4 جـرحى في غـارتـين علـى غـزة والمقدسيون يحبطون محاولة لاقتحام الأقصى
ندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، في باحات المسجد الأقصى، وذلك عندما هاجمت قوات من الشرطة الإسرائيلية المصلّين الذين تجمعوا منذ صلاة الفجر لإحباط محاولة من قبل المستوطنين اليهود لاقتحام المسجد، ما أسفر عن إصابة عدد من المقدسيين واعتقال 13 آخرين.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن ساحات المسجد الأقصى شهدت «اشتباكات محدودة» بين عدد من الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي أغلقت البوابات المؤدية إليه.
من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن «سياحاً وضباطاً في الشرطة تعرضوا لرشق بالحجارة وقامت الشرطة بتوقيف 13 شخصا يشتبه بأنهم قاموا برشق الحجارة»، من دون أن يوضح سبب
عملية الرشق. وأضاف روزنفيلد أن شرطيا أصيب في رأسه، لافتا إلى أن الهدوء عاد إلى المنطقة بعد الظهر.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول ملف القدس فيها احمد قريع (أبو علاء) للتلفزيون الفلسطيني إن «الذي جرى حدثٌ في منتهى الخطورة، وهو المساس بالمسجد الأقصى وقدسية المسجد الأقصى».
وأوضح أن «البداية حتى الآن، كما فهمت من الإخوان الموجودين هناك، كانت اقتحاما من قبل المستعربين، مدعومين ومحميين من خلال الجهات التي أرسلتهم، وتبع ذلك اقتحام أعداد أخرى من المستوطنين واثنين من أعضاء الكنيست الإسرائيلي الليكوديين».
وأضاف أن «هناك تصميماً إسرائيلياً على انتهاك حرمة المسجد الأقصى»، مشيراً إلى أن «ما يعتبر ممنوعا وحراما تجري عملية إباحته واستباحته».
بدوره، قال المدير العام للأوقاف في مدينة القدس عزام الخطيب، في اتصال مع تلفزيون فلسطين من داخل ساحات المسجد الأقصى، إن السلطات الإسرائيلية «أدخلت مجموعة من السياح الأجانب (إلى باحات المسجد)، ثم أدخلت مجموعة من المتطرفين مع السياح الأجانب ما أثار حفيظة المصلين».
يذكر أن عشرات المواطنين أدوا صلاة الفجر في المسجد الأقصى، وفضلوا الرباط فيه للتصدي للمتطرفين اليهود، الذين أعلنوا نيتهم تنفيذ اقتحام جماعي للمسجد وتدنيسه، عبر إقامة شعائر وطقوس تلمودية في باحاته، فيما دعت القيادات الدينية والوطنية في القدس المواطنين إلى شد الرحال والتواجد المكثف والمبكر في باحات المسجد للتصدي للمتطرفين.
وكان زعيم الجناح المتطرف في حزب الليكود موشي فيغلين، وهو من مستوطني الضفة الغربية، وحصل على ربع الأصوات خلال الاقتراع الأخير في الليكود، قال إنه ينوي التوجه إلى المسجد الأقصى كما يفعل كل شهر منذ سنوات مع عشرات من أنصاره.
ودعا وزير الأوقاف الأردني عبد السلام العبادي العالم الإسلامي والمجتمع الدولي إلى «التدخل لوقف الانتهاكات الصارخة والمتكررة» ضد المسجد الأقصى. وحذر العبادي من «الآثار الخطيرة التي تترتب على دخول منظم لمجموعات كبيرة من الجنود الإسرائيليين، والزي العسكري الكامل، وأحياناً بسلاحهم، وبشكل يومي، لباحات المسجد الأقصى».
إلى ذلك، جرح أربعة فلسطينيين في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس على قطاع غزة.
واستهدفت الغارة الأولى مشغلا في حي الزيتون في مدينة غزة، موقعة جريحا واحدا بحسب المصادر الفلسطينية، فيما استهدفت الغارة الثانية منزلاً في حي التفاح، مسفرة عن سقوط ثلاثة جرحى.
وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال إن الطيران الإسرائيلي «استهدف موقعا للأنشطة الإرهابية، ومصنعا لتجهيز الأسلحة في شمالي قطاع غزة، ردا على إطلاق صواريخ على إسرائيل».
وحذر رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس من أن تكثيف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة سيؤدي إلى رد إسرائيلي». وقال غانتس، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، إنه «إذا استمر إطلاق هذه الصواريخ، وأدى إلى نتائج خطيرة، ينبغي علينا أن نرد ونحن مستعدون لذلك».
من جهة ثانية، أعلنت حركة فتح مساء أن الرئيس محمود عباس هو مرشحها لخوض الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقبلة. وجاء في بيان للمجلس الثوري لحركة فتح، والذي يعتبر أوسع وأعلى هيئة قيادية للحركة، إنه «في سياق الاستعدادات للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، قرر المجلس الثوري لحركة فتح بالإجماع أن يكون الرئيس محمود عباس مرشح حركة فتح للانتخابات الرئاسية المقبلة».
وكان الرئيس الفلسطيني أعلن في السابع من شباط الحالي انه لن يرشح نفسه لرئاسة السلطة الفلسطينية في أي انتخابات مقبلة، معتبرا أن قراره بعدم الترشح «نهائي» و«لا رجعة عنه».
إلى ذلك، شدد عباس، خلال استقباله القنصل الإيطالي في القدس جيم بولو كانتيني، على أن الحكومة الفلسطينية المقبلة ستكون «ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والاتفاقات التي وقعتها».
وسارعت حركة حماس إلى رفض تصريحات عباس، إذ قال المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن «تصريحات عباس بأن الحكومة المقبلة ملتزمة ببرنامجه السياسي كلام مرفوض ويتعارض مع الاتفاقات لأن هذه الحكومة هي حكومة توافق وطني، وحكومة الجميع وليست حكومة طرف سياسي بعينه، إضافة إلى رفضنا المعروف لبرنامج عباس السياسي».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد