مصر والأردن إلى الميدان العراقي: تسليح وتدريب ضد «داعش»
جاءت الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية المصري سامح شكري للعراق، أمس، في خضم الزحمة الديبلوماسية المحيطة ببغداد، التي يزورها اليوم أيضاً رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، في ظل حديث عراقي داخلي عن ضرورة لعب دول مثل الأردن ومصر دوراً أساسيا في دعم العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، خصوصاً بعد كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مؤخراً عن إرسال الجيش المصري معدات إلى العراق، بينما رشح عن زيارة العبادي الأخيرة إلى عمان اتفاق حول آلية تدريب للقوات العراقية في الأردن.
وفي هذه الأثناء، برزت تطورات ميدانية مهمة على صعيد المعارك مع تنظيم «داعش»، حيث أعاد الأخير بسط سيطرته على جزء من مدينة بيجي، في وقت أعلنت قوات البشمركة عن بدء عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على منطقة سنجار شمال غرب البلاد التي يسيطر عليها التنظيم منذ آب الماضي، بإسناد من طيران «التحالف الدولي»، في أول عملية عسكرية تستهدف البدء بتطويق الخطوط الأمامية لتنظيم «داعش» المحيطة بالموصل.
والتقى شكري بُعيد وصوله إلى بغداد، في زيارة استمرت ساعات قليلة، نائب رئيس الجمهورية العراقي لشؤون الأمن أسامة النجيفي، وذكرت مصادر عراقية أن المحادثات ركزت على جهود البلدين وخططهما لمحاربة تنظيم «داعش».
وتحدث النجيفي، خلال اللقاء عن مدى دقة المرحلة التي يمر بها العراق، وما تتطلبه من دعم «الأشقاء العرب»، وفي مقدمتهم مصر وذلك لـ «عدم إقصاء أي فصيل وطني عراقي وخاصة السنة»، بالإضافة إلى «مكافحة الإرهاب» من خلال دعم الجيش العراقي بالمعدات والتدريب ليتسنى له مواجهة تنظيم داعش، كما أشار إلى ضرورة أن يكون لمصر دور كبير في العراق والمساهمة في «التغيير الذي حدث في العراق».
وفي هذا السياق، لفت المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إلى أن شكري أكد خلال اللقاء «ثوابت الموقف المصري بالحفاظ على وحدة الدولة العراقية» وتقديم كل أشكال الدعم الممكن والمساعدة للحكومة العراقية من أجل «المضي في جهودها في مكافحة الإرهاب»، كما أوضح أن الوزير المصري شدد على «الأهمية البالغة لتحقيق التكاتف بين كل مكونات المجتمع العراقي وإشراك جميع القوى السياسية دونما أي اعتبار للانتماء الطائفي»، بهدف توحد «القوى الوطنية العراقية للقضاء على التنظيمات الإرهابية والحفاظ على العراق القوي والموحد».
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي أبدى شكري استعداد بلاده لتبادل المعلومات مع نظيرتها العراقية، لوقف تدفق الإرهابيين الأجانب، مجدداً تأكيد «إدانة مصر التامة لكل أشكال الإرهاب الذي يمارسه تنظيم داعش وغيره من الميليشيات المتطرفة، التي تتخذ من الدين ستارا لانتهاكاتها ضد المواطنين الأبرياء في العراق والعالم العربي».
ووجه شكري الذي يزور العراق للمرة الثانية منذ توليه منصبه، دعوة للعبادي من نظيره المصري ابراهيم محلب لزيارة القاهرة خلال اللقاء الذي جمعهما في مكتب رئيس الحكومة، تناول البحث في الأوضاع الأمنية والسياسية التي يشهدها العراق والمنطقة، بالإضافة إلى السبل الكفيلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ودعا العبادي دول المنطقة إلى «التعاون من أجل درء الخطر الذي تمثله عصابات داعش»، ومحاربة أفكارها.
إلى ذلك، كشف نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي أن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور سيبحث مع العبادي، اليوم، ملف تسليح القوات الأمنية، و «مشاركة الأردن في دعم وتدريب القوات الأمنية، ووضع اللمسات الأخيرة على هذا الملف».
وأوضح الأعرجي أن «الأردن عرض منذ أكثر من أسبوعين، على العراق تدريب القوات الأمنية، وتقديم المعونات التي تشمل الأعتدة والأسلحة، والعراق بدوره رحب بهذا العرض».
ميدانيا، أطلقت قوات البشمركة عملية عسكرية لاسترجاع مناطق سنجار وزمار من تنظيم «داعش»، كما أكد ضابط برتبة عميد في البشمركة، لافتاً إلى أن «الهجوم سيتواصل بدعم من طائرات دول التحالف التي وجّهت ضربات الى مواقع داعش في هذه المناطق».
وأكد العميد أن «البشمركة تمكنت من تحرير ثلاث قرى هي الحكنة وكاريز وكوباني»، بالإضافة إلى السيطرة على منطقة «المثلث» الواقعة بين سنجار ومنطقة ربيعة الحدودية مع سوريا.
بدوره، أكد القيادي في البشمركة على جبهة زمار رشيد حاجي علي أن الهجوم أدى إلى السيطرة على الطريق الرئيسي بين سنجار وسنون وقضاء تلعفر في محافظة نينوى، بعد انسحاب مسلحي «داعش».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد