شيطنة "داعش".. كيف " تُعَلمن " وسائل الإعلام " الإسلام المسلح " ؟
مع دخول عام 2014 بدأت وسائل الإعلام العربية والعالمية، الداعمة لمسلحي المعارضة في سوريا، اتباع سياسة إعلامية جديدة، تقوم على "شيطنة" تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، (داعش)، على حساب تلميع صورة بقية الفصائل "الجهادية"، التي لا فرق بينها وبين "داعش" سوى بـ "التبعية" ومصادر التمويل.
ويمكن لأي متابع لوسائل الإعلام، "العربية" منها والعالمية، ملاحظة وجود "هجمة" شرسة على التنظيم، الذي تسبب بمقتل آلاف السوريين على اية حال، وذلك على حساب تبييض صورة الفصائل "الإسلامية" و"الجهادية" الأخرى، التي تخوض في الوقت الحالي حرباً مع "داعش"، والتي تتحمل بدورها مسؤولية مقتل آلاف السوريين ايضاً.
وكالات الأنباء، المصدر الرئيسي للأخبار لمعظم وسائل الإعلام، تعمل بشكل متواتر على نشر أخبار تتحدث عن "اكتشاف مجازر ارتكبتها داعش"، بالتوازي مع منح لقب "الجيش الحر" للفصائل "الإسلامية" و"الجهادية"، التي لا تؤمن بنظام ديمقراطي، والتي تعادي العلمانية، والتي تعلن بشكل صريح هدفها إقامة "دولة إسلامية"، حالها كحال "داعش"، فما سر هذه الهجمة على "داعش".
مصدر معارض يكشف أن السر وراء هذه الهجمة الشرسة هو "انسلاخ داعش عن بعض القوى الإقليمية اللاعبة في الساحة السورية، ويشير المصدر إلى أن أحد أبرز هذه القوى هو "السعودية" دون أن يذكر اسمها، حيث اكتفى بالتعبير عنها بأنها "مملكة نفطية".
ولايخفي المصدر سخريته من الطريقة التقليدية التي تتبعها وسائل الإعلام في تعاطيها مع نقل أخبار "داعش"، مشدداً على أنها "ذات الطريقة التي تتبعها وسائل الإعلام منذ بداية الربيع العربي، انطلاقاً من شيطنة النظام التونسي، وليس انتهاء بسوريا"، ويقول "عندما يخرج فصيل قمت بصناعته عن سيطرتك تعمل على شيطتنه، هذه هي الحقيقة".
ويتابع المصدر " القضية باختصار مرتبطة بالمملكة النفطية، التي تحاول زرع أذرعها في سوريا، عن طريق الفصائل الإسلامية، والجهادية، كلواء الإسلام، وحركة أحرار الشام، وجبهة النصرة، وهو ما يتقاطع مع رغبة إمارة نفطية (يقصد قطر على الأغلب ) بالقضاء على داعش التي باتت تشكل خطراً على الذراع العسكري لجماعة الاخوان المسلمين التي تدعهما الإمارة (في إشارة إلى لواء التوحيد)".
ويضيف " تنشر وكالات الأنباء يومياً أخبار تتحدث عن اكتشاف مجازر، وعن حالات تعذيب نفذتها داعش، في حين تتعاطى مع ما تقوم به بقية الفصائل المتشددة على انه معركة مع النظام"، ويضرب مثالاً على ذلك المجازر التي ارتكبتها "جبهة النصرة" في ريف اللاذقية، وفي معلولاً بريف دمشق، وحتى في عدرا العمالية".
وعن سبب بدء الحرب ضد "داعش" في هذا الوقت بالذات، يرى المصدر أن الموضوع مرتبط بشكل كامل بـ "جنيف-2"، ويشرح " عند دخول داعش الساحة السورية كانت تتقاطع أهدافه مع أهداف القوى الداعمة للمعارضة، والتي رأت بداعش سلاح فعال جديد يمكن عن طريقه مواجهة النظام".
ويتابع " بعد فترة بدأ عود داعش يشتد، وبدأت أهدافه تختلف عن أهداف القوى الداعمة للمعارضة، فداعش تنظيم يسعى لإقامة دولة خاصة به، وهو ما لم يعجب القوى الداعمة للمعارضة، والتي بدأت تخسر كروتها التفاوضية على الأرض السورية، لذلك قررت هذه القوى العمل وبسرعة على إنهاء وجوده قبل انعقاد مؤتمر جنيف".
ويضيف " حجم التنسيق الكبير بين الفصائل المقاتلة لداعش، والدعم الإعلامي لها، وشيطنة داعش، هي أمور يمكن من خلالها التأكد أن الأمر لم يأت بمحض الصدفة، وإنما جاء بتنسيق وإعداد مسبق".
ويتساءل المصدر " الشكل الذي ستبدو عليه سوريا بعد انهاء داعش، في حال تمكنت هذه الفصائل من إنهاء وجوده"، قبل أن يجيب على تساؤوله " لاشيء سيتغير على الأرض سوى الرايات، فالنصرة هي توأم داعش، وأحرار الشام الشقيق الصغير للقاعدة".
ويختم بالتأكيد " لا شيء سيتغير على الأرض السورية سوى أن خيوط اللعبة ستعود إلى يد المملكة النفطية، والخاسر الأكبر هو المواطن الحالم بسوريا الديمقراطية على كل الأحوال".
المصدر: الخبر
إضافة تعليق جديد