الأسد يدعم الحوار في موسكو ودي ميستورا يلاحظ اهتماما عالميا بحلّ سوري في 2015
تمسك المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، بخطته لتجميد القتال في حلب، معتبراً أن «ما يحصل في حلب نموذج صغير عما يحصل في كل البلاد»، لكنه أشار إلى تزايد الاهتمام العالمي بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية هذا العام.
في هذا الوقت، أعلن الرئيس بشار الأسد دعمه لعقد اللقاء مع المعارضة السورية في موسكو نهاية كانون الثاني الحالي، لكنه أشار إلى أن المؤتمر لا يهدف للشروع بالحوار بين السلطة والمعارضة، بل للاجتماع مع شخصيات لمناقشة الأسس «التي سيقوم عليها هذا الحوار، عندما يبدأ، مثل وحدة سوريا، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب».
ميدانياً، تتقدم عمليات المصالحة ووقف إطلاق النار على الأرض السورية، وهو ما ظهر في حي الوعر في حمص، حيث أعلن عن هدنة لمدة 10 أيام، فيما كانت «جبهة النصرة» تنسحب من بيت سحم في ريف دمشق بضغط من المواطنين ومجموعات مسلحة تريد وقف إطلاق النار في المنطقة.
ووجّه دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في جنيف، نداء للتوصل إلى وقف المعارك في حلب، مقترحاً «وقف المعارك بالأسلحة الثقيلة في حلب، لأن علينا أن نعطي إشارة لخفض مستوى العنف وزيادة نقل المساعدات الإنسانية».
وقال «ما يحصل في حلب نموذج صغير عما يحصل في كل البلاد»، موضحاً أنه «يواصل مفاوضات مكثفة مع حكومة دمشق والمعارضة للتوصل إلى ذلك»، مشيراً إلى أن انعدام الثقة «بين الجانبين حال حتى الآن دون التوصل إلى اتفاق». وأوضح «لا أحد يريد اتخاذ الخطوة الأولى».
وحذر من أن «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتواجد على بعد 20 كيلومتراً من مدينة حلب قد يخرج منتصراً». وتساءل «هل سننتظر وقوع مجزرة جديدة؟»، مشيراً إلى أن وفداً جديداً سيتوجه إلى دمشق لبحث خطة تجميد القتال في المدينة.
وأعرب دي ميستورا عن دعمه لمبادرة روسيا التي ستجمع ممثلين عن الحكومة والمعارضة في موسكو، موضحاً أن الأمم المتحدة وحدها مدعوة إلى الاجتماع. وقال «أي مبادرة جيدة للمضي قدماً». كما رحّب بمبادرة القاهرة لجمع المعارضة السورية.
وأكد أن الأزمة السورية «مأساة فظيعة وعار وأسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية»، إذ يحتاج 12 مليون شخص للمساعدة، في حين بلغ عدد النازحين 7.6 ملايين واللاجئين 3.3 ملايين، بالإضافة إلى مئات آلاف القتلى والجرحى. وأضاف «نحتاج إلى حل سياسي، لكنه غير متوفر بعد»، مشيراً إلى أن سوريا «عادت 40 عاماً إلى الوراء» جراء الصراع .
وأعلن أن وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري وإيران محمد جواد ظريف «وافقوا جميعاً على الحاجة للقيام بشيء من أجل عدم تراجع الاهتمام بالنزاع السوري، وضرورة وجود تحرك ما من أجل التوصل إلى نوع من الحل السياسي هذا العام». وأضاف «هذا أمر جيد، وهو يشبه ما سمعته في دمشق وبعض الدول في المنطقة. علينا التأكد من ألا يشبه هذا الأمر ما حصل في العام 2014، حيث سمعنا مثل هذه التعهدات، ولم يحدث شيء».
ودعا ظريف، خلال لقائه دي ميستورا في جنيف، «اللاعبين الدوليين الرئيسيين للتعاون البناء في الحل السياسي بسوريا والحفاظ على وحدتها الترابية». وأكد «على السياسة المبدئية لإيران المبنية على أن الشعب السوري هو مَن يقرّر مصيره بنفسه»، مضيفاً «مازلنا على استعداد لأداء دورنا البناء، وسندعم كذلك جهود الأمم المتحدة في هذا المجال أيضاً».
وقال الأسد، في مقابلة مع صحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية نشرت أمس، رداً على سؤال حول النتائج المتوقعة من لقاء مبعوثين عن السلطة السورية ومعارضين في موسكو، «إننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار، وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار، عندما يبدأ، مثل وحدة سوريا، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل».
وأضاف «حول ما أتوقعه من هذا الاجتماع، فأعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، إذ أننا نتعامل مع شخصيات مختلفة، بعضها شخصيات وطنية وبعضها ليس لها أي نفوذ ولا تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري، وبعضها دمى في يد السعودية أو قطر أو فرنسا أو الولايات المتحدة، وبالتالي لا تعمل لمصلحة بلدها. وهناك شخصيات أخرى تمثل فكراً متطرفاً. وبناءً على كل ذلك فمن السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها. رغم ذلك، فإننا ندعم هذه المبادرة الروسية، ونعتقد أنه ينبغي لنا الذهاب كحكومة لنستمع إلى ما سيقولونه. إذا كان لديهم ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد فإننا سنمضي قدماً في ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا لن نتعامل معهم بجدية».
وتابع «أي علاقة جيدة بين روسيا والغرب، وبشكل أساسي الولايات المتحدة، ستنعكس إيجاباً على هذه المنطقة، خصوصاً في هذه المرحلة، وبالأخص في ما يتعلق بسوريا. لكني أودّ القول إن الحل ينبغي أن يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل سوريا»، لكنه أضاف «ما تريده الولايات المتحدة في المحصلة هو استعمال روسيا ضد سوريا، تريد من روسيا أن تمارس الضغوط على سوريا. هذه هي الأرضية المشتركة التي يبحث عنها الأميركيون، وليست الأرضية المشتركة اللازمة لمحاربة الإرهاب والسماح للشعب السوري بتقرير مستقبله واحترام سيادة كل البلدان، بما فيها سوريا. حتى الآن لا نرى وجود هذه الأرضية المشتركة. الروس يحاولون ما بوسعهم لإيجاد هذه الأرضية المشتركة لكني لا أعتقد أن الأميركيين سيستجيبون لهذا الجهد بطريقة إيجابية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد