مخيم اليرموك أمام احتمال تجدد القتال
تراجعت مجدداً احتمالات المصالحة في مخيم اليرموك، بعد بروز عراقيل إضافية بين طرفي التفاوض، الفصائل الفلسطينية من جهة، وممثلي المسلحين من جهة أخرى، الأمر الذي دفع مسؤول الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة في سوريا أنور رجا للقول إن الوضع في المخيم «أصبح مفتوحاً على كل الاحتمالات» بما فيها إمكانية عودة القتال.
وأمس الأول، اجتمع وفد رعاية المبادرة والمصالحة الفلسطيني مع قادة مجموعات مسلحة فلسطينية، لساعات عدة، ولكن من دون التوصل إلى نتيجة. ورغم أن مصادر المعارضة القريبة من تلك المجموعات حمّلت «القيادة العامة» مسؤولية تأخّر حصول اتفاق، كما تأخّر وصول المساعدات الطبية والغذائية، إلا أن رجا وصف ما فعلته تلك المجموعات، منذ أسبوعَين وحتى الآن، «بالمماطلة وليس أكثر». وقال رجا، إن «الخطوة الثانية للمبادرة لم تنفذ»، والتي تستند إلى انسحاب المقاتلين الفلسطينيين إلى محيط المخيم، بعد انسحاب حلفائهم الأجانب إلى خارجه ولا سيما إلى مناطق الحجر الأسود والتضامن ويلدا.
وقال رجا إن ما استخلصه المجتمعون من الاجتماع الأخير كان هو «رغبة المسلحين بالاحتفاظ بسلاحهم ووضعهم داخل المخيم، بما يشبه الحفاظ على هدنة دائمة مرافقة لذلك»، مشدداً على أن «ذلك مرفوض تماماً».
وتخوّف رجا من أن هذا الطلب يستهدف «محاولة إعادة ترتيب أوراق ميدانية، وانتظار تطورات سياسية» للاستفادة منها. وفسّر التغيّر في الموقف بسببين، الأول «المرجعيات الخارجية، والتي تنقسم لميدانية تشكل عمق المجموعات الفلسطينية وموجودة في الجبهات الخلفية لها، وسياسية لوجستية تتمثل بالقرار الخارجي الذي يأتي من الممولين، ولا سيما السعودية لمنع تحقيق اتفاق كهذا». أما السبب الثاني فهو «القراءة الخاطئة لقادة تلك المجموعات للهجوم الشرس الذي حصل في الغوطة الأسبوع الماضي، وأملت المعارضة نجاحه».
واستخلص مسؤولو الفصائل الفلسطينية الأربعة عشر التي اجتمعت في دمشق أمس أن هذه المماطلة قد تفتح الباب مجدداً أمام الاحتمالات كافة، من بينها عودة القتال.
وكانت شبكات التواصل الاجتماعي تداولت معلومات، لم يؤكدها رجا، تفيد بأن أحد المسؤولين في حركة حماس، وهو فلسطيني من غزة ويُدعى أبو جعفر الغزاوي، رفض أمام وفد المبادرة الموافقة على أي اتفاق، مستعرضاً قواته المسلحة على مرأى الوفد، ومشيراً إلى إمكانية استمرار القتال أو الموافقة على هدنة تبقي الاستحواذ على السلاح والسيطرة على المخيم.
وكان رجا أشار في تصريحاته إلى أن عدداً من القيادات التي وافقت على المبادرة في البداية غابت عن الاجتماعات الأخيرة، وهو ما اعتبر مؤشراً أيضاً. وقدر عدد المقاتلين على اختلافهم بألف مقاتل في المخيم، من دون حساب مـــــَن غادر، أو قواعدهم الخلـــفية، محذراً «من أن كل الاحتمالات واردة الآن، ما لم ينجح تحرك شعبي حقيقي يمكن تعليق الآمال عليه».
والتقى وفد «الهيئة الشعبية» أمس أمين عام الجبهة أحمد جبريل، حيث اتفق على إعطاء جهود التوصل الى اتفاق مع قادة المجموعات المسلحة فرصة إضافية تجنباً لإراقة المزيد من الدماء.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد