المحاولات الأميركية لإشعال حرب بالوكالة في سوريا
الجمل- ترجمة: ديما السيد:
كتب طوني كارتالوتشي في 16-6-2012
خلال الأسبوع الماضي, اعترف مسؤولون في البنتاغون بأن الولايات المتحدة كذبت علناً بخصوص إرسال روسيا لشحنات أسلحة إلى سوريا. إذ صرح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية للنيويورك تايمز بأن المروحيات "قد لا تكون حديثة", وأضاف بخصوص الادعاءات المخاتلة لوزيرة الخارجية الأميركية بخصوص شحنة الأسلحة الروسية: "لقد ركزت على الموضوع لإحراج الروس." وتكمل النيويورك تايمز, "إن ادعاءات السيدة كلينتون حول المرحيات ما هو إلا جزء من عملية محسوبة لزيادة الضغط على روسيا, بغرض دفعها للتخلي عن الرئيس الأسد, حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط ". و ما هذا إلا دليل إضافي على حملة الكذب والبروباغندا التي تقودها وزارتا الخارجية الأميركية والبريطانية, ووسائل الإعلام الغربية والخليجية بهدف "شيطنة" الحكومة السورية وحلفائها في العالم, وبما يناقض الحقائق على الأرض.
ويضاف إلى سيل البروباغندا, محاولات منظمتي العفو الدولية, وهيومن رايتس ووتش(الممولتان من قبل جورج سوريس, المضارب المالي المدان) لاتهام القوات السورية بالقيام ب "انتهاكات", مستندتين فقط إلى روايات شهود ينتمون إلى المعارضة. كما حاولت الأمم المتحدة أيضاً اتهام القوات السورية باستخدام الأطفال كدروع بشرية. ومجدداً, وبالرغم من امتلاكها ل300 مراقب على الأرض في سوريا, فإن تقرير الأمم المتحدة استند فقط إلى روايات شهود من المعارضة. مما يذكر بتقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للعام 2011, الذي كتبته كارن كونينغ أبوزيد, والذي اعتمد على أقاويل المعارضة السورية في جنيف وليس في دمشق.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن أبوزيد هي عضو في مجلس سياسات الشرق الأوسط في واشنطن, الذي يضم مجموعة من الأعضاء السابقين والحاليين في شركة إكسون النفطية الأميركية, وفي الجيش الأميركي, ووكالة الاستخبارات الأميركية, وشركة بن لادن السعودية, والمجلس الأميركي القطري للأعمال, بالإضافة إلى أعضاء حاليين و سابقين في الحكومة الأميركية. فإن ذلك يمثل تضارباً واضحاً في المصالح, و ينزل بمصداقية تقرير الأمم المتحدة الذي أعدته إلى الحضيض. في الواقع, إن مصداقية الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الآنفة الذكر, باتت على المحك مع استمرار الأدلة التي تشير إلى أن مجزرة الحولة قد نفذها معارضون متطرفون ومقاتلون أجانب سلحهم الناتو, ليكرروا في سوريا الفظائع التي ارتكبوها في ليبيا.
و بالرغم من ذلك, يستمر الغرب في سعيه لتسليح المعارضة المتطرفة دينياً المتمثلة ب"الجيش السوري الحر". ويشير تقرير نشرته الواشنطن بوست بعنوان "الثوار السوريون يتلقون السلاح بمال خليجي, وتنسيق أميركي", إلى أن المجموعات الإرهابية باتت تتلقى المال والسلاح والدعم اللوجستي من قبل الولايات المتحدة والسعودية وقطر ودول الخليج الأخرى, في الوقت الذي يوبخ فيه الغرب الحكومة السورية لخرقها شروط وقف إطلاق النار. إن الغرب عملياً يقوم بما يتهم به روسيا زوراً من تسليح لأحد طرفي النزاع.
يركز الإعلام الغربي حالياًعلى تصوير العنف الدائر في سوريا على أنه حرب أهلية, بالرغم من أن القسم الأكبر من تمويل وسلاح وحتى مقاتلي المعارضة المسلحة هو خارجي . فالمقاتلون المتطرفون قدموا من ليبيا ومن لبنان, وفق مخطط أعد منذ العام 2007, وتحدث عنه سايمور هيرش في النيويوركر في مقال بعنوان "إعادة التوجيه".
منذ البداية, قام الغرب بتخريب خطة كوفي أنان للسلام. بينما تحاول سوريا تنفيذها, ومعها روسيا والصين وإيران ودول ألبا في أميركا الجنوبية. يبدو جلياً أن الغرب استخدم وقف إطلاق النار كوسيلة للإساءة للحكومة السورية, في الوقت الذي يقوم فيه بإعادة تجميع وتسليح ونشر قواته الوكيلة في المنطقة.
ماذا بعد ذلك؟ إن الجواب يعتمد كلياً على مقاومة الشعب السوري لماهو فعلياً "غزو أجنبي بالوكالة", وليس"حرباً أهلية". وهذا يتأثربدوره, وبشكل كبير, بالدعم الذي تتلقاه سوريا من الدول التي تعي خطر "المجتمع الدولي" الذي تقوده وول ستريت ولندن, والذي يتآمر لإسقاط سوريا كخطوة على طريق زعزعة استقرار وانهيار ما تبقى من بلدان ذات سيادة. أما أدوات الغرب للقيام بذلك فهي البروباغندا والإرهاب: وهما وسيلتان يتوقع أن ترتفع وتيرة استخدامهما, حتى لو كلف ذلك التقليل من فعاليتهما. فالغرب لن يتراجع. لقد خلق متتالية من الأحداث لزعزعة الاستقرار, يرجى منها أن تمتد إلى أبعد من حدود الشرق الأوسط, لتشمل آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا, إلى أن تصل إلى موسكو و بكين.
عن موقع : (http://landdestroyer.blogspot.com/)
الجمل: قسم الترجمة
التعليقات
المقال مهم ونشكر الموقع
الأخ مواطن شريفتساؤلك مشروع
إضافة تعليق جديد