بعد وقف النار إسرائيل تقتل فلسطينيين
قتلت سيدة وناشط فلسطينيين برصاص الجنود الاسرائيليين بالقرب من جنين في وقت مبكر صباح الاثنين بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين، بحسب مصادر أمنية وطبية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد قال الاحد إن إسرائيل ستظهر صبرا وضبطا للنفس بالرغم من سقوط صاروخين على بلدة سديروت بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة السادسة صباح الأحد بالتوقيت المحلي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وقال أولمرت إن الهدف من ضبط النفس "إعطاء وقف إطلاق النار فرصة"، لافتا الانتباه إلى أنه أخذ في اعتباره أن "وقف إطلاق النار لن يتبلور بشكل كامل بصورة فورية دون وقوع بعض الانتهاكات".
وقال أولمرت إنه متفائل بأن وقف إطلاق النار سيساعد في استئناف محادثات عملية السلام المتوقفة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ويساعد بشكل كبير في الإفراج عن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" الذي يحتجزه مسلحون فلسطينيون منذ عدة أشهر.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي هاتفيا السبت بأن الفصائل الفلسطينية المسلحة اتفقت على وقف هجماتها على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة الساعة الرابعة صباحا بتوقيت غرينيتش الأحد.
وقد أصدر عباس تعليماته للأجهزة الأمنية الفلسطينية للعمل على تحقيق الالتزام بالهدنة.
وفي نفس السياق نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمني فلسطيني أن قوات تابعة للأمن الفلسطيني سوف تنتشر على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل لمنع إطلاق صواريخ من القطاع نحو إسرائيل يمكن أن تهدد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه.
ونقل عن المسؤول الفلسطيني أن الدوريات الأمنية الفلسطينية ستجوب المنطقة الحدودية للقطاع مع إسرائيل اعتبارا من الساعة 13:30 بالتوقيت المحلي.
- من ناحيته قال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس إن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته في قطاع غزة إن واصل المسلحون الفلسطينيون إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.
وقال بيريتس:"إذا أخفق محمود عباس والفصائل الفلسطينية التي وقعت اتفاق وقف إطلاق النار في تطبيق الهدنة، فإن إسرائيل ستعتبر ذلك خرقا للاتفاق، وستعمل على حماية المدنيين الإسرائيليين."
وأردف قائلا:" إسرائيل تريد توقفا للعنف، لكنها لن تقبل أي هجمات ضد مواطنيها."
وكان صاروخان أطلقا من قطاع غزة قد سقطا في بلدة سديروت الإسرائيلية دون أن يحدثا خسائر بعد التوصل للاتفاق.
من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إن الفصائل الفلسطينية الرئيسية كافة في قطاع غزة وافقت على وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل بعد انتهاك صباحي للهدنة التي تم التوصل إليها مع إسرائيل.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن هنية قوله "إن اتصالات أجريت مع القيادات السياسية للفصائل وأن هناك تأكيدا على الالتزام بما تم الاتفاق عليه".
وجاء تصريح هنية بعد أن أعلنت "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح و"سرايا القدس" التابعة لحركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" المسؤولية عن إطلاق الصاروخين.
وكانت سرايا القدس قد أعلنت الأحد أنها لن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل طالما واصلت إسرائيل هجماتها ضد الفلسطينيين.
وقال أبو أحمد أحد الناطقين باسم سرايا القدس:" الاتفاق في الأساس متبادل، العدو الصهيوني لن يلتزم به. هذا الصباح حصلت توغلات في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية ووقعت اعتقالات."
- يذكر أن وقف إطلاق النار المتفق عليه يشمل وقف الفلسطينيين إطلاق الصواريخ، مقابل وقف الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة.
ويتوقع أن يمهد التوصل إلى الاتفاق المذكور الطريق أمام اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة استئناف عملية السلام.
وكان فلسطينيون قد أطلقوا ثلاثة صواريخ باتجاه اسرائيل قبل بدء سريان الهدنة، مما سبب أضرارا في احدى البنايات حسب ما صرح به متحدث اسرائيلي.
وقد وقع أحد الصواريخ في بلدة سديروت بينما وقع اثنان في بلدتين مجاورتين، وذلك قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر الجيش الاسرائيلي إن القوات الإسرائيلية انسحبت من غزة خلال ساعات الليل قبل بدء سريان مفعول وقف إطلاق النار، وأكد شهود عيان فلسطينيون انسحاب تلك القوات من شمالي غزة.
ومن جانبها قالت متحدثة بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن أولمرت أبلغ عباس بأن إسرائيل "ستتجاوب بشكل إيجابي" مع وقف إطلاق النار.
وكانت إسرائيل قد أخلت قواعدها العسكرية والمستوطنات من قطاع غزة في العام الماضي، ولكن الجيش صعد عملياته البرية بعد احتجاز مسلحين لجندي إسرائيلي في يونيو/حزيران الفائت.
ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الاسرائيلية نحو 400 فلسطيني في غزة، نصفهم تقريبا من المدنيين. ولقي 3 جنود إسرائيليين حتفهم في العمليات وقتل مدنيان إسرائيليان في عمليات قصف صاروخي فلسطيني.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد