا ميخائيل مارغيلوف «سيغادر إلى بنغازي في وقت وشيك» لهذا الغرض.
لكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعتبر أن «الوساطة مستحيلة مع القذافي»، من دون أن يعلق مباشرة على العرض الروسي.
غير ان مارغيلوف أكد للصحافيين، على هامش قمة دوفيل، أن «كلا من اوباما وساركوزي طلب الوساطة»، في حين لم يخطُ كاميرون هذه الخطوة، بينما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي لا تشارك بلادها في عمليات الحلف الأطلسي، إن بإمكان روسيا أن تقوم بوساطة في ليبيا.
وأشار مارغيلوف إلى أن موسكو أجرت اتصالات مع الدوائر المقربة من القذافي. وأوضح «كان يتعين أن نتحدث إلى القذافي شخصيا، لكننا ناقشنا الأمر مع أعضاء حكومته، وربما مع أبنائه، ونواصل إجراء مثل هذه الاتصالات، لذا فثمة أمل في حل سياسي». ورداً على سؤال حول هوية هؤلاء الأشخاص، قال مارغيلوف «تخيل لو أعطيتك اسم هذا الشخص ثم طار رأسه في اليوم التالي... ولكن لدينا ناس في معسكر القذافي».
من جهة ثانية، أشار ساركوزي إلى انه يعتزم التوجه إلى بنغازي مع كاميرون. وقال ساركوزي «سنتوجه، (وزير الخارجية الفرنسي) آلان جوبيه وأنا في الوقت المناسب إلى بنغازي... تحدثنا في هذا الأمر مع ديفيد كاميرون، وسيكون الأمر مبادرة فرنسية بريطانية. نحن على صلة وثيقة، ولدينا التحليل ذاته، ويبدو لي أن القيام بذلك (الزيارة) في شكل منفصل لن يكون حكيما».
وردا على سؤال حول هذه الزيارة، قال كاميرون إن «الرئيس ساركوزي لديه دائما أفكار جيدة».
واعتبر كاميرون أن الحملة التي يشنها حلف شمال الأطلسي ضد القذافي قد دخلت «مرحلة جديدة»، لافتاً إلى أن نشر طائرات هليكوبتر بريطانية سيزيد الضغط على الرئيس الليبي.
وقال كاميرون «توجد الآن علامات على أن قوة الدفع ضد القذافي تتصاعد فعليا. لذا فإننا نسير باتجاه صحيح عندما نزيد الضغط العسكري والاقتصادي والسياسي»، معتبراً أن العمليات العسكرية في ليبيا ستكون أكثر فاعلية بعد قرار لندن وباريس إشراك مروحيات مقاتلة من طراز «أباتشي» في الهجمات على قوات القذافي.
وكان قائد عملية حلف شمال الأطلسي في ليبيا الجنرال تشارلز بوتشارد أعلن أن طوافات فرنسية وبريطانية ستشارك في العملية الجارية في ليبيا. وشدد على أن «طائرات الهليكوبتر هذه ستعمل بموجب تفويض (الأمم المتحدة)، وستشارك في العملية فور أن تكون مستعدة»، لافتاً إلى أن هذه الطوافات ستقوم بمهمة «نشطة... تركز بالطبع على مهاجمة بعض القوات التي تكرس لأعمال العنف».
وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن أربع طوافات «أباتشي» هجومية بريطانية ستكون موجودة على متن السفينة الهجومية «اتش.ام.اس اوشين» في البحر المتوسط إلى جانب أربع طائرات فرنسية من طراز «تايغر» على متن حاملة الطوافات الفرنسية «تونير».
وأكد بوتشارد أن إرسال الطوافات لن يمهد لإرسال قوات برية إلى ليبيا، موضحاً «التفويض الذي لدي واضح جداً .. لا قوات على الأرض».
وكان مجلس النواب الأميركي تبنى، أمس الأول، تعديلا لقانون ميزانية الدفاع يمنع إرسال قوات مسلحة إلى ليبيا. يحظر القانون استخدام أموال «لنشر أو تمركز أو أبقاء عناصر من القوات المسلحة (الأميركية) أو من شركات خاصة متعاقدة على الأراضي الليبية»، إلا في حالات إنقاذ عناصر عسكريين اميركيين «في خطر محدق».
ميدانيا، اندلعت معارك جديدة بين الثوار الليبيين وقوات القذافي على المشارف الغربية لمدينة مصراتة. واتهم الحلف الأطلسي قوات القذافي بأنها زرعت المنطقة المحيطة بمصراتة بالألغام، مشيراً إلى أن «الهدف من زرع هذه الألغام، الذي تم من دون مراعاة الاتفاقات الدولية، هو منع السكان من المرور».
وتعرضت بلدة الزنتان في الغرب الليبي لقصف صاروخي كثيف من جانب قوات القذافي، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة للسكان.
وشنت طائرات الحلف الأطلسي صباح أمس غارات جديدة على طرابلس، استهدفت خصوصاً منطقة باب العزيزية حيث يقع مقر القذافي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد