هل كان رئيس اليمن القاضي عبد الرحمن الإرياني يهودياً؟
الجمل: نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم على موقعها الإلكتروني تقريراً مثيراً للجدل أشارت من خلاله إلى الزعم القائل بأن الرئيس اليمني السابق، القاضي عبد الرحمن الإرياني، هو بالأساس يهودي يمني، تم اختطافه وهو طفل يافع، وأجبره خاطفوه على اعتناق الإسلام.
* ماذا تقول سردية صحيفة هاآرتس حول أصل الرئيس الأرياني:
حمل تقرير هاآرتس عنوان «رجلنا في صنعاء: الرئيس اليمني السابق كان في أول الأمر "رابياً" تحت التدريب». وأشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• أكدت الصحفية اليهودية دوريت ميزراحي بأنه آن الأوان للكتابة عن شخص يهودي يمني يدعى زاخاريا حداد، شقيق جدتها كامار اليهودية اليمنية.
• تم اختطاف زاخاريا حداد الطفل اليهودي اليمني وهو في بواكير العمر.
• تم إجباره على اعتناق الإسلام وأطلق على نفسه اسم عبد الرحمن الأرياني.
• ترعرع الأرياني وأصبح في العام 1967م رئيساً لجمهورية اليمن الشمالي.
هذا، وأشارت الصحفية ميزراحي إلى أنها تتذكر تماماً –عندما كانت طفلة- المعلومات الآتية:
• استلمت أسرتها اليهودية اليمنية – المقيمة في إسرائيل- خطاباً مرسلاً من الولايات المتحدة الأمريكية.
• الذي أرسل الخطاب كان أحد أقربائنا من اليهود المقيمين بالولايات المتحدة.
• كان الخطاب مرفقاً بالصور، ويطرح سؤالاً يقول: "ألا يبدو مثل جدتنا ليغانا؟".
• عندما جلب عمي الصور لأمه –التي هي جدتي- نظرت إليها وقالت "إنه هو.."، ولم تضف شيئاً.
أشارت الصحفية المقيمة في أورشليم إلى أن الذين رأوا جدتي ورأوا صور الشخص "المفترض" أكدوا وجود التماثل بينهما وبين الشخص المفترض لجهة تطابق وتشابه الملامح مثل العيون، والحواجب، والأنف.
أضاف التقرير بعض المعلومات الأخرى المتعلقة بتاريخ شخصية زخاريا حداد وتقول هذه المعلومات بأنه:
• ولد في إب اليمنية عام 1910م.
• بدأ والده في إعداده لكي يكون خادماً في المذبح المقدس، رابياً.
• بدأ دراسته القوانين التشريعية اليهودية في بواكير عمره.
• في هذه الفترة حدث الجفاف الشديد بما أدى إلى معاناة يهود اليمن الشديدة إضافة إلى تفشي الأمراض وتدهور المعيشة.
• مات والده في تلك الفترة بسبب المعاناة وخلف وراءه ثلاثة أيتام هم:
- ليغانا: تزوجت وأصبحت ضمن عائلة غاملييل.
- زاخاريا: كان عمره ثمانية سنوات.
- طفلة صغيرة عمرها خمسة سنوات.
• كان يتم نقل أخبار الوفاة بسرعة إلى السلطات المحلية اليمنية.
• كانت أوامر وتشريعات حاكم اليمن آنذاك "الإمام يحيى" واضحة وتأمر بأنه إذا أصبح طفل يهودي أو طفلة يهودية يتيماً، فإن صلته بالدين اليهودي أو بعائلته اليهودية يتوجب قطعها على الفور إضافة إلى أنه يتوجب تسليمه في هذه الحالة إلى أسرة مسلمة تقوم بالتبني والرعاية.
وتضيف سردية الصحفية قائلة، بأن ليغانا حداد، شقيقة زاخاريا حداد، لم يتم المساس بها لأنها تزوجت وظلت بعد ذلك تعيش في اليمن 15 عاماً.
توفي زوج ليغانا وأصبحت أرملة ولكنها تزوجت مرة أخرى من رجل يدعى ميناحيم تاآسا، وهاجرت معه إلى فلسطين. وكان ذلك في العام 1934م حيث عبرت ليغانا وزوجها الصحراء مشياً على الأقدام وبركوب الحمير حتى وصلت ميناء عدن، والذي كان خاضعاً للحكم البريطاني ثم غادرته إلى الإسكندرية في مصر ومن هناك إلى فلسطين. ثم استقرت أول الأمر في أورشليم وانتقلت بعد ذلك مع زوجها إلى ضاحية ناهلاتو المجاورة للقدس حيث عاشا هناك حتى موتهما.
وأشارت السردية إلى انه عندما توفي الأبوان في اليمن، حاول اليهود الموجودون في المنطقة إخفاء الطفل وأخته الصغيرة لكن رجال السلطة حضروا على صهوات الجياد لأخذ الطفلين، وقد حاول اليهود هناك إغرائهم بالمال والمجوهرات لكن دون جدوى. كذلك تقول الصحفية:
• تم إرسال زخاريا حداد إلى منزل عائلة الإرياني وهي عائلة يمنية مرموقة وكان الإرياني الأب يعمل قاضياً شرعياً، وكان أبناؤه يتولون الوظائف الحكومية المرموقة، وكان القاضي الإرياني يتمتع بنفوذ واسع في أوساط القبائل اليمنية وكان في خدمته العديد من الجنود المسلحين.
• حاول زخاريا أن يبقى على اتصالاته بعائلته ولكنهم هددوه بأنه إذا هرب فإنهم سيقتلون أخته وأطفالها وأشارت السردية إلى أنه قام ببضعة زيارات إلى مدينته القديمة متخفياً ومخاطراً بحياته وكان آخر لقاء له بعائلته خلال الحرب العالمية الثانية.
وتقول السردية أن نيسيم غاملييل ابن ليغانا شقيقة زخاريا تم عام 1942م تجنيده بالجيش البريطاني في فلسطين، ووقع أسيراً لدى الألمان وقد استطاع خلال فترة الأسر أن يبعث ببعض الرسائل –بالطرق الخاصة- إلى عمه زخاريا حداد وبعد انتهاء الحرب عام 1945م تم إطلاق سراح نيسيم الذي كان يؤكد خلال فترة الأسر أن عمه مسلم.
في عام 1948م، شارك القاضي الأرياني وأبناؤه في محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الإمام حيث تم إعدام جميع المشاركين بما فيهم القاضي الأب، وتقول سردية الصحيفة، بأن زخاريا (عبد الرحمن الإرياني) استطاع الهرب حيث لجأ إلى اليهود اليمنيين الموجودين بالقرب من إب –مسقط رأسه- وبعد ذلك تم القبض عليه وأودع السجن لسبعة أعوام، وفي أيلول 1962م توفي الإمام أحمد البدر وخلفه بأنه محمد البدر الذي نجح الضباط اليمنيون في الإطاحة به بقيادة الضابط اليمني عبد الله السلال الذي كان يتولى منصب قائد الجيش اليمني آنذاك، وأعلن الضباط قيام الجمهورية اليمنية، وأعقب ذلك حدوث الانقسام بين مؤيدي الملكية ومؤيدي الجمهورية، الذي أدى إلى حرب أهلية تورطت فيها مصر الناصرية إلى جانب مؤيدي الجمهورية، ووقفت السعودية إلى جانب مؤيدي الملكية، الذين كانت تدعمهم بريطانيا أيضاً واستمرت الحرب حتى 1967م. لاحقاً انقسم أنصار الجمهورية إلى فريقين:
• الفريق الأول: بقيادة السلال الذين كانوا يؤيدون التوجهات الليبرالية ويرفض التسوية مع الملك ويؤيد وجود القوات المصرية.
• الفريق الثاني: بقيادة القاضي عبد الرحمن يحيى الإرياني (زخاريا حداد) الذي كان يطالب بالتسوية مع الملك ويرفض وجود القوات المصرية.
بعد ذلك نجح أنصار الفريق الثاني في الإطاحة بالضابط السلال وتنصيب الإرياني رئيساً لجمهورية اليمن الشمالي. ثم استطاع الإنقلابيون الإطاحة بالرئيس الإرياني نفسه في العام 1974م وغادر على إثرها إلى سوريا لاجئاً حتى وافته المنية في العام 1998م عن عمر يناهز الـ 88 عاماً حيث تم نقل جثمانه إلى اليمن ودفن هناك.
* سردية الصحفية ميرزاحي: هل تندرج ضمن محاولات تهويد التاريخ العربي:
كتب الإسرائيليون وغيرهم من يهود العالم كثيراً عن التاريخ العربي الإسلامي وبسبب تجاهل المؤرخين العرب والمسلمين للرد على هذه الكتابات ووجهات النظر فقد استطاعت الكثير من هذه الأفكار التسلل إلى أعماق التاريخ. وتوجد الكثير من التساؤلات حول هذه السردية ولكن لما كانت هذه السردية تندرج ضمن ملفات التاريخ اليمني الحافل بالأسرار والخفايا، فإننا نتوقع من المؤرخين والباحثين اليمنيين الرد عليها خاصة وأن ما يكتبه المفكرون الإسرائيليون واليهود يجد طريقه إلى المكتبات العالمية والتاريخ العالمي بسهولة، وذلك حتى لا تتحول هذه السردية إلى قوة مادية تتملك عقول المفكرين علماً أنه يترتب عليها سلوك مادي يمكن أن يطالب الإسرائيليون ويهود العالم باسترداد جثمان القاضي الإرياني لدفنه في حائط المبكى طالما أن افتراض يهوديته لم يتم نفيه بواسطة المؤرخين اليمنيين، وعندها قد لا تتوقف حدود التهويد الرئيس اليمني الإرياني، بل قد تمتد إلى تركيب سرديات عن الزعماء العرب الآخرين كعبد الناصر والملك فيصل مثلاً، ويطالبون بعدها بالشيء ذاته!!
بكلمات أخرى، نقول بأنه من الضروري أن نهتم بكتابة تاريخنا العربي – الإسلامي – المسيحي لأن من لا يكتب تاريخه عليه ألا يغضب إذا قام أعداؤه عنه بهذه المهمة "التاريخية"!!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
عائلة القاضي عبد الرحمن…
عائلة القاضي عبد الرحمن الإرياني ، تبنت هذا الفتى و تم تسميته بعبد الرحيم .. ، و نسب هذا الفتى إلى عائلة القاضي عبد الرحمن الإرياني
الحقيقة هي أن الشخص الذي…
الحقيقة هي أن الشخص الذي تقصده أخته اليهودية زخريا موجود حقًا وصار له أسرة وأبناء وأحفاد وأسرته إلى الآن موجودة وأسمه عبدالرحيم وانتسب اسمه بأسرة القاضي يحيى بعد أن تبنته أسرة القاضي يحيى والد القاضي عبدالرحمن رحمهم الله وذلك لأوامر الإمام بخصوص التبني ولم يكن خطفًا كما يدّعون
سميّ هكذا ولكن في القرية وكل من يعرفه يسميه عبدالرحيم الحداد وهم أسرة نبيلة ومحترمة ويسكن بعضهم في إريان إلى اليوم والكثير من ابناء اليهود المهتدين إلى الإسلام سكنوا معنا وبيننا ونكن لهم معزّة ويكنون لنا المحبة ولا ننكر فضلهم على مجتمعنا الواحد
إضافة تعليق جديد