حرب ضد «داعش» .. من الأنبار إلى حلب
تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ضحية قرار أميركي ـ سعودي، بالتخلص من عبء «الدولة الإسلامية»، وتأهيل «الجبهة الإسلامية» بديلا نهائياً عن «الجيش الحر».
تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ضحية قرار أميركي ـ سعودي، بالتخلص من عبء «الدولة الإسلامية»، وتأهيل «الجبهة الإسلامية» بديلا نهائياً عن «الجيش الحر».
رهنت السعودية مجمل نشاطاتها الدبلوماسية والاستخبارية والاعلامية والمالية على مدى عامين بمشروع إسقاط النظام في سوريا... وربطاً بهذا المشروع، دخلت في خصومات مع كل من يعارض أو ينأى بنفسه عنه. وكانت القطيعة المصحوبة غالباً بأعمال عدائية وحدها الرد على القريب والبعيد ممن لا يعتنقون المقاربة ذاتها في الأزمة السورية...
الحكايات كثيرة عما قام به السعودي ماجد الماجد، سواء خلال انخراطه في النشاط الواسع لتنظيم «القاعدة»، أو عندما تولى إمارة «كتائب عبد الله عزام»، وصولاً الى دوره في مساعدة قوات «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في سوريا. والأكيد، أن عشرات اللبنانيين والسوريين وغير العرب كانوا ضحايا أعمال إرهابية، كان للماجد دور فيها، تخطيطاً أو تمويلاً أو تجنيداً أو تجهيزاً.
النسخة الأولى من تنظيم «القاعدة» كانت استمراراً لاستقبال وتدريب نماذج صاغها أصلاً عبدالله عزام وأسامة بن لادن، للمتطوعين العرب للانضمام إلى «المجاهدين» الأفغان خلال العام 1980.
استخدم بن لادن ملاذات آمنة للعمل في السودان وأفغانستان، لتدريب المقاتلين الأجانب وتلقينهم ودمجهم في الصراعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، في وقت كان ينمي فيه أيضاً المؤامرات على نحو متزايد ضد الولايات المتحدة.
بن لادن ونائبه الأول أيمن الظواهري، صمما ووضعا المبادئ الأيديولوجية لـ«القاعدة» من ناحية استخدام العنف بطريقة مركزية، كآلية العمل المحددة مع تسلسل قيادي مدعم، فضلاً عن آليات التمويل.
ماذا يعني التفجير في بئر العبد في سياق مشهد دخان الموت الإقليمي؟ يعني ان مفاعيل الإرث الاسود للعام 2013 ما زالت مستمرة، وانه اذا كان للعام الجديد ان يكون اكثر إشراقا، فسيكون عليه ان يحمل إلينا أملين، أو فلنقل رهانين، من العراق الى سوريا وصولا الى لبنان.
الماجد الكنز الثمين في انتظار صدور نتائج فحص الحمض النووي (DNA)، والتثبّت من ان الموقوف بعهدة مخابرات الجيش اللبناني هو ماجد الماجد «أمير كتائب عبدالله عزام»، الصيد الثمين الذي استعصى على العديد من اجهزة المخابرات في المنطقة والعالم، فان الاهتمام لا يزال متمحورا حول طريقة التوقيف أولا، ومجريات التحقيق ثانيا، وموضوع تسليمه أو مشاركة جهات خارجية في التحقيق معه ثالثا، فضلا عن ارتدادات توقيفه على «كتائب عبدالله عزام» على الوضع الأمني في لبنان من جهة، وعلى المؤسسة العسكرية من جهة ثانية.
لم يكن التاريخ يوما ليعيد نفسه بالقذارة نفسها كما هو الحال مع عائلة آل سعود. اللافت أن المجزرة نفسها التي نفذها محمد بن سعود وابنه عبد الله بالتعاون مع أبناء محمد بن عبد الوهاب ضد أهل نجد والحجاز وبعض أجزاء شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر، عندما استولوا على السلطة بالسيف وقطع الرؤوس، ينفذها احفادهم اليوم في سوريا، كأن التاريخ لم ينقطع بين الماضي والحاضر.