خيار شمشون السوري
أمريكا (الإيباك) هي من يقرر الحرب وإسرائيل توقت انفجارها، والسادس من تشرين قد يكون أفضل توقيت لها لمحو ذكرى انتصار العرب عليها مع انتهاء الأمل باجتماعهم ثانية .. ولكن، من يدري فقد تكون أيضاَ ذكرى دمارها فيما لو دخلت إيران على الخط واعتمدت دمشق خيار شمشون..
الآن، وقد انتهينا من المماحكات الأخلاقية مع المعارضة البائسة، بفلقتيها اليسارية واليمينية، وحصحص الحق وظهر الباطل الذي يشارك تحت رايته السوداء أكثر من مئة دولة ضد أرض سورية التي تدفقت من رحمها الأمم لتصنع هذا العالم الذي نحن عليه، عالم قابيل وهابيل، وحواء التي تبكيهما.. حتى آخر سلالتها المؤنثة.. فالذي صمد في هذي الحرب الغاشمة هو أرض سورية وشعبها وليس النظام الذي لم يكن نظاما بقدر ما كان ترتيباً توافقياً بين خليط من الأقوام والأفراد المنضوين تحت قبة سماء سورية، في تركيبة تاريخية معقدة لم يفهم سرها أحد .. هذه الأرض التي غزتها مئات الجيوش فأحرقت عشبها وحياة أهلها حيناً من الزمن لتعود خصبة من جديد بعدما تطرد غزاتها وتعاقب من خانها من أبنائها..
واليوم ، كالأمس، روح العدوان مستمرة في التدفق مع رياح المصالح الدولية، وواشنطن هي الثقب الأسود الذي تهب منه رياح السموم نحو العالم.. وما يشكل قوة هذا الثقب هو مصانع السلاح وسماسرة الإيباك الذين يسهرون على استمرار اشتعال العالم كي يتدفأوا عليه، ولن توفر أمريكا الصهيونية الفرصة في العدوان علينا، كما لم توفره ضد غيرنا والأقرب لها منا، فيما لو كانت مكاسبها أكثر من خسائرها؛ فبورصة الأرباح والخسائر اليومية هي ما يقرب شبح الحرب أو يبعده عن سورية، لهذا نرى أنه حتى أوباما نفسه ليس متأكدا فيما إذا كانت ستقع الحرب أم لا طالما أن البورصة مازالت تعطي مؤشراً لتكافؤ الأرباح والخسائر فيها .. تتراجع خطوة بالأمس لتتقدم خطوة اليوم، والعالم يزداد تشنجاً مع تقدم نهر الزمن في أرض الجنون الأمريكي..
إذاً هل يتمكن مردوخ السوري وحلفائه من تقليص سطوة الأم تيامات الأمريكية لأجل راحة العالم؟ أم تتمكن الأم تيامات من تطويع الإله المتمرد لكي تضمن (أمنها القومي) واستمرار سيطرتها؟ الأمر بيد القدر الذي فاجأنا في مصر وتونس وقد يفاجئ الجميع في سورية.. وهذا أمر مؤكد إذا ما قرأنا مؤشرات الحاضر: سورية ستنفجر بوجه الجميع ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام..
هامش: كانوا يتهمون خصومهم بعمالتهم لمؤسسة الاستخبارات دونما أي إثبات.. وهم اليوم عملاء علنيون لأعداء الوطن التاريخيين، بدءاً بالفرنسيين ومرورا بالعرب المستزلمين وانتهاء بالإسرائيليين.. وكانوا يتهمون النظام بتصنيع التنظيمات الإرهابية دونما إثبات، وهم اليوم يتحالفون مع إخونجية مصر ويدافعون عن جبهة النصرة ويدعمون إرهابييها.. وهم ينكرون وجود مناكحات الجهاد (على الرغم من ثبوت الحبل) مع أنهم أول من افتتح النكاح النضالي قبل نصف قرن بالدعوة إلى مشاعية جسد المرأة واشتراكية الرفاق بالتمتع به.. وما إن يدخل رفيقهم المناضل إلى (زنازين الجلاوزة) حتى يضعوا يدهم على زوجته أو خطيبته ويكبروا عليها باسم الرفيق لينين والمادية الديالكتيكية، وليس الله (الرجعي) بالطبع، حتى قال أحدهم في ندوة عن "الحتمية التاريخية" : لم يعد الصراع على (فضل القيمة) وإنما الصراع بات مقتصرا على.. فروج النساء..
في النهاية صارو اليوم ما كانوا يتهمون به خصومهم بالأمس، إلى درجة أنهم استبدلوا يوسف العظمة بجون ماكين.. وأقصد بهم جلاميط اليسار الماركسي الذين نسقتهم أحزابهم ولفظتهم بعدما أوغلو في سفالتهم وعمالتهم..
نبيل صالح
التعليقات
مردوخ
ضباعنا المسكينة
رأي كيماوي..وقاعدة مكسيكية..وأشياء أخرى.
ما دام في هبلان اذا النصابون بخير
انت شو ؟
الكيماوي السوري
الهروب
جواز سفر ..
إضافة تعليق جديد