CIA أقامت سجوناً سرية في بولندا ورومانيا
كشف رئيس اللجنة الأوروبية للتحقيق في تقارير تحدثت عن قيام الولايات المتحدة بإدارة عدد من السجون السرية في أوروبا، ديك مارتي، مقرر الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، أدارت بالفعل سجوناً سرية في كل من بولندا ورومانيا، خلال الفترة بين عامي 2003 و2005.
ونقل التقرير، الذي أعلنه مارتي الجمعة، عن مصادر بـCIA، لم يسمها، قولهم إن عدداً من القياديين البارزين بتنظيم "القاعدة"، من بينهم المدعوان أبو زبيدة وخالد شيخ محمد، قد خضعا للسجن والاستجواب في أحد السجون التي تديرها الاستخبارات الأمريكية في بولندا.
التقرير الجديد الذي صدر بعنوان "مزاعم حول اعتقالات سرية وعمليات نقل بين الدول لمعتقلين تشمل الدول الأعضاء في مجلس أوروبا"، يعد الثاني الذي يقدمه المجلس، وفي حال إقراره من قبل المفوضية الأوروبية، فسيتم نشره على الفور، قبل أن تتم مناقشته في "ستراسبورغ"، في 27 يونيو/ حزيران الجاري، في جلسة علنية للجمعية البرلمانية.
وأكد التقرير أن كبار المسؤولين في كل من بولندا ورومانيا، "كان لديهم علم كامل" بما يجري داخل هذه السجون، فيما اتهم مارتي كل من ألمانيا وإيطاليا بأنهما وضعا كثيراً من العقبات أمام لجنة التحقيق في التقارير الخاصة بتلك السجون السرية، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس.
وكان مقرر الجمعية البرلمانية الأوروبية، وهو مدعي عام سابق في سويسرا، قد ذكر في تصريحات سابقة، أن الولايات المتحدة الأمريكية "أرادت أن تفرض حرباً على الإرهاب، لا قيود فيها، عبر السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية، والتي تبين لاحقاً إنها كارثة."
وقال مارتي، البالغ من العمر 62 عاماً، في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، إن "هذا التعامل من الباطن، المقام في دولنا، يشهد على انعدام الاحترام حيال الشركاء الأوروبيين"، واصفاً الأمر بأنه "تصرف مهين."
وأضاف قوله: "لقد حصلنا على أدلة، وفقاً لمعلومات مجزأة، تفيد بوجود سجون غير قانونية في دول تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة مثل بولندا"، مؤكداً مرة أخرى وجود "اتفاقيات مبرمة" بهذا الشأن بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
وفي تقريره الأول، الذي عرضه قبل نحو عام، كشف مارتي، عن 14 دولة أوروبية، قال إنها ضالعة أو متواطئة في قضية الرحلات السرية للاستخبارات الأمريكية، والتي كانت تقل معتقلين تحتجزهم CIA في سجون سرية بعدد من الدول الأوروبية.
وأوضح قائلاً: "نملك تفاصيل حول البرنامج الذي وضعته CIA، والخطة التي تم تعليق العمل بها في أوروبا، كانت تهدف إلى تصدير مكافحة الإرهاب إلى خارج حدود الولايات المتحدة، لتفادي القيود القانونية التي يفرضها القانون الأمريكي."
واعتبر التقرير أن "الإرهابيين المحتملين الذين خطفوا ثم تعرضوا للتعذيب وللاحتجاز في دول مارقة، مثل سوريا، لا يستفيدون من أي حقوق مدنية أو من الحقوق في زمن الحرب، وأصبحوا أكثر خطورة لأنهم استفادوا كذلك من تعاطف في بعض الأوساط."
وأوضح مارتي في بيان: "كان تقريري الأول يتعلق أساساً بعمليات النقل غير الشرعية لمعتقلين بين دول، وعمليات الاسترداد الاستثنائية، أما تقريري الثاني فإنه يتعلق بالجانب الآخر من مهمتي، وهو عمليات الاعتقال السرية."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد