14 آذار تتنفس مجدداً
يقف إليـاس عطا اللــه، النائب عن حركة اليسار الديموقراطي اللبناني، وسط مركز حركته في بيروت. لا أحد هناك إلا مجموعة من قيادة الحــــركة التي تنظم عمل الغد: النزول إلى الشارع، إلا أن التنظيم الأوسع والدينامية الأكبر هو ما يقوم به تيار المستقبل، الذي يقوم نوابه بحركة مكثفة للحشد اليوم، فـ«التشييـــع يجب أن يكون بحجم كبير». أحد المعارضين المتابعين لنشــاط تيار المستقبل عن كثب يصف الحركة التي يقوم بها ناشطو التيار بأنها تشبه «ما قاموا به في الحشد لجنـــــازة الشـــــهيد رفيق الحريري».
حجم الاتصالات كبير في المناطق وفي بيروت. السنّة في طليعة الحركة في الشارع. «إذا لم تشارك في التشييع فأنت تقف في صف القتلة» تقول رسالة الـ«أس أم أس» التي تتداولها رسائل الخلوي. إلياس عطا الله يدخن وهو يقف على باب مكتبه، «المسألة لم تعد في التنازلات، ماذا يريدون بعد؟».
يتحدث ناشطون في «14 آذار» عن «خريطة طريق» لنزول المعارضة الذي كان مقرراً إلى الشارع، وهو «نزول لمدة قد تصل إلى أكثر من شهر، ويمكن أن يدفع الحكومة ــ في حال نزول السلاح إلى الشارع ــ إلى إعلان حال الطوارئ التي يستفاد منها بأن ما يحصل هو انقلاب على النظام، فيتحول حزب الله مع سلاحه ميليشيا داخلية لا أكثر، وبعد شهر تقريباً يصدر القرار الاتهامي للمحقق الدولي سيرج براميريتس، وتنتهي المسألة بتأليف المحكمة الدولية».
تسأل أحد نواب المعارضة: «كيف تعتقدون أن المحكمة ستمر في ظروف مشابهة وأنتم تتحضرون للشارع، وهل ما زلتم تراهنون على نبيه بري؟» يتأمل لثوان قليلة ثم يجيب: «ستمر. كيف سيمنعونها؟».
أحد نواب تيار المستقبل يتوقع أن يكون الحشد كبيراً اليوم. «لن ننسحب من الشارع قبل الليل. مبدئياً لن تكون هناك خطابات، الحشد سيكون من كل المناطق: الضنية، عكار، طرابلس، الجبل، بيروت، البقاع وغيرها، سنحصر التجمع في وسط المدينة، وسيتم ضبطه داخل المربع حتى لا تحصل أعمال شغب». ويضيف: «جمهورنا كان ينتظر للنزول إلى الشارع، وهو اليوم سينزل بهذه الظروف». ولا يبدي النائب تخوفاً من حصول أعمال مخلة بالأمن.
الهدوء نفسه يبديه أحد نواب 14 آذار أيضاً، وحين تسأله: «ماذا لو نزلت المعارضة لاستكمال تحركها بعد التشييع أو يوم الاثنين؟»، فيشير عندها النائب إلى قوى المعارضة بأنها هي من ستشعل البلد.
لا يخلو حديث قوى 14 آذار من اتهام المعارضة بجريمة الاغتيال، ومقابل شائعات عن توزيع سلاح بين قوى 14 آذار، تصل إلى هذه القوى شائعات عن توزيع سلاح بين أطراف المعارضة. «من المجنون الذي يمكن أن يوزع سلاحاً في مقابل ما يملكه حزب الله من ترسانة؟ لا نريد التورط في السلاح ليس فقط لأننا نؤمن بالحركات السلمية، بل أيضاً وسمِّها كذلك إن شئت أننا لا نملك أية قدرات لمواجهة عسكرية». ويطالب صاحب هذا الكلام بالتوقف عن الحديث وتبادل الشائعات عن التسلح والتسلح المتبادل.
الجماعة الإسلامية اتخــــــذت قراراً قيـــــــادياً بعدم المشاركة إلا في الجانب الرسمي عبر وفد قيادي يمثلها، أما الشبان فتركت لهم قيادة الجماعة حرية الاختيار، في بيروت وفي المناطق، ولم يستبعد مصدر في قيادة الجماعة أن يكون هناك تنسيق طلابي بين طلاب الجماعة وطلاب 14 آذار.
فداء عيتاني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد