القدس: عراقيل إسرائيلية واجتماع تفاوضي ولا اختراق
بالرغم من عدم صدور أي تصريحات رسمية بشأن تطور ملف المفاوضات، إلا إن غالبية التسريبات تبين أن الوضع لا يزال على حاله، أي أنه لا اختراق في أي من القضايا الأساسية، بل أضيفت أزمة جديدة مرتبطة بإصرار إسرائيل على احتلال الأغوار والحدود مع الأردن. وبرغم العوائق، عقد الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي جولة مفاوضات جديدة أمس في القدس المحتلة.
وقال مسؤول فلسطيني إن «الوفدين عقدا جلسة مفاوضات جديدة برغم وجود ازمة كبيرة ناتجة من التعنت الاسرائيلي». وكشف المسؤول أنه «حتى الآن لم يتم الاتفاق على جدول اعمال للتفاوض عليه برغم عقد اكثر من ثماني جلسات تفاوضية».
وأوضح المصدر أن «الجانب الفلسطيني يريد جدول اعمال يشمل قضايا الوضع النهائي وعددها ست، بالإضافة إلى قضية الاسرى، لكن الجانب الاسرائيلي قدم ورقة بجدول اعمال مقترح من 17 بنداً، من بينها يهودية الدولة وقضايا تفصيلية كثيرة». وتابع أنه «بسبب الخلاف حول جدول الاعمال اتفق على ان يتم الحديث عن قضيتي الامن والحدود، إلا ان اسرائيل اقترحت ان يتم البدء أولاً بالأمن كمدخل للمفاوضات».
وبحسب المصدر، وافق «الجانب الفلسطيني على البحث في الامن، لكننا اوضحنا أن رؤيتنا هي أن نتحدث عن أمن دولة فلسطين على حدود العام 1967، وهو ما رفضه الجانب الاسرائيلي». وما كان من إسرائيل إلا أن «هددت في احدى الجلسات التفاوضية بأن تضم منطقة نهر الاردن الى دولة اسرائيل لتكون منطقة فاصلة بين الاردن وفلسطين أو أن يبقى فيها الجيش الاسرائيلي لعدة سنوات، حيث ان الوفد الاسرائيلي يرى أن منطقة نهر الاردن، وهي الحدود الفاصلة بين الاردن وفلسطين، يجب ان تبقى تحت السيطرة الاسرائيلية مع وجود معابر فلسطينية»، وفقاً للمصدر.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أمس الأول رفضه أي تواجد للجيش الاسرائيلي على الحدود بين دولة فلسطين المستقبلية والاردن. إلا انه أشار إلى الموافقة على انتشار قوة دولية من طرف ثالث على طول الحدود «من بيسان شمالا الى البحر الميت جنوبا».
وأشار المصدر إلى معلومات سابقة حول رفض الإسرائيليين مشاركة المبعوث الأميركي لعملية التسوية مارتن إنديك في الجلسات التفاوضية، لكنه لفت إلى أن الجانب الفلسطيني يلتقي مع إنديك قبل الاجتماعات وبعدها لوضع الإدارة الأميركية بالصورة الكاملة.
من جهته، قال أمين السر لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في حديث إلى اذاعة فلسطين الرسمية إنه «لا يوجد اي تغيير على الارض في سياسة اسرائيل يجعلنا نتفاءل بعملية السلام»، موضحاً أن «اسرائيل تطرح الأمن والأمن أولاً، وأن ترسّم الحدود بناء على رؤية أمنية وهذه نظرة استعمارية». ولفت إلى أنه «من بين مطالب اسرائيل أن تستولي على الأغوار وتسيطر على الحدود مع الأردن مباشرة أي منطقة نهر الاردن».
وقد هدمت قوات الاحتلال فجر أمس مساكن خربة مكحول في الأغوار الشمالية بالكامل. وقال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية لوكالة «وفا» إن قوات الاحتلال داهمت الخربة فجراً برفقة الجرافات العسكرية، وباشرت بهدم المنازل من دون أي إخطارات سابقة، ما أسفر عن تشريد 120 شخصاً.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد