مورك: الجيش يقترب من حسم «معركة الإمداد»
يقترب الجيش السوري بشكل متسارع من حسم المعارك الجارية في بلدة مورك الإستراتيجية في ريف حماه، والتي تشكل نقطة عبور مهمة لخطوط إمداد الجيش السوري نحو إدلب بشكل عام، ومعسكرين كبيرين هما الحامدية ووادي الضيف المحاصرين منذ نحو 5 أشهر، الأمر الذي «يعيد التوازن إلى وسط سوريا، ويقلب الطاولة على المسلحين من جديد»، وفق تعبير مصدر عسكري، شدد خلال حديثه على أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في هذه المعركة.
وفي المعلومات الواردة من ميدان القتال، أشار مصدر ميداني، إلى أن الجيش السوري تقدم بشكل كبير في بلدة مورك عبر محوريها الشرقي والجنوبي، إضافة إلى تقدم حذر على الجبهة الغربية، كما سيطر على كتيبة الدبابات شمال شرق مورك، وفرض حصاراً على معمل البطاطا، الذي يعتبر أحد أهم معاقل المسلحين في البلدة، الذين انهارت تحصيناتهم بشكل سريع جداً، موضحا «كان انهيارهم أسرع مما هو متوقع».
وقد قام الجيش السوري باتباع إستراتيجيته التي بدأها قبل أكثر من عام، والتي لازالت ناجعة حتى الآن في معاركه، حيث يعمد إلى تشديد قصف المنطقة، واستهداف مقار وخطوط إمداد المسلحين بقوة نارية كبيرة، بشكل مستمر، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار دفاعاتهم، وفرار بعضهم، ما يفتح الطريق أمام هجوم بري لا يكلف الجيش خسائر بشرية كبيرة.
مصادر معارضة ذكرت أن عدة فصائل مسلحة فرت من البلدة، وان انهياراً كبيراً تشهده مورك، بالتزامن مع عدة حملات أطلقها ناشطون لـ«نصرة مورك»، إلا أن هذه الحملات لم تلق صدى كبيراً في أوساط الفصائل المسلحة في سوريا، خصوصا ان هذه المعركة تبدو خاسرة تماماً، بالتوازي مع قيام عدة فصائل بمبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، والذي بدأ ينشط بقوة في المنطقة الوسطى من سوريا، خصوصا أمام سيطرته على حقل الشاعر للغاز، أحد أهم الحقول النفطية.
وعلى صعيد الخسائر البشرية في معركة مورك، قال مصدر ميداني إن نحو 15 جندياً من الجيش السوري قتلوا، كما تم تدمير ثلاث دبابات، في حين تجاوزت خسائر المسلحين المئة حتى الآن، حيث تشهد البلدة معارك كر وفر، وأشار مصدر عسكري أنها «آنية، وستنتهي خلال الساعات المقبلة بسيطرة الجيش على البلدة واستعادة التوازن، وفتح طرق الإمداد من جديد».
من جهة أخرى، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الجيش السوري اشتبك مع عناصر «داعش» خارج المطار العسكري في دير الزور، في محاولة منه لتعزيز قبضته على شرق البلاد.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد