إسرائيل ترد على تحرير الأسرى: تصعيد استيطاني وإعدام 600 شجرة زيتون
في ردّ واضح على خطوة تحرير أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، لجأ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الحل الأمثل لإرضاء معارضيه من جهة وانتمائه المتطرف من جهة ثانية، حيث تم الإعلان عن أربعة مشاريع استيطانية، من بينها خطط لبناء 1500 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة.
ونقلت صحيفة «هآرتس»، أن نتنياهو ووزير داخليته جدعون ساعر لم ينتظرا ضوء النهار ليعلنا عن مخططاتهما الاستيطانية الجديدة، بل إنهما في الوقت، الذي كان يتم فيه الإفراج عن الدفعة الثانية من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، صرحا عن مشاريع لمتابعة العمل في مخططات استيطانية في القدس المحتلة.
وبحسب الصحيفة، فإن بعض تلك المخططات ليست سوى تجديد لأخرى قديمة، وقد جرى الإعلان عنها عند منتصف الليل لتهدئة اليمينيين المعارضين للإفراج عن الأسرى.
وقد اتفق نتنياهو وساعر على أربعة مشاريع بناء، هي التالية:
÷ إنشاء حديقة عامة على منحدرات جبال سكوبوس، وتحديداً بين بلدتي العيسوية والطور على حساب أراض كان من المفترض استغلالها لتوسيع البلدتين المقدسيتين. ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين في «سلطة البيئة والحدائق الإسرائيلية» أن الهدف الوحيد من الحديقة هو منع البناء في البلدتين الفلسطينيتين. وقد كان وزير البيئة عمير بيريتز قد أعلن منذ ثلاثة أسابيع فقط عن تجميد العمل في مشروع الحديقة.
÷ إعادة العمل في مشروع بناء مركز سياحي وأثري في بلدة سلوان المقدسية. وكانت إدارة التخطيط الإسرائيلية في القدس قد وافقت منذ عام ونصف العام على المشروع.
÷ إحياء مخطط بناء 1500 وحدة استيطانية في مستوطنة «رامات شلومو»، ما يعني أنه خلال أشهر سيبدأ العمل في طرح التراخيص والمناقصات. وهذا المشروع هو إعادة إحياء لخطط سابقة تحركت ببطء عبر السنين. وقد كان تم الإعلان عن تلك المخططات لدى زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن إلى الأراضي المحتلة في أذار العام 2010، ما أدى إلى خلق توتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل أسفر عن وقف العمل بها. ولكن بعد إعلان الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول العام 2012، أعادت إسرائيل العمل بالمخططات، إلا أن سير العمل تم ببطء منذ ذلك الوقت.
÷ إحياء مخططات بناء إضافية في «رامات شلومو»، إلا أن تلك المخططات لا تسمح بالتوسع خارج المستوطنة بل زيادة الوحدات الاستيطانية داخلها.
ونقلت صحيفة «جيروزالم بوست» عن نتنياهو قوله إن المشاريع الأربعة تعتبر «تعويضاً» عن إطلاق سراح الأسرى الـ26. وكان هذا القرار منتظراً، حيث أن وسائل الاعلام الاسرائيلية كشفت الأسبوع الماضي أن نتنياهو سيرفق عملية اطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى ببناء مئات الوحدات الاستيطانية. وكان مسؤول كبير في حكومة الاحتلال أكد أن إسرائيل «ستواصل خلال الاشهر المقبلة الاعلان عن بناء في الكتل الاستيطانية وفي القدس»، مؤكداً أن «الاميركيين والفلسطينيين على علم مسبق بهذا الترتيب».
وردّت السلطة الفلسطينية على القرار الإسرائيلي على لسان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، الذي اعتبر أن السياسة الاسرائيلية «مدمّرة لعملية السلام وهي رسالة للمجتمع الدولي أن اسرائيل دولة لا تلتزم بالقانون الدولي وتواصل وضع العراقيل أمام عملية السلام». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفى، في كلمة ألقاها خلال حفل استقبال الأسرى فجر أمس، أن تكون السلطة الفلسطينية وافقت على مبدأ «الأسرى مقابل الاستيطان»، متهماً «غير الوطنيين» بالوقوف وراء تلك الإشاعات، ليعيد ويؤكد أن «الاستيطان باطل باطل باطل».
وفي سياق مواز، أقدم مستوطنون على قطع وحرق أكثر من 600 شجرة زيتون في قرية عينابوس في جنوب مدينة نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس أن «مستوطنين من مستوطنة ايتسهار ارتكبوا مجزرة بحق أكثر من 600 شجرة زيتون في منطقة العماير شمال القرية، حيث قطعوا أشجار الزيتون وأحرقوا عدداً آخر بمواد كيميائية».
وأضاف أن أشجار الزيتون تعود ملكيتها إلى عشرات المواطنين من عائلات حمد وحسين وعلان في قرية عينابوس، داعياً «المؤسسات الدولية والحقوقية إلى فتح تحقيق رسمي بإعدام أشجار الزيتون».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد