القدس: اشتباكات في الأقصى ومصادرة أراضِ وجهود لتحريك ملف المصالحة الفلسطينية
تمضي عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسط حقل ألغام، تبدى آخر فصوله أمس من خلال اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى في القدس المحتلة، والكشف عن استيلائه على أراض جديدة في الضفة الغربية، وذلك قبل ساعات قليلة من لقاء عقد في المدينة المحتلة بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ووزيرة العدل الإسرائيلية المسؤولة عن ملف المفاوضات تسيبي ليفني.
وقبيل الاجتماع الذي حضره الى جانب عريقات وليفني مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي الخاص إسحق مولخو، أعربت وزيرة العدل الإسرائيلية عن تفاؤلها حيال مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين وتمديد المهلة التي تنتهي في 29 نيسان الجاري. ونقلت شبكة «فوكس نيوز» عن ليفني اعتقادها بأن الجانبين متقاربان بالقدر الكافي لحل خلافاتهما واستمرار المحادثات.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث، ذكر في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، أن «الخيارات الفلسطينية مفتوحة ومتعددة، وأن العقوبات الإسرائيلية ضد شعبنا لن تثنينا عن مواصلة حراكنا السياسي للالتحاق بجميع المؤسسات والمنظمات الدولية».
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت ما يقرب من 250 فداناً من الأراضي في تكتل جوش «عتصيون» جنوبي القدس «أراضي حكومية».
وقالت الصحيفة، إن عملية الاستيلاء هي الأكبر منذ سنوات وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى توسيع عدة مستوطنات وإعطاء ترخيص لموقع استيطاني شيد من دون موافقة الحكومة الإسرائيلية في العام 2001، مشيرة إلى أن القرار تم إبلاغه لشيوخ القرى الفلسطينية القريبة الأسبوع الماضي وإن أمامهم 45 يوماً للاستئناف.
وفي السياق ذاته، وافق وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، أمس على عودة مستوطنين يهود الى منزل احتلوه سابقاً في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، حسبما أعلن بيان صادر عن مكتبه.
وفي القدس المحتلة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس، أنها اشتبكت مع مصلين فلسطينيين في المسجد الأقصى. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، إن الاشتباكات اندلعت عندما قامت الشرطة بفتح باحات الحرم لزيارات غير المسلمين في ساعاتها المعتادة، مشيراً إلى أنه «تم إلقاء حجارة وعدد من الزجاجات الحارقة على الشرطة، التي ردت بدورها باستخدام قنابل صوتية».
وأفادت الشرطة، في بيان، بأنه تم اعتقال فلسطينية بتهمة «الإخلال بالنظام»، بينما أصيب عنصرا شرطة إسرائيليان بجروح طفيفة.
في المقابل، حذرت الرئاسة الفلسطينية من استمرار عمليات اقتحام المسجد الأقصى من جانب المستوطنين. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن «إمعان حكومة الإحتلال في سياستها الراهنة حيال القدس ومقدساتها كفيل بإشعال حريق شامل في المنطقة بأسرها».
بدوره، أشار مفتي القدس الشيخ محمد حسين، الى أن «هناك دعوات بالنسبة للمستوطنين من يوم الخميس لنهاية العيد (الفصح). هم يدعون بشكل واضح في وسائل الاعلام ومنشورات اليهود أن يأتوا الى الهيكل بزعمهم وهو المسجد الأقصى».
وقال لوكالة «رويترز» عبر الهاتف، «اليوم جرت محاولات استفزاز واقتحام وحدث اشتباك بين رجال الشرطة والمصلين وكان هناك اصابات بالاختناق والمطاط».
من جهة أخرى، اتفقت حركتا «فتح» و«حماس» على عقد لقاء مطلع الأسبوع الحالي في غزة لبحث المصالحة الفلسطينية بينهما، حسبما أعلن مكتب رئيس وزراء حكومة «حماس» إسماعيل هنية.
وقال مكتب هنية في بيان «تم الاتفاق خلال اتصال هاتفي ظهر اليوم (أمس) بين رئيس الوزراء اسماعيل هنية وعزام الأحمد (مسؤول ملف المصالحة في حركة «فتح») على وصول وفد المصالحة الى غزة مطلع الأسبوع المقبل».
في سياق آخر، أعلنت «الهيئة القيادية العليا للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي»، عن رضوخ مصلحة السجون الإسرائيلية لمطلب إنهاء عزل الأسير إبراهيم حامد، القيادي البارز في «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس». مقابل فك عشرات الأسرى إضرابهم عن الطعام، والذي كان مقررا اليوم».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد