اتساع رقعة الاشتباكات في ريف اللاذقية وموسكو تدعو إلى اجتماع دولي لمناقشة جرائم ضد الأرمن
بدا أمس أن الواقع الميداني على جبهة ريف اللاذقية الشمالي يميل الى مزيد من التعقيد، إذ اتسعت رقعة المعارك الدائرة هناك بين القوات السورية ومسلحي المعارضة إلى محيط قرية البدروسية المجاورة لقريتي السمرا وكسب، في محاولة لتخفيف الضغط على مقاتليهم في نقاط أخرى، في وقت تواصلت عمليات الكرّ والفرّ بين الجانبين، حيث سجل خلال الساعات الماضية انسحاب الجيش السوري من المرصد 45، بعد يومين من السيطرة عليه، في ما قد يكون محاولة لاستدراج المسلحين إلى هذه النقطة لتشتيت قوتهم واستهدافهم بالمدفعية والغارات الجوية.
ومع دخول اشتباكات ريف اللاذقية الشمالي يومها الثاني عشر، دعا نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ «لمناقشة الجرائم التي ارتكبها مقاتلون متشددون في مدينة كسب السورية بحق السكان الأرمن».
وبدأ الأرمن في لبنان وروسيا تحركات شعبية للفت الأنظار إلى ما يجري في كسب، حيث أغلق أرمن لبنان مدارسهم ومحلاتهم احتجاجاً على امتداد المعارك إلى تلك المنطقة، فيما تظاهرت الجالية الأرمنية في روسيا أمام السفارة التركية في موسكو لهذا الغرض.
وبدا أمس أن المسلحين يحاولون توسيع رقعة سيطرتهم على ساحل اللاذقية الشمالي، وتخفيف الضغط عن مواقع يتعرضون فيها إلى قصف عنيف.
وتقع البدروسية على الخط البحري قرب السمرا. وسيكون باستطاعة المقاتلين، إذا سيطروا على ، نقل أسلحة من تركيا عبر البحر إلى ريف اللاذقية، كما سيهددون قرية قسطل معاف، التي يسيطر الجيش السوري عليها، شمال غرب رأس البسيط، وسيخففون بالتالي الضغط على مواقعهم التي تتعرض إلى استهداف مركّز.
وقالت مصادر إن القوات السورية انسحبت من المرصد 45، بعد يومين من سيطرتها عليه، لكنها أبقته تحت نيران المدفعية والغارات الجوية، التي تواصلت على قرية النبعين وتلة النسر وجبل الكوز وجبل التركمان.
وذكر «الائتلاف» أن رئيسه «احمد الجربا زار المقاتلين على جبل التركمان وبلدة كسب والمرصد 45، وجميع المناطق المحاذية»، وأنه «تعهد بتقديم الدعم والمساعدات العسكرية للكتائب المقاتلة».
في هذا الوقت، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، أمس، انه سيعقد اجتماعا في اسطنبول اليوم لبحث موضوع مفاوضات «جنيف 2»، واضعا شرطا جديدا للمشاركة فيها، يتمحور حول ضغط روسي على الرئيس السوري بشار الأسد «للوصول إلى حل سياسي» للأزمة.
وقال الأمين العام لـ«الائتلاف» بدر جاموس إن الوفد المفاوض في جنيف سيعقد اجتماعات اليوم وغدا في اسطنبول. وأوضح «أن اليوم الأول للاجتماع سيكون لوفد «جنيف 2» لتقييم المواقف الدولية حول جنيف ومسيرة جنيف ودراسة تفاصيل جلسة مجلس الأمن الأخيرة، والتي طرح فيها الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي تقريره حول مجريات الجولتين وتقييم حصيلة الاتصالات الدولية حول الموضوع». وأضاف «اليوم الثاني للاجتماعات سيكون الخميس، وسيشهد لقاء مشتركا بين الهيئة السياسية للائتلاف والوفد المفاوض في جنيف لتقييم الجولة الأولى والجولة الثانية من جنيف، ولبحث آفاق المستقبل حول الحل السياسي».
وقال المتحدث باسم «الائتلاف» لؤي الصافي «في حال استطاع الإبراهيمي إقناع مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان بالضغط على نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لتغيير الموقف الروسي، واتخاذ موقف إلى جانب إنهاء معاناة الشعب السوري وتحقيق أهدافه في الحرية والكرامة، فإننا يمكن أن نعتبر ذلك باباً لاستئناف المفاوضات بين الائتلاف ونظام الأسد». واشترط «وجود موقف مسبق صريح وواضح من قبل الجانب الروسي في هذا الخصوص».
وجاءت تصريحات صافي رداً على ما نشرته وسائل الإعلام عن سعي الإبراهيمي إلى عقد لقاء ثلاثي مع شيرمان وبوغدانوف في جنيف في 10 نيسان الحالي لبحث احتمالات عقد جولة جديدة من المفاوضات في جنيف.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد