البابا يحب الأتراك أيضاً
بعد يوم حافل بالنشاطات الدبلوماسية في أنقرة، وبالتزامن مع رفض الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر قانوناً يهدف إلى تحسين حقوق الملكية للأقليات الدينية، وصلت زيارة البابا بندكت السادس عشر إلى تركيا التي تستمر حتى يوم الجمعة المقبل، إلى الحدث الذي وصفه مسؤولون في الفاتيكان بالأكثر إثارة، وهو لقاؤه مع بطريرك الأرثوذكس برتلماوس الأول، الذي يتناولا فيه أوضاع الأقليات الدينية في تركيا، فيما يأمل الرؤساء الروحيون لهذه الأقليات أن يمارس البابا ضغوطاً على أنقرة لمنحهم بعض الامتيازات.
وبعدما احتفل بقداسه الأول في تركيا في بيت القديسة مريم في ازمير، توجه البابا إلى اسطنبول، حيث التقى برتلماوس الأول ودعاه إلى تفعيل التعاون بين الكاثوليك والأرثوذكس. ثم توجها للمشاركة في قداس في كاتدرائية البطريركية، ومنها إلى ضريحي القديس غريغوري والقديس يوحنا.
وتعتبر زيارة البابا للبطريركية الأرثوذكسية خطوة مهمة في محاولة رأب الصدع القديم الذي أدى إلى انفصال الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن الحادي عشر.
وفي قداسه في ازمير اقتبس بندكت السادس عشر عن البابا يوحنا الثالث والعشرين قوله أنا أحب الأتراك، معرباً عن تضامنه مع المجتمع المسيحي الصغير الذي يعيش في تركيا، وقال أعترف بالمشاكل التي يلاقيها البعض في ممارسة طقوسهم الدينية في البلاد ذات الغالبية المسلمة.
كما وجه نداء جديدا لإقامة السلام في الشرق الأوسط قائلاً ندعو للسلام والمصالحة قبل كل شيء للأشخاص الذين يسكنون هذه الأرض التي نسميها مقدسة، وهي كذلك بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين. ومن المقرر أن يقوم البابا اليوم بزيارة الجامع الأزرق ومتحف أيا صوفيا.
وفي موازاة ذلك، ادانت دولة العراق الإسلامية، التي أعلنها تنظيم القاعدة في العراق، زيارة البابا لتركيا، معتبرة أنها تندرج في إطار الحملة الصليبية على الإسلام وتهدف إلى قطع جذور تركيا الإسلامية وضمان بقائها في أوحال العلمانية، وذلك في بيان نشر أمس، على شبكة الانترنت.
قال نائب المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين في مصر محمد حبيب إن البابا يقول انه يحترم المسلمين.. لكن هل يحترم الإسلام وعقائده.
أما المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم فقال لم يقدم البابا اعتذارا عن الإهانة التي لحقت بالمسلمين... لكن تصريحاته (الحالية) خطوة نحو تحسين الأجواء، في حين رأى رئيس منظمة الحوار بين الأديان في إيران محمد علي ابطحي أن البابا أصبح رمزا للتطرف الديني مما يقوي شوكة التطرف لدى الآخرين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد