180 قتيلاً في مواجهات الجنوب العراقي
لقي أكثر من 180 شخصا مصارعهم بالمعارك المتواصلة بين القوات الحكومية ومليشيات شيعية بالجنوب العراقي، فيما أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري عزم الجيش مواصلة عملياته ضد تلك الجماعات المسلحة.
فقد أفادت حصيلة أعدتها وسائل إعلامية استنادا إلى أجهزة الأمن أن عدد قتلى المواجهات المستمرة منذ الثلاثاء بين الجيش ومليشيات شيعية في الجنوب تجاوز 180 شخصا، فضلا عن سقوط مئات الجرحى بمواجهات مدينة البصرة قبل أن تمتد لتشمل مدنا أخرى بالجنوب والمناطق الشيعية بالعاصمة بغداد.
وقد اتسعت حدة المواجهات بين الطرفين، بعد أن أطلقت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد من أسمتهم "خارجين عن القانون" استهدفت معاقل المليشيات الشيعية المسلحة بالبصرة وأهمها جيش المهدي الذي يتزعمه مقتدى الصدر.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر باللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي وأخرى أمنية عراقية، قولهم إن 32 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم بمدينة البصرة التي تواصلت فيها الاشتباكات الجمعة.
في حين أفادت مصادر طبية عراقية بسقوط 36 قتيلا بمعارك عنيفة اندلعت الجمعة بمدينة الناصرية (جنوب) وضواحيها، بالإضافة إلى خمسين قتيلا بمدينة الكوت.
وفي بغداد قالت مصادر عسكرية أميركية وعراقية إن ما لا يقل عن 45 شخصا قتلوا بمواجهات بين القوات الحكومية المدعومة بالجيش الأميركي وبين مليشيا جيش المهدي بمدينة الصدر المعقل الشيعي شمال شرق العاصمة العراقية.
كما أسفرت مواجهات وإطلاق قذائف هاون عن مقتل 17 شخصا في حي الكاظمية ومناطق أخرى شمال بغداد حسب المصادر نفسها، فيما خلفت المعارك التي جرت بمحافظة بابل ثمانية قتلى.
من جانبه قال وزير الخارجية هوشيار زيباري في تصريح له الجمعة من دمشق -حيث يشارك بأعمال القمة العربية- إن الحكومة عازمة على تحقيق النصر في "قتالها حتى النهاية" ضد جماعة جيش المهدي.
وأوضح الوزير أنه لا خيار أمام الحكومة سوى مواصلة حملتها العسكرية التي بدأتها قبل أربعة أيام في البصرة، حيث لم تتمكن القوات العراقية حتى الآن من طرد المسلحين من الشوارع.
وأكد زيباري أن الحكومة اتخذت "قرارا لا رجعة فيه لهزيمة الجماعات المسلحة، وأنه لا يمكن إجراء حوار مع المليشيا الموالية للصدر في ظل استمرار القتال".
كما برر قرار الحكومة باعتماد الحسم العسكري خيارا رئيسيا باتساع نفوذ تلك المليشيات، وأن السلطات المحلية بالبصرة "التي رعتها ومدت يدها لها زادت من جرأة هذه المليشيات على الدولة".
واتهم وزير الخارجية هذه المليشيا وما سماها "العصابات المنظمة" بالسعي للسيطرة على المرافق الحيوية في البصرة فضلا عن تورطها في "تهريب النفط والجريمة المنظمة واختراق منشآت حكومية وتشجيع الفساد على مستويات كثيرة".
ولفت إلى أن ما يزيد الوضع الأمني تعقيدا هو التنافس القائم بين المليشيات الشيعية على السلطة والنفوذ بمناطق الجنوب قبيل انتخابات المحافظات في أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
بيد أن زيباري لم يتحدث عن وجود مؤشرات لدور "إيراني" في إذكاء هذا الصراع الداخلي، لكنه اعترف بوجود نفوذ واسع لطهران في الجنوب بسبب التركيبة السكانية ذات الغالبية الشيعية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد