العراق: المالكي لمقاتلي «داعش»: ستعودون جثثاً هــامدة
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في كلمته الأسبوعية أمس، عزم الحكومة على إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في موعدها المقرر، وعدم تأثرها بأوضاع محافظة الأنبار، معتبراً أن «الإرهابيين من تنظيمات القاعدة وداعش يريدون أن يعطلوا الحياة السياسية والإعمار، وليس في العراق فحسب بل في كل دول المنطقة. ونقول لكل دول العالم إن موقفكم معنا هو موقف مسؤول، في ظل ما تريده هذه التنظيمات الدولية بتهديد الأمن والاستقرار والديموقراطية».
وتابع المالكي «نقول للجميع إننا لا نريد تأخير الانتخابات ولو ليوم واحد أو تأجيلها تحت أي عنوان، وإن الحكومة جاهزة بكل مستلزمات إجراء العملية الانتخابية. وليس هناك خلل أو نقص، ونريد أن تحصل هذه العملية لأنها محطة مهمة في الحياة السياسية»، مضيفاً «إننا واثقون بأن هذه الحرب لن تطول، وما تتحدث عنه داعش والقاعدة بأنها ستعود إلى المناطق التي أخذت منها، نقول لهم بأن هذا حلم إبليس، فلن تعودوا إلا جثثاً هامدة بضربات قواتنا الأمنية وأبناء العشائر، ونريد من الذين لم يعلنوا موقفهم مؤيداً ومسانداً ضرورة الانفتاح السياسي على البعض الآخر والحوار على أساس كيفية هزيمة القاعدة، ولا بد من أن ننجح وننتصر على أساس التوافق».
وأوضح المالكي «أما بالنسبة إلى الفلوجة، فأدعو أبناءها وشيوخ العشائر فيها جميعاً إلى ضرورة التوحد في الموقف ورفض وجود هؤلاء الأشرار بينهم لأن الفلوجة فيها ما يكفيها، فقد دخلت في أكثر من حرب وتدمير، ولا نريد لهذه المدينة أن تعاني أبداً ولن نستخدم القوة ما دامت العشائر تعلن استعدادها لمواجهة القاعدة وطردهم، وندعوهم إلى ضرورة العمل ونحن نقف معهم دعماً وإسناداً وإن الجيش حاضر، لكننا نريد منهم حركة تسحب البساط من هؤلاء الأشرار ليخرجوا خارج المدن كي يكونوا هدفاً لأجهزتنا الأمنية ومطاردين من قبل أبناء الشعب في الأنبار والفلوجة».
في غضون ذلك، وفي محاولة لتهدئة الأوضاع المتوترة، أطلق رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، أمس، مبادرة باسم «أنبارنا الصامدة» التي تتضمن إقرار مشروع إعمار خاص بمحافظة الأنبار بقيمة أربعة مليارات دولار على أربع سنوات، مبيناً أن المبادرة تتضمن أيضاً إنشاء قوات دفاع ذاتي من عشائر الأنبار مهمتها تأمين الحدود الدولية والطرق الاستراتيجية في المحافظة. وأوضح الحكيم أن المبادرة «تتضمن إنشاء قوات الدفاع الذاتي من عشائر الأنبار الأصيلة، وتكون مهمتها تأمين الحدود الدولية والطرق الاستراتيجية في المحافظة ودمجها بتشكيلات الجيش العراقي، على أن تكون قوات خاصة بمحافظة الأنبار وبقيادة أبنائها من القادة العسكريين»، مضمّناً المبادرة «الدعوة الى تشكيل مجلس أعيان الأنبار الذي يمثل القوى العشائرية في المحافظة ومنحه الصفة الرسمية، ما يساعد على وضع استراتيجية عمل للمحافظة بعيداً عن التجاذبات السياسية والإقليمية».
من جهة أخرى، ورداً على العرض الإيراني الأخير لمساعدة القوات العراقية في حربها ضد تنظيم القاعدة في الأنبار، نقل عن النائب في ائتلاف «متحدون» للإصلاح بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، مظهر الجنابي، قوله: «إن العراق ليس بحاجة إلى التطفل الإيراني في قتاله ضد القاعدة»، مبيناً أن «تصريحات رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حجازي بشأن مساعدة العراق عسكرياً في حربه هي تطفل». ودعا الجنابي إيران إلى «التعامل مع العراق وفق الاتفاقيات الدولية»، معتبراً أن تصريحات المسؤول العسكري الإيراني «تعتبر تدخلاً في الشأن العراقي». وأضاف إن «العراق لا يريد من إيران شيئاً سوى الكف عن شرها» وتابع: «الإيرانيون ليسوا أوصياء على العراق الذي يمتلك جيشاً قادراً على القتال».
من جهته، حذر الائتلاف من تردي الأوضاع الأمنية في محافظة نينوى، مبيناً أنها قد تصل إلى درجة «مخيفة» وإلى مستوى ما يحصل في محافظة الأنبار.
وقال عضو الائتلاف النائب محمد إقبال إن «القوات الأمنية في محافظة نينوى ما زالت تمارس الإجراءات التعسفية ضد المواطنين وسط عجز حاد عن حمايتهم مما يواجهون على أيدي الجماعات المسلحة»، معتبراً أن «هناك تضييقاً مقصوداً على المواطنين من قبل القوات الأمنية التي تقع على كاهلها مهمة توفير بيئةٍ آمنة لكي يمارس الناس حياتهم بشكل طبيعي».
وبيّن أن «ما يحصل اليوم هو العكس، ما يزيد من سوء الأوضاع ويؤزم المشهد إلى درجة مخيفة قد تصل إلى مستوى ما يحصل في محافظة الأنبار».
إلى ذلك، حمّل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمس، الحكومة العراقية مسؤولية تفاقم الأوضاع في الأقاليم السنية وإزهاق الأرواح بها، وذلك في بيان ذيّل بتوقيع رئيس الاتحاد يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي.
ووجه البيان دعوة إلى المنظمات الإنسانية والإغاثية والخيرية والشعوب «لإغاثة ضحايا الصراع والحصار في هذه الأقاليم».
وقال الاتحاد «نحمل الحكومة العراقية المسؤولية كاملة عما حصل ويحصل، من إزهاق الأرواح، وانتهاك الحرمات، وتعدّ على الحريات الخاصة والمرافق العامة»، مطالباً بـ«وقف الاستهداف والتدخل العسكري لكسر مقاومة المعتصمين السلميين».
كما وجه الاتحاد دعوة إلى القوى الإقليمية، وبخاصة دول الجوار، «للكف عن التدخل في الشأن العراقي، والسعي لتصفية الحسابات على أرضه».
دعا رئيس التحالف الوطني، إبراهيم الجعفري، الأمم المتحدة إلى دعم الدول المحاربة للإرهاب؛ ومنها العراق، بأسلحة متطورة، مطالباً بـ«إصدار قرار داخل الأمم المتحدة يلزم الدول بتجفيف منابع الإرهاب، وقطع الدعم المادي، ومحاسبة الدول التي تقدم لهم المأوى، وتسهل عبورهم إلى الدول الأخرى، وتسخر لهم الإعلام الذي يروّج لهم ويدعمهم».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد