النوايا العسكرية الإسرائيلية الجديدة تجاه لبنان وحزب الله
الجمل: نشر الجيش الإسرائيلي صباح اليوم العديد من الصور و الخرائط و أفلام الفيديو تحت مزاعم أنها لمواقع عسكرية خاصة بحزب الله اللبناني, وإضافة لذلك أشارت مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن هذه المواقع, وإن كانت توجد في عمق المناطق المدنية اللبنانية, فإنها بالضرورة يمكن أن تمثل أهدافاً محتملة للعمليات العسكرية الإسرائيلية: فما هي طبيعة الرسالة التي سعى الجيش الإسرائيلي إلى إرسالها, وماهي الإشارات التي يمكن التقاطها وفك شِفراتها؟
- بروباغاندا الجيش الإسرائيلي: توصيف الرسالة الإعلامية
تضمنت المعلومات التي نشرها الجيش الإسرائيلي, المزيد من التوصيفات والتفاصيل, والتي زعم الجيش الإسرائيلي بأنها حصيلة معلومات استخبارية إسرائيلية, تم تجميعها خلال الفترة الماضية عن قدرات حزب الله اللبناني, وتضمنت المعلومات النقاط الآتية:
- بلغ عدد عناصر حزب الله اللبناني حوالي 20 ألف عنصر.
- ينظم حزب الله اللبناني عناصره ضمن 3 فرق, وكل فرقة تنقسم إلى العديد من الوحدات الفرعية.
-أصبح لحزب الله اللبناني وجود مستقر في حوالي 160 قرية بجنوب لبنان, منها على سبيل المثال لا الحصر قرية الخيام التي تقع على بعد 4 كلم من شريط الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
-شكّل حزب الله اللبناني الفرقة الجنوبية, والتي يضم قوامها 5 ألف عنصر, ومزودة بحوالي 30 ألف صاروخ, وتنقسم إلى العديد من الوحدات الفرعية, بحيث كل وحدة فرعية تكون مسؤولة عن 15 قرية, ويتمركز في القرية الواحدة من 20 إلى 200 عنصر, إضافة إلى أن لكل قرية مخزون ترسانتها المسلحة بما يتضمن مئات المقذوفات ومئات الصواريخ.
- توجد معظم مخازن ترسانات حزب الله اللبناني بالقرب من المدارس والمستشفيات, وعلى متوسط مسافة في حدود 50 متراً
- ترسانة حزب الله اللبناني الصاروخية في حدود 40 ألف صاروخ قصير ومتوسط وطويل المدى.
-معظم صواريخ ترسانة حزب الله اللبناني من النوع الذي يبلغ مداه 100 كلم مع وجود عدد قليل من الصواريخ طويلة المدى.
-يمتلك حزب الله اللبناني روؤسا حربية يبلغ وزن بعضها نصف طن (أي 500 كيلو غرام).
- يمتلك حزب الله اللبناني قدرة الاستطاعة على مهاجمة إسرائيل بمعدل يومي يبلغ في المتوسط 800 صاروخ.
- تدريب حزب الله اللبناني يركز على تعزيز قدرة عناصره في السيطرة على مسرح الجنوب اللبناني, والقدرة على اعتراض أي تقدم للقوات الإسرائيلية في هذا المسرح, إضافة إلى قدرة تشغيل وتفعيل القدرات الصاروخية ضد إسرائيل بما في ذلك القدرة على استهداف العمق الحيوي الإسرائيلي.
- توجد العديد من مواقع حزب الله, والتي هي عبارة عن منازل حوّلها حزب الله إلى مواقع عسكرية.
هذا, وأضافت التقارير الإسرائيلية, بأن تل أبيب قد زودت قيادة قوات اليونيفيل, والأمم المتحدة, والأطراف المعنيّة الأخرى بهذه المعلومات, مع التأكيد على احتمالات أن تصبح مراكز حزب الله اللبناني مواقع للاستهداف العسكري الإسرائيلي المحتمل.
-النوايا الإسرائيلية الجديدة: "عملية نفسية"... أم "تمهيد للمسرح"؟
لا يمكن فهم المعلومات الإسرائيلية الجديدة عن حزب الله اللبناني, باعتبارها من قبيل الإثارة السياسية ولفت النظر, وبالتالي, فإن هذه المعلومات تنطوي على أحد أمرين, الأول يتعلق بعملية نفسية إسرائيلية تهدف إلى إشعال المواجهات السياسية داخل لبنان, وأيضاً بين لبنان ومنظمات المجتمع الدولي, ويتعلق الثاني بعملية تمهيد المسرح, بما يتيح تفعيل إدراك الرأي العام الدولي والشرق أوسطي بأن حزب الله اللبناني يستخدم المناطق المدنية كدرع واقي, وبالتالي, فإن القوات الإسرائيلية سوف تكون مضطرة إلى استهداف هذه المناطق وفقاً لاعتبارات الدفاع عن النفس...
- الإحتمال الأول: سيناريو المواجهات السياسية: توجد العديد من الخلافات اللبنانية-اللبنانية, والخلافات اللبنانية-العربية, والخلافات اللبنانية-الدولية, والخلافات العربية-العربية, والخلافات العربية-الدولية, والخلافات الدولية-الدولية, حول ملف أسلحة حزب الله اللبناني وبقية فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية. وتأسيساً على ذلك, فإن المعلومات التي تم نشرها بواسطة الجيش الإسرائيلي, و روجّت لها الأطرف الإسرائيلية الأخرى هي معلومات تهدف إلى إثارة الفزع والخوف في أوساط الرأي العام اللبناني, بما يتيح لحلفاء إسرائيل وأمريكا والغرب اللبنانين القيام بشن حملة جديدة ضد حزب الله اللبناني والمقاومة الوطنية اللبنانية, تحت مزاعم أن وجود أسلحة حزب الله سوف لن يجلب إلى لبنان واللبنانيين سوى المزيد من مخاطر الاستهداف العسكري الإسرائيلي.. وبالتالي فمن الضرورة أن يسعى اللبنانيون إلى تأمين سلامة وأمن لبنان عن طريق إرغام حزب الله اللبناني وبقية فصائل المقاومة اللبنانية على التخلي عن خيار حمل السلاح.
وإضافة لذلك, يمكن أن تؤدي هذه المعلومات إلى دفع الأطراف الدولية ومنظمات المجتمع الدولي باتجاه التحرك والضغط على الحكومة اللبنانية, بما يتضمن الضغط على الحكومة اللبنانية باتجاه السعي لنزع أسلحة حزب الله وفصائل المقاومة.. أو مواجهة احتمالات العقوبات الدولية والإقليمية المتعدة الأطراف.
الاحتمال الثاني: تمهيد المسرح اللبناني لعملية عسكرية إسرائيلية: انقضت فترة أربعة أعوام تقريباً على هزيمة القوات الإسرائيلية على يد حزب الله اللبناني في صيف عام 2006م, وتقول المعلومات والتقارير والتحليلات بأن هزيمة إسرائيل في حرب صيف عام 2006م قد ظلت تشكل نقطة تحول بارزة لجهة التحولات الجديدة في كل الحسابات الاستراتيجية الشرق أوسطية المتعلقة بالميزان العسكري، وميزان الردع بما أدى إلى تآكل نظرية التفوق العسكري الإسرائيلي، وتآكل نظرية الردع الإسرائيلي في المنطقة بمكوناتها الثلاثة: - امتلاك إسرائيل للقوة العسكرية لم يعد يشكل عاملاً حاسماً
- تلويح إسرائيل باستخدام القوة العسكرية لم يعد يخيف أحداً
- استخدام إسرائيل الفعلي للقوة العسكرية لم يعد يجدي نفعاً وحسب وأنما أصبح يجلب المزيد من الخسائر المادية والرمزية للإسرائيلين.
هذا, وتأسيساً على ذلك, فقد أصبحت القوى السياسية الإسرائيلية أكثر انتقاداً لبعضها البعض إزاء المسؤولية عن تآكل نظرية التفوق الإسرائيلي في المنطقة, إضافة إلى سعي جنرالات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بما في ذلك المتقاعدين, المتزايد لجهة ضرورة استعادة التفوق العسكري الإسرائيلي, وإنفاذ هذا التفوق كأمر واقع من خلال عملية عسكرية إسرائيلية تقوم بالقضاء على قدرات حزب الله اللبناني, بما يؤدي بالمقابل إلى تقويض منظور استهداف إسرائيل عن طريق حروب المقاومة الشعبية المسلحة.
المفاضلة بين الاحتمال الأول, والاحتمال الثاني على أساس اعتبارات أيهما الأكثر احتمالاً للحدوث هي مفاضلة ليست صعبة وحسب، وأنما هي خاطئة أيضاً، وذلك لأن ماهو واضح يتمثل في سعي تل أبيب الدائم إلى الجمع بين الاحتمالين ضمن خيار واحد متكامل: فإفراغ المدنيين، وتضليل الرأي العام، وإحداث الانقسامات بين اللبنانيين، هي دائماً تمثل العناصر الرئيسية التي تسعى إسرائيل إلى تفعيلها في المسرح اللبناني، ومتى ما تأكدت تل أبيب من اكتمال ذلك، فإن طلائع قواتها تسعى إلى التقدم على وجه السرعة من أجل اقتحام الجنوب اللبناني، وهو الاقتحام الذي سوف تحاول تل أبيب استثماره هذه المرة لجهة استدراج واشنطن ودفع المواجهة بما يصل إلى إيران..
الجمل قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
مركز شبيب للدراسات الإعلامية
إضافة تعليق جديد