«حرفيو دمشق»: لا تزال ورش السيارات في الشوارع.. ولا من يهتم
كشف اتحاد الحرفيين بدمشق أن محافظة دمشق لم تلتزم بتعهدها حول نقل ورش صيانة السيارات المنتشرة في شوارع دمشق إلى المنطقة الصناعية في حوش بلاس مع نهاية الشهر الماضي.
وأوضح اتحاد الحرفيين أنه وجه كتاباً إلى محافظة دمشق بصفتها المعني الأول بتأمين الأرض والمكان المناسب للحرفيين، وتمت المطالبة في الكتاب بنقل ورش وعمال صيانة السيارات من الشوارع وخصوصاً في زقاق الجن والبرامكة لما يتسببون فيه من مشاكل في الازدحام ومع السكان، وتمت كتابة محضر مع المحافظة تعهدت فيه بنقلهم مع نهاية الشهر الماضي إلى المنطقة الصناعية في حوش بلاس، وأن يتم تأمين وصول الكهرباء إلى ورشهم، وللأسف لم يتم التنفيذ وما زالت الورش تنتشر في الشوارع.
وأشار الاتحاد إلى أنهم أوصلوا رسائل إلى الجهات الحكومية المعنية كافة للعمل على إيقاف هجرة الحرفيين واليد العاملة السورية، حيث غادر الكثير من الحرفيين نتيجة خسارتهم لأماكن عملهم وورشهم التي كانوا يعملون فيها وتحول تلك المناطق إلى مناطق نزاع غير آمنة، حيث طالب اتحاد الحرفيين بتخصيص مقاسم للحرفيين ضمن المناطق والمدن الصناعية، كي يعملوا فيها بشكل مؤقت ريثما تعود المناطق التي كانت فيها ورشهم، ولكن - بحسب الاتحاد- لم يستجب أحد للنداء، وما زال الحرفيون السوريون يهاجرون ولا نملك أرقاماً وإحصائيات دقيقة لعدد الحرفيين الذين غادروا البلد، وهم يعملون في شتى أنواع الحرف السورية، كمعلمي صناعة الحلويات وعمال المطاعم وصيانة السيارات والعاملين في المنجور، وأما عن الحرف الدمشقية القديمة فإن قسماً منهم غادر البلد في فترات سابقة نتيجة العروض المغرية التي قدمت لهم من دول عربية وأوروبية، وما تبقى منهم لا يتعدى عددهم الخمسين حرفياً في دمشق يمارسون الحرف الدمشقية القديمة كالموزاييك والأرابيسك.
ورأى الاتحاد أن أسباب هجرة الحرفيين تعود لعدم تقديم أي حلول لهم ومساعدة ليستمروا في عملهم، ونتيجة خسارتهم لورشهم الحرفية فلم يجدوا أي حل بديل لهم سوى المغادرة والتوجه إلى دول يمكن أن يعملوا فيها، وهم يحضرون بقوة في دول الجوار كالبنان والأردن وبالذات عمال البناء، وهناك قسم في دول الخليج ومصر، وفي الدول الأوروبية التي تبحث عن اليد العاملة الماهرة. وبرأي الاتحاد فإن هذه الظاهرة تشكل نكبة لليد الحرفية السورية التي تربت عشرات السنوات حتى وصلت إلى مرحلة أصبحت تملك مهارة ممتازة وفرت من خلالها الكثير من الأموال على البلد، وأن هذه الظاهرة ستنعكس آثارها في مرحلة إعادة الإعمار، حيث ستحتاج البلد إلى كل يد عاملة للعمل في الحرف والصناعات كافة.
علي محمود سليمان
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد